الحرب الأوكرانية .. معركة طالت نيرانها كثيرين، من بينهم الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي تحولت حياته إلى جحيم في غضون أقل من 4 أشهر هى عمر العملية الروسية التي بدأت منذ 24 نوفمبر الماضي ، والتي انتهت حتي الآن بوضعه علي قوائم العقوبات الغربية وتجريده من ملكية نادي تشيلسي الإنجليزي ، وأخيراً ملاحقات مالية جديدة تهدد مصير 7 مليارات دولار.
ولم تفلح محاولات ابراموفيتش في الوساطة لإنهاء الحرب ، وسلسلة اللقاءات التي عقدها مع مسئولين روس وأوكران ، في إثناء الحكومة البريطانية عن إتمام عملية بيع نادي تشيلسي ، فالملياردير الروسي الذي طالما نجح في إبرام صفقات كان مثار جدل في ملاعب الدوري الإنجليزي ، اصطدم بواقع السياسة والحرب، حيث عجزت محاولاته في نزع فتيل المعركة.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان لها علي لسان وزيرة الرياضة نادين دوريس ، الأربعاء :"أصدرت الحكومة الليلة الماضية ترخيصا يسمح ببيع نادي تشيلسي لكرة القدم.. نظرا للعقوبات التي فرضناها على الأشخاص المرتبطين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يمكن تأمين مستقبل النادي على المدى الطويل سوى من خلال مالك جديد" يحل بدلا من الروسي رومان أبراموفيتش.
وكانت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أعلنت أمس الثلاثاء، أن مجلس إدارتها وافق على عرض الاستحواذ المقترح على نادي تشيلسي من قبل مجموعة استثمارية يقودها الأمريكي تود بويلي، أحد مالكي فريق لوس أنجلس دودجرز الأمريكي للبيسبول.
وبعد ساعات من إعلان الحكومة البريطانية ، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن سلطات جزيرة جيرسي بدأت تدقيقاً ماليا بعد مزاعم باحتفاظ ابراموفيتش بـ7 مليارات دولار، في حسابات مصرفية داخلها.
والجزيرة الصغيرة الواقعة قبالة الساحل الشمالي لفرنسا، وتتمتع بحكم ذاتي، لكنها تتبع التاج البريطاني، فتحت تحقيقا أوليا حول كيفية استحواذ أبراموفيتش على شركات النفط في روسيا بعد فترة الاتحاد السوفيتي.
ويدور التحقيق حول ما إذا كان أحد شركاء مالك تشيلسي قد ساعده في محاولة التهرب من العقوبات البريطانية، التي فُرضت عليه إثر الحرب الروسية على أوكرانيا، قبل ثلاثة أشهر، بحكم قرب الرجل من الرئيس فلاديمير بوتين.
وتشير صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن إحدى الصفقات التي تمت بعد الحرب الروسية جذبت انتباه السلطات في جزيرة جيرسي، وهو ما يبحثه التحقيق الجاري.
وبحسب الصحيفة ، فإن جزيرة جيرسي هي ملاذ ضريبي آمن للأثرياء ، وجذبت علي مدار سنوات رجال أعمال من جنسيات مختلفة أغلبهم روس ، وعلي رأسهم ابراموفيتش الذي تلقي عرضاً للإقامة والحصول علي الجنسية هو وعدد من مستشاريه.
ومع تشديد قواعد التهرب الضريبي الأوروبية والبريطانية، قررت جزيرة جيرسي أن تضع عملائها ومن بينهم رومان أبراموفيتش، تحت دائرة الضوء، بحسب الصحيفة.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مطلعين على تعاملاته المالية، كان الملياردير الروسي يهوى جيرسي لقربها من بريطانيا.
ميركاتو الكرة يفشل في ملعب السياسة
وفور إدراجه بقوائم العقوبات ، كشفت صحيفة تايمز البريطانية حينها عن دور وساطة يقوم به أبراموفيتش، بين الرئيسين الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى والروسى فلاديمير بوتين.
وذكرت الصحيفة أن طيارة خاصة أقلعت من مطار أتاتورك باسطنبول اتجهت شرقا فوق البحر الأسود ودخلت المجال الجوى الروسى فوق سوتشى، حينها.. وبعد فترة وجيزة، ومع اقترابها من مدينة ميرالين فودى، أوقفت تعقب رحلتها. وفى نفس اليوم، غادرت نفس الطائرة من مطار فنوكوفو بموسكو وعادت إلى اسطنبول. وكان على متنها أبراموفيتش، مالك نادى تشيلسى السابق الذى كان يعمل مبعوثا غير رسمى للرئيس بوتين فى المحادثات مع أوكرانيا.
وبحسب تأكيدات "تايمز" ، التقى أبراموفيتش في موسكو الرئيس الروسي فلادمير بوتين ، وقدم له مذكرة مكتوبة بخط اليد من الرئيس الأوكرانى، تحدد الشروط التى ستفكر أوكرانيا فى الموافقة عليها من أجل إنهاء الحرب. وكان رد بوتين الأولى واضحا: "أخبره أننى سأضربهم".
وعند عودته إلى إسطنبول، التقى أبراموفيتش مع رستم أميروف، عضو البرلمان الأوكرانى لمناقشة اجتماعه مع بوتين. وعلمت التايمز، أن أميروف، رجل الأعمال السابق الذى يتحدث الروسية والتركية، هو مبعوث كييف فى المفاوضات. وعقد الرجلان سلسلة من الاجتماعات فى فنادق خمس نجوم فى اسطنبول، قام بتنسيقها إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
ورغم رد بوتين على مذكرة زيلينسكى، فقد تم الإعلان عن حدوث تقدم فى المحادثات حينها، إلا أن اللمسات النهائية لم تكلل بالنجاح واستمرت الحرب لما يزيد علي 90 يوماً .
وبدأت رحلة ابراموفيتش مع تشيلسي عام 2003 ، حينما اشتراه مقابل 140 مليون إسترليني وتوج معه بلقب بطل الدوري الإنجليزي الممتاز خمس مرات، كأس الاتحاد ثلاث مرات، كأس الرابطة مرتين، كأس السوبر مرتين، دوري أبطال أوروبا مرتين، والدوري الأوروبي مرتين، إضافة إلى فوزه بكأس السوبر الأوروبي 2021، وكأس العالم للأندية 2022. وبعد اندلاع الحرب الأوكرانية ، اضطر لطرح نادي تشيلسي للبيع نتيجة القيود المفروضة في بريطانيا على رجال الأعمال الروس.