قالت صحيفة نيويورك تايمز إن خسارة العديد من المرشحين الجمهوريين المدعومين من الرئيس السابق دونالد تراب فى السباقات التمهيدية للانتخابات النصفية، تجعل بعض الجمهوريين منفتحين على مرشح لفترة ما بعد ترامب فى سباق الرئاسة لعام 2024.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن ترامب كان قد صور السباقات التمهيدية لهذا العام على أنها لحظة لقياس مدى قوته، ودعم الكثير من المرشحين مع سعيه للحفاظ على بصمة على حزبه على عكس أى رئيس سابق آخر.
لكن بعد انتهاء المرحلة الأولى من السباق التمهيدى يوم الثلاثاء، حيث أجرت نحو ربع الولايات الأمريكية اقتراع لاختيار المرشحين، فإن الحكم قد أصبح واضحا، وهو أن هناك ثقبا فى هالة ترامب فى سياسات الحزب الجمهورى.
ومنذ أكثر من خمس سنوات، منذ أن صبح ترامب رئيسا فى يناير 2017 وحتى مايو 2022، لم يرى ترامب رفضا من الناخبين سوى لخمس من اختياراته فى الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهورى. لكن مع حلول نهاية هذا الشهر، تضاعف هذا الرقم، وكانت أكبر هزيمة له يوم الثلاثاء عندما سحق حاكم جورجيا بريان كيمب منافسا مدعوما من ترامب بأكثر من 50 نقطة مئوية.
وظل ترامب ترامب مهووسا بجورجيا منذ هزيمته بفارق ضئيل فى الولاية أمام بايدن فى انتخابات الرئاسة الأخيرة. وبحسب ما قالت نيويورك تايمز، فقد رصدت تسجيلات تهديده لوزير خارجية جورجيا الجمهورى براد رافنسبرج بإيجاد 11780 صوت، من أجل فوزه بالولاية. وضغط الرئيس السابق وقتها على كيمب من أجل التدخل وعرقلة فوز بايدن.
وما أثار غضب ترامب أن كليهما قد رفض. وعاد ترامب فى سباق 2022 التمهيدى للانتقام مما يعتره عدم ولاء من جانبيهما.
كما تعرض ثلاثة آخرين من أنصار ترامب للهزيمة. وشجعت الخسائر المتزايدة منافسة ترامب داخل الحزب بشكل لم نشهده منذ أوائل عام 2016، وزادت من احتمالات أنه فى حال ترشحه مرة أخرى عام 2024، سيواجه منافسة جادة.
ويقول جاك كينجستون، عضو الكونجرس السابق عن جورجيا، والذى عمل مستشارا لحملة ترامب الرئاسية الأولى إنه يعتقد أن شخص من خارج دائرة ترامب لديه حملة منظمة سيكون لديه فرصة.
ولا يزال ترامب يحظى بشعبية كبيرة بين الجمهوريين ولديها صندوق حرب سياسى يقدر بأكثر من 100 مليون دولار، إلا أن هناك مؤشر أقل وضوحا على التراجع، وهو أن آلة جمع الأموال لترامب قد بدأت فى التباطؤ. فقد وجد تحليلا للصحيفة أن متوسط المساهمات الإلكترونية اليومية التى يجمعها ترامب قد تراجعت كل شهر فى الأشهر السبعة الأخيرة التى كانت البيانات الفيدرالية متاحة فيها.
فقد انتقل ترامب من جمع 324.633 دولار فى المتوسط فى سبتمبر 2021 على بوابة جمع التبرعات الجمهورية الإلكترونية "وين ريد"، إلى 202.185 فى مارس 2022، حتى فى الوقت الذى كثف فيه من نشاطه السياسى.
ويحذر هؤلاء المقربون من ترامب، وحتى الجمهوريين غير المقربين منه، من إساءة قراءة أهمية الخسائر فى السباقات التمهيدية التى لم يكن فيها ترامب نفسه على بطاقة الاقتراع. فعلى سبيل المثقال، بذل كيمب، المرشح لمنصب حاكم جورجيا، قصارى جهده لعدم قول كلمة متقاطعة عن الرئيس السابق لتجنب تنفير قاعدته الموالية.
ويستعد منافسو ترامب، بمن فيهم نائبه السابق مايك بنس، لاحتمال خوض سباق الرئاسة، فى الوقت الذى قام هو وآخرين بزيارات مبكرة للولايات الرئيسية مثل أيوا، وتكثيف عمليات جمع التبرعات الخاصة بهم. وجمع حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وهو من الأسماء البارزة فى بورصة مرشحى الجمهوريين، 100 مليون دولار لحملة إعادة انتخابه، ويجرى محادثات مع العديد من المانحين والناخبين المهتمين فى مستقبل ما يسمى بالترامبية، أو نهج ترامب، بدون ترامب نفسه.
وقال كول ميوزيو، رئيس مجلس سياسة "فرونتلاين"، وهى مجموعة مسيحية محافظة فى جورجيا، الذى صوت مرتين لصالح ترامب، لكنه الآن سيحث عن آخرين للمضى قدما، إن ترامب أمضى أربع سنوات جيدة، لكن ديسانتيس رائع فى رؤية الطريق الذى يذهب إليه اليسار ويلعب فى الميدان المتواجدين فيه بدلا من مواصلة رد الفعل على ما حدث قبل عامين.