إذا كانت الزارعة والصناعة من الأنشطة التى تمثل أولوية للتنمية، باتفاق الخبراء والاقتصاديين، فإن النقل الحديث هو الذى يمثل الجناح الأهم لأى استثمار زراعى أو صناعى، ومن هنا يمثل القطار الكهربائى الحديث أحد أجنحة دعم الاستثمار والتنمية والتصدير والمنتجات المصنعة ونصف المصنعة، ويدعم فكرة ممرات التنمية، لأن طريق القطار سوف تنتج حوله مجتمعات وأنشطة مختلفة فى مناطق خالية، ما يجعل القطار خطوة فى التوسع الأفقى للأنشطة الزراعية والصناعية.
وقد وقعت الدولة عقد إنشاء ثلاثة خطوط لقطارات كهربائية، مع شركة «سيمنز»، حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، المدير التنفيذى للشركة، والتوقيع مع شركة «سيمنز» العالمية، يضم تحالف شركتى «أوراسكوم، والمقاولون العرب»، لإنشاء منظومة متكاملة للقطار الكهربائى السريع فى مصر بإجمالى أطوال نحو 2000 كيلومتر، تربط 60 مدينة بقطارات تصل سرعتها إلى 230 كم/ساعة، تخدم ملايين الركاب يوميا، وتنقل ملايين الأطنان من البضائع سنويا، والتعاقد يشمل تقديم خدمات الصيانة لمدة 15 عاما.
المنظومة، حسبما أعلن وزير النقل المهندس كامل الوزير، تتألف من 3 خطوط رئيسية، الأول يربط بين مدينة العين السخنة على البحر الأحمر مع الإسكندرية والعلمين ومرسى مطروح على البحر المتوسط بطول 660 كم، والخط الثانى طوله نحو 1100 كم، بين القاهرة وأبوسمبل، مرورا بمدينتى الأقصر وأسوان، والخط الثالث 225 كم، امتدادا من مدينة قنا، وصولا إلى سفاجا، ومرورا بالغردقة.
الخطوط الثلاثة للقطار الكهربائى السريع، تقدم منظومة نقل حديثة موازية ومتقاطعة مع الخطوط القديمة للقطارات التى يجرى تطويرها، وتربط موانئ البحر الأحمر بموانئ المتوسط، لأول مرة، وتربط المناطق الصناعية بالسياحية، وتسهل عمليات نقل الركاب والبضائع من وإلى المصانع، وإلى الموانئ للتصدير، وتنقل أدوات الإنتاج بالعكس، وتسهل انتقال المنتجات إلى مناطق التسويق والتصدير، وبالتالى فهى تدخل ضمن خطة الطرق القومية والنقل العام، والصناعى.
وبجانب أنها تخلق فرص عمل مؤقتة ودائمة، خلال فترات الإنشاء، فهى أيضا تمثل خدمة للصناعة والاستثمار، والسياحة فى وقت واحد، وتمثل أحد عناصر جذب الاستثمار الصناعى والسياحى، وهى أنشطة تولد فرص عمل فضلا عن أنها تدعم فكرة الإنتاج والتنمية تلبية لحاجات المجتمع والتصدير، وبالتالى فهى من عناصر الجذب، وبالتأكيد تسهل نقل السياح من القاهرة والإسكندرية إلى أسوان والأقصر والغردقة، وبالتالى تسهل وتسرع من عمليات نقل السياحة والركاب بين المناطق السياحية، بما يختصر زمن الرحلات، فضلا عن ربط الشواطئ بالمناطق السياحية والموانئ على البحر الأحمر بموانئ المتوسط، ضمن منظومة توفر فرصا مؤقتة ودائمة، بل وتشجع الأفواج السياحية على رحلات أكثر توفيرا، ما يضاعف التدفقات السياحية.
القطارات السريعة الكهربائية، كما قال المستشار الألمانى أولاف شولتز، فى كلمة مسجلة، تقلل من وسائل النقل التقليدية «السيارات، والناقلات، والحافلات»، وتعزز خدمات النقل السريع والمريح والآمن، وصديقة للبيئة، وتخدم التجارة الإقليمية والدولية بتسهيل حركة نقل البضائع، ما يجعل مصر مركزا للنقل والتجارة.
وعلى كل ما سبق، فإن هذه القطارات مهمة ضمن المشروعات الكبرى، التى تمثل ضرورة لاستمرار التوسع فى الاستثمار والتصنيع، ودعم حركة التجارة والسياحة، وتجيب أيضا عن أسئلة طرحها البعض حول أولويات التنمية، بينما القطار فضلا عن كونه مقررا ومخططا له قبل سنوات، فهو أيضا يخدم الاستثمار والأنشطة الصناعية والسياحية، وبالتالى فهو يدعم التنمية والاقتصاد مباشرة، أو بطريق غير مباشر، بل ويلبى مطالب الخبراء فى توفير وسيلة نقل مناسبة ورخيصة وسريعة، لنقل المنتجات إلى السوق الداخلى، أو إلى موانئ التصدير، بجانب توفير وسيلة نقل بسعر معقول للأفراد والجماعات، وتحفيز النمو الاقتصادى، وهو رأى لقطاع من الخبراء والاقتصاديين والمستثمرين الذين يجدون فى القطار الكهربائى السريع نقلة تدعم أيضا الربط مع دول أفريقيا أو الإقليم.
ثم إن الاستمرار فى المشروعات المقررة والمرتبطة بالتنمية يعنى استمرار توفير فرص العمل الدائمة والمؤقتة، المباشرة وغيرها، حيث تمثل طرق القطارات ممرات للتنمية، وإجابة عن أسئلة يطرحها البعض حول أولويات التنمية التى تخدم الطبقات المختلفة، والقطار والصناعات من هذه المشروعات.