العنب يا جماله يا ولاد أحمر وأخضر كاد الحساد.. أهالى الأقصر يبدأون موسم جنى المحصول وتوريده للسوق المحلى والتصدير للخارج.. العديسي مالك مزرعة: نصدر أجود أصناف العنب لدول أوروبا وشرق آسيا.. صور وفيديو

"العنب يا جماله يا ولاد أحمر وأخضر كاد الحساد" .. على أنغام تلك الكلمات البديعة، شهدت محافظة الأقصر بدء عدد من الشباب والفتيات فى العمل بموسم جنى وحصاد العنب من المزارع المنتشرة فى المحافظة على ضفاف نهر النيل، تمهيداً لتجهيزه وطرحه بالأسواق أو تصديره للخارج، حيث يبدأ أصحاب المزارع فى تلك الأيام بجلب المزارعين للقيام بعمليات جمع العنب بعد طرح البذور لمدة طويلة. وفى هذا الصدد رصد "انفراد" انطلاق موسم حصاد العنب فى مزارع محافظة الأقصر، حيث أنه مع دخول فترة الصيف ينطلق أصحاب المزارع المنتشرة في شرقي وغربي محافظة الأقصر، في حصاد عدد من المحاصيل الزراعية التي يجب أن يتم حصادها في تلك الفترة لتقديمها للأسواق أو البدء في تصديرها للخارج حسب جودة المنتج وصلاحيته للتصدير للخارج. ومن أبرز المحاصيل في الفاكهة يعتبر "العنب" بمحافظة الأقصر محصول الفاكهة الثالث في الترتيب بعد القصب الأول والمتصدر وبعده الموز الذي يتم زراعته بكثافة جنوبي المحافظة، ويحل بعدهما محصول العنب الذي يتم حصاده في شهور الصيف، حيث يقول المهندس محمد على العديسي صاحب مزرعة عنب بالأقصر، أن تلك الفترة تشهد فترة الحصاد المميزة لنوعين من الفواكهة الهامة لأبناء الصعيد وهي "المانجو" و"العنب"، قائلاً أن العنب ينقسم لنوع بذري وآخر غير بذري حسب لون الثمرة الخارجي، فيوجد لونين أحمر وأبيض وأسود. ويضيف المهندس محمد على العديسي لـ"انفراد"، أن حصاد العنب يتطلب خبرات جيدة من المزارعين والمشاركين في الحصاد فالتعامل معه يحتاج لأيادي تعرف كيف تتحرك وكيف تحصد "العنقود" الواحد من العنب بسلاسة دون الإضرار به ليكون صالح للوضع داخل الصندوق، حيث يتم مع بدء الحصاد للعنب تجميع العمالة وتجهيز كافة المعدات اللازمة لهم لتقديم أفضل ساعات من الحصاد بكل سهولة ويسر، موضحاً أن أصحاب المزارع يبدأون في تلك الفترة من العام في جمع العنب بعد طرح البذور لمدة طويلة حيث أن الأقصر من المناطق التي تتميز بالإنتاج المبكر لمحصول العنب. وأوضح المهندس محمد العديسي، أن العنب بعد زراعته وقدوم موعد الحصاد فى نهاية شهر مايو يتم توفير العمالة اللازمة للجنى من السيدات والفتيات والشباب بمتابعة لحظية من المهندسين خلال الحصاد، ويتم تجميع كميات العنب فى سيارات عبارة عن مبردات لكي يتم نقلها لمركز التعبئة المتخصص فى مدينة طيبة، حيث أن ذلك المركز متخصص فى جعل العنب يعيش أطول فترة ممكنة للتصدير للخارج ليعيش العنب فى درجة حرارة تصل إلى 0%، حتى مرحلة التوريد للخارج لأجود الأصناف ليغزو العنب المصرى أسواق أوروبا وشرق آسيا وبعض دول إفريقيا. ويضيف صاحب المزرعة بمدينة الطود شرق محافظة الأقصر، أنه يقسم مزرعته لعدة أنواع فاخرة من العنب تكون صالحة للتصدير للخارج لجلب العملة الصعبة للبلاد، حيث أن السوق الأوروبية هى الأولى فى إستيراد العنب من مزارع مصر والصعيد وعلى رأسها دول بريطانيا وهولندا وألمانيا وباقي الدول الأوروبية، بجانب دول شرق آسيا والنمور الأسيوية، كما يتم التوريد لبعض الدول الإفريقية وعلى رأسها جنوب إفريقيا أكثر الدول التى تستورد العنب من مزارع صعيد مصر. وفى نفس السياق يواصل أصحاب المزارع أعمال موسم جنى وحصاد ثمار فاكهة "العنب" بالأقصر، حيث يخرج العشرات من العمال المتخصصين فى جنى الثمار بصورة تحفظها ولا تضر بالثمرة لكى تكون جاهزة للتصدير، وذلك فى عدد من المزارع المتخصصة فى إنتاج الثمار لتصديرها لخارج مصر، حيث يبدأ العمل منذ ساعات الفجر حتى وقت الغروب من كل يوم تقريبا من أيام الحصاد التى قد تستمر إلى أسابيع كموسم والتى تشترك فيه كل أفراد الأسرة حتى المرأة. ويقول المهندس الزراعى أبو الحجاج التهامى، إن الطريقة الشائعة فى مصر لإنتاج شتلات العنب هو الإكثار بالعقل الخشبية الناتجة من التقليم الشتوى للكرمة خلال الفترة من تساقط الأوراق إلى ما قبل تفتح العيون وحديثاً بدأ الاتجاه إلى إنتاج شتلات عنب مطعومة على أصول مقاومة للنيماتودا، والفلوكسرا والأمراض أو متحملة للملوحة وارتفاع نسبة الجير أو الجفاف. ويضيف أبو الحجاج التهامى لـ"انفراد"، أن محافظة الأقصر طالما عانت من ركود فى مجال تسويق وتصدير المنتجات الزراعية المميزة التى تنتجها التربة الخصبة بهذه المناطق المميزة من جمهورية مصر العربية، ونجحت جمعية تنمية وتطوير الصادرات البستانية (HEIA) فى القضاء على تلك الأزمة، وذلك عبر بناء أكبر وأضخم محطة للتبريد ومركز للتدريب فى طريق مطار الأقصر الدولى، وذلك بهدف تعزيز المشاركة والفوائد التى تعود على الآلاف من أصحاب الحيازات الصغيرة فى سلاسل القيمة العليا وتصدير الفواكه والخضراوات الطازجة إلى المناطق المستهدفة فى القاهرة. وتقوم جمعية تنمية وتطوير الحاصلات البستانية "هيا" بدور كبير فى التعاون بين القطاع الخاص والحكومة ساهم فى تطبيق المنظومة الجديدة لتصدير العنب المصرى إلى الخارج، ويأتى على رأس قائمة تصدير العنب دول الاتحاد الأوروبى وآسيا وأمريكا ودخلت حديثاً بينهم الصين التى وقعت بروتوكول مع وزارة الزراعة لاستيراد العنب من مصر. وكانت حصلت جمعية هيا للتنمية الصادرات البستانية بالأقصر، على الموافقة بتخصيص الأرض لبناء محطة التبريد فى عام 2007 بالقرب من المطار الدولى الأقصر ومسافة أقل من 230 كيلومترا من الميناء البحرى بسفاجا، وتصل السعة التخزينية لها 90 طن مترى/اليوم من سلع طازجة ذات جودة عالية، وتسير بخطة عمل حوالى 244 يومًا على مدار العام لحفظ المحاصيل الزراعية الطازجة، كما تم إنشاء قاعدة للصادرات المحلية لبناء القدرات الشاملة للمصدرين المحليين إلى الأسواق الإقليمية والدولية، وتدريب المصدرين الحاليين على الفرص المتوفرة فى صعيد مصر. ومن جانبه تقول أمل إسماعيل وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، إن المديرية تتابع أولاً بأول كافة خطوات زراعة محصول العنب حتى الحصاد، مؤكداً أنه يتم التأكد من خلال المتابعة الميدانية لمزارع تصدير العنب، من مراعاة فترة الأمان قبل الحصاد ومعايرة أجهزة الرش وغسلها عقب عمليات الرش، وضرورة تطبيق برامج مكافحة فعالة لمكافحة الآفات الزراعية، كما يتم التأكد من آليات الرقابة على تصدير العنب المتبعة التحليل الدورى للمزرعة قبل التصدير، من خلال تطبيق عدة اشتراطات يجب توافرها فى محطة تعبئة العنب تضمن سلامة المنتج أثناء التعبئة للتصدير وعدم تعرضه لأى مصادر تلوث. وأضافت وكيل وزارة الزراعة، لـ"انفراد"، أنه تم اتخاذ عدة إجراءات مؤخراً تم اعتمادها فى تطبيق منظومة فحص ومتابعة الصادرات المصرية خاصة من الخضر والفاكهة تزيد من قدرة مصر على النفاذ للأسواق الدولية، موضحةً أنه أثناء الموسم التصديرى، يتم سحب عينات عشوائية من المزارع ومحطات ومراكز التعبئة للتحليل، للتأكد من عدم استخدام مبيدات غير مصرح بها، وأن نسب متبقيات المبيدات فى حدود المسموح بها وتطبيق الأكواد والباركود للمنتجات المصدرة، لضمان التوصل إلى المصدر والمحطة المعدة فيها المنتج والحقل المنتجة منه فى حالة مخالفته للاشتراطات فى الخارج.