الخوخ السيناوى ملك فاكهة أرض الفيروز.. أشجاره تنمو على مياه المطر.. ثماره طبيعية بدون إضافات كيماوية أوهرمونات.. مناطق زراعته الشيخ زويد ورفح.. وقطف إنتاجه فى شهرى مايو ويونيو وينقل من سيناء لكل المحا

عادت فاكهة الخوخ السيناوى للظهور بالأسواق مجددا، حيث تقطف خلال شهرى مايو ويونيو من كل عام من مناطق زراعتها بنطاق مركزى الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء. المزارعون يصفون " الخوخ " بأنه ثمرة مباركة، تنتظر أشجارها كل عام قليل من المطر لتواصل حياتها بشكل طبيعى فى رمال سيناء، وتقدم طلعها من الفاكهة بطعم مميز، بينما لا تغيب أنظارهم عنها وهم يقدمون لها خدماتهم من الحرث والتقليم والتزهير ورعايتها يوما بعد يوم. أشجار الخوخ خلال السنوات الأخيرة انحسرت زراعتها فى نطاق المناطق المحاذية لمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، وبدأت هذا العام فى العودة تدريجيا لمجدها القديم عندما كانت تصدر من هذا المكان لكل محافظات مصر ودول عربية واجنبية، وتجذب للعمل فيها الآلاف من عماله يومية وسائقين وتجار وغيرهم . وقال عاطف إسماعيل عودة، أحد مزارعي الخوخ السيناوى فى قرية أبو طويلة بنطاق مركز الشيخ زويد، إنهم احتفظوا بمزارعهم التى تنتج الخوخ بنوعيه وهو نوع يثمر فى شهر مايو، وآخر يثمر فى شهر يونيو من كل عام . وأشار إلى أنه رغم أن كل نوع من الخوخ السيناوى يختلف عن الآخر إلا أن للكل تميزه فى الطعم والشكل . وأضاف أن أشجار الخوخ فى شمال سيناء تنمو على مياه الأمطار بشكل طبيعى، لافتا إلى أن أصل شجرة الخوخ هى شجرة اللوز التى يقوم المزارعون بغرسها ورعايتها لنحو 3 سنوات وعندما يشتد عودها يتم تطعيمها بالخوخ لتتحول لشجرة خوخ وخلال عامين من التطعيم تبدأ فى الإنتاج. وتابع إنهم كمزارعين للخوخ السيناوى يقومون برعايته رعاية خاصة، حيث يراعى ترك مسافة بين كل شجرة وأخرى، فضلا عن الاعتماد على السماد من روث الطيور فى تسميدها. وتابع الحديث المزارع محمد حسين أبو عودة من منطقة أبوبخيت بمدينة الشيخ زويد بقوله، إنه كبقية المزارعين عندما تزهر الشجرة، يقوم بتخفيف الأحمال عنها وترك مسافة بين كل زهرة واخرى، وهذا حتى يحصل على حجم مكتمل النمو من الثمر. وأشار إلى أن بركة خوخ سيناء يلاحظونها فى طعمه المميز ورائحته، لافتا إلى أنه يحتاج خدمة متواصلة طوال العام من المزارع ورعاية، وهو يتيح فرص عمل لكثير من العاطلين . وقال إن أهم فرص العمل التى يوفرها عند المزارعين الذين لديهم مساحات من أشجار الخوخ هى العمل فى حرث الأرض والتقليم وازالة الحشائش البرية، وعند حصاده وقطف ثمرة، يتحول مكان إنتاجه لواجهة للتجار والعمال والسائقين وغيرهم، وبذلك تكون شجرة الخوخ كلها رزق وكل من يعمل فى خدمتها يرزق. وأوضح أنه فى سنوات سابقة عندما كان الإنتاج يخرج من مساحات أوسع كانت تنتشر الأسواق التى فيها يباع الخوخ على التجار القادمين من كل محافظات مصر، كما أنه كان يستوعب عمالة بأعداد كبيرة يحضرون من كل أنحاء سيناء والمحافظات المجاورة إلى جانب العمالة من ابناء المكان . وقال إسماعيل أبو بخيت، مزارع وصاحب مشاتل بمنطقة الشيخ زويد، إن ثمار الخوخ ينقسم لنوعين الأول ينتج وينضج ثمره فى خلال شهر مايو فى هذا الوقت ويستمر موسمه حتى نهاية هذا الأسبوع، والثانى ويطلق عليه البلدى ينضج ثمره خلال شهر يونيو. وأضاف أن المزارعون توارثوا زراعة وإنتاج الخوخ السيناوى الذى عرفته سيناء منذ عام 1982، وأصبح المحصول الرئيسى الذى يتم زراعته وكان قبل سنوات ينتج كميات كثيرة تنقل للأسواق بكل المحافظات، ويصدر للخارج . وأشار إلى أن عمر الشجرة يتجاوز 15 عاما وتنتج فى العام ما لا يقل عن 20 كيلو من الثمر الذي يحافظون على أن يخرج مكتمل النمو وناضج بتخفيف الأحمال أثناء فترة التزهير، وتقليم الأشجار مرة كل عام، لافتا إلى أن الانتاج حاليا للخوخ محصور فى المناطق المتاخمة لمدينة الشيخ زويد. إنتاج هذا العام من الخوخ السيناوى، يتم تسويقه بواسطة تجار يقومون بنقله وبيعه فى أسواق داخل مدينة العريش، وبعض المزارعين وصغار التجار أقاموا شوادر صغيرة على مسار الطريق الدولى المار بمدينة الشيخ زويد. وقال محمد عيد أحد الشباب، إنه وعدد من أصدقائه يقومون ببيع ثمر الخوخ السيناوى فى شادر على مسار الطريق، لافتا إلى أن كثير من المسافرين على الطريق يحرصون على شرائه كهدايا مميزة من سيناء. وأوضح أنه يتم بيع الكيلو من الخوخ بـ 10 جنيهات، ويقومون بجلبه من المزارع التى لازالت قائمة بنطاق قرية أبو طويلة ومنطقة الكوثر والسبخة والشلاق. وأضاف أن الشادر الذي يبيعون فيه الخوخ السيناوى ايضا يوفرون فيه أنواع اخرى من الفواكه بينها المشمش السيناوى الذى يتميز انه صغير الحجم و طعمه مسكر، اضافة للبرقوق والبطيخ، واستطرد " أنه مع ذلك يبقى الخوخ هو ملك فاكهة سيناء والذى يبحث عنه الجميع فى هذا الموسم من كل عام ".