من أعلى نقطة فى الصحراء الغربية.. حكاية معبد الغويطة ثانى أكبر معابد الوادى الجديد.. البيت الواسع مركز لإنتاج الكروم والنبيذ فى العصر البطلمى وقلعة حصينة ونقطة لمراقبة طريق درب الأربعين.. صور وفيديو

من أعلى نقطة عن سطح الأرض في مدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد وعلى ارتفاع أكثر من 70 متر حيث تقع ربوة البيت الواسع ومعبد الغويطة ثانى أكبر معابد الوادي الجديد والذي يعتبر من أهم المعابد الأثرية فى المحافظة ويقع جنوب مدينة الخارجة على بعد حوالى 23 كم، شرق طريق الخارجة - باريس بحوالى 2 كم، وتم بناؤه على ربوة مرتفعة يبلغ ارتفاعها حوالى 70 مترا عن سطح الأرض المحيطة، وهو تقريباً يتوسط المدينة السكنية القديمة التى ترجع لعصور تاريخية مختلفة وغالباً ما تكون متعاقبة. ويعتبر معبد الغويطة نقطة التقاء القوافل التجارية المارة وتزويدها بالمؤن، مما زاد من أهمية هذا الموقع عبر الحقب التاريخية وكان مركزا لجمع الكروم وتصنيع النبيذ وتصديره إلى وادى النيل. وكانت أهم أعمال البعثات الأجنبية العاملة بموقع المعبد التى كانت تعمل بموقع المعبد بعثة جامعة يل الأمريكية، وأسفرت نتائج حفائرها عن اكتشاف جبانة إلى الشرق من المعبد تعود لعصر الدولة الوسطى بالإضافة لبقايا مدينة سكنية تقع شمال المعبد بقليل، وهذه المدينة تعود إلى عصر الانتقال الثانى، وقد تدل هذه البقايا السكنية على أن هذه المنطقة كانت مأهولة بالسكان خلال العصور القديمة. ما قبل الأسرة 27، العصر الفارسى. كما نفذت منطقة آثار الخارجة حفائر بموقع المعبد، وشملت عدة مواسم كان أقدمها موسم 1984، وكان الهدف منها تنظيف المعبد من الرمال، ومعرفة تاريخ المدينة السكنية الموجودة بجوار المعبد من الخارج، فقد أشارت نتائج الحفائر إلى أن أغلب هذه المبانى تعود للعصر الرومانى . وقال الأثرى محمد إبراهيم، مدير منطقة الآثار المصرية بالخارجة ، إن المعبد مبنى من الحجر الرملى حوله مجموعة من بقايا المبانى المبنية من الطوب (ربما كانت ملحقات للخدمة بالمعبد) وأيضاً يُحيط بالمعبد سور ضخم مبنى من الطوب، ويتخذ المعبد محورا شرقيا غربيا وهو مخصص لعبادة ثالوث طيبة: («آمون، موت، خنسو») ويُعتقد أن المعبد تم إعادة بناؤه فى العصر الرومانى واتخذ كحصن ليكون مشرفاً ومراقباً ومؤمناً لبعض الطرق والدروب الصحراوية القديمة، والتى كانت معابر للتجارة منذ القديم، مثل طريق درب الأربعين الذى يمر غرب المعبد، حيث إنه الطريق الذى كان يبدأ من أسيوط مروراً بالواحات ووصولاً إلى دارفور بالسودان، ويقع أيضاً شرق المعبد طريق درب بولاق الذى كان يصل بين الواحات ووادى النيل . وأضاف إبراهيم أن تسمية المعبد بمعبد الغويطة نسبةً إلى عين مياه بجوار المعبد وتعنى (الحقل الصغير)، أما اسم المعبد خلال العصر البطلمى فكان يطلق عليه «بر- وسخت»، وهى تعنى البيت الواسع، وهذه التسمية مسجلة على الجدار الجنوبى لصالة الأعمدة، وأيضاً مُسجلة على واجهة الباب الموصل لصالة قدس الأقداس، وتبرز أهم المناظر والنقوش على واجهة الصالة الأمامية مناظر ونقوش للملك بطليموس الثالث وهو فى علاقات مختلفة مع الآلهة، وبداخل هذه الواجهة نقش جاء فيه «حورس الذهبى ابن رع، عظيم القوتين، فليُعطى الحياة مثل بتاح، (إنه) ملك مصر العليا والسفلى، وريث الآلهة المختار من آمون، فليُمنح الحياة، ابن رع «بطليموس» محبوب الإله بتاح الذى منح الحياة. أما مناظر ونقوش صالة الأعمدة فهى تعود للملك «بطليموس الثالث»، وغالباً تصوره فى علاقات مختلفة مع الآلهة، مثل، تقديم القرابين، والاحتضان الإلهى، ومناظر التبجيل وإطلاق البخور... إلخ، وأبرز نقوشها نص يحمل اسم المعبد فى العصر البطلمى وهو «بر- وسخت»، الذى يعنى المعبد الواسع. وأكد أن أقدم النصوص التى عثر عليها بقدس الأقداس فكانت خرطوش مكتوبا باللون الأحمر أسفل الجدار الشمالى، وكذا على الجدار الغربى، وهو يحمل اسم الملك «داريوس الأول»، وعليه تم تأريخ المعبد أنه يعود إلى العصر الفارسى، مشيراً إلى أن أقدم نقوش المعبد تشير إلى أنه يعود بناؤه للعصر المتأخر، وتحديداً العصر الفارسى (الأسرة السابعة والعشرون)، حيث إنه تم اكتشاف خرطوش ملكى- مكتوب باللون الأحمر - يحوى اسم الملك «داريوس الأول»، ومن العصر البطلمى بعض الخراطيش التى تحمل أسماء وألقاب بعض الملوك البطالمة مثل: بطليموس الثالث «يورجيتيس»، والملك بطليموس الرابع «فلوباتور»، والملك بطليموس العاشر «سوتر الثانى»، وهذا يُشير إلى اهتمام الملوك بهذا المعبد وعمل التجديدات والإضافات عبر العصور المختلفة. ومن جانبه، قال الباحث الأثري محمد علي كبيش أنه بعد اكتشاف منطقة سكنية شمال المعبد تعود لعصر الانتقال الثانى (الأسرة 13- الأسرة 17) يُعتقد أن تاريخ المعبد يرجع إلى وقت مبكر من الحضارة المصرية القديمة، فربما تم تجديد بناء هذا المعبد على أنقاض معبد قديم يعود لفترات تاريخية أقدم بكثير من الفترة الفارسية، حيث يوجد باب صغير (مسدود حالياً) شمال مدخل البوابة الحالية، قد يكون مدخل المعبد القديم، وقد يُعزز هذا الرأى أن نهاية عتب هذا الباب يقع تقريباً بمستوى أرضية بوابة المعبد الحالية، مما يُشير إلى وجود أطلال لمبان أسفل المبانى الموجودة حالياً، (ولكن هذا الرأى يحتاج إلى إكمال أعمال الحفائر داخل المعبد خاصةً فى اتجاه محور هذا الباب الصغير)، كما يوجد بعض الكلمات المكتوبة بالكتابة القبطية وهى أسماء لرهبان، كما نجد رسوما للصليب، ومن المحتمل أن هذا الجزء من المعبد تم استخدامه ككنيسة، وقد يدل ذلك على أن المنطقة ظلت مأهولة خلال العصر القبطى.
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;