كغيرها من محافظات الجمهورية، دائمًا ما تودع خيرة شبابها فداء للوطن، ومثلما خرج مواطنوها إبان ثورة 30 يونيه، مؤيدة لشرعية الشعب ورافضة لحكم الجماعة الإرهابية، ودعت فى ذكرى ثورتها شهيدين من خيرة شبابها، أحدهما من الشرطة والآخر من الجيش .
الخميس الأسود، هكذا أطلق أهالى قريتى تزمنت الشرقية وابشنا التابعتين لمركز بنى سويف، على يوم أمس، بعد سماعهما خبر استشهاد أمين الشرطة أحمد محمد عبدالله المصرى، والشهيد مجند "بدر عبدالتواب سعد محمد".
وشيع أهالى قرية ابشنا التابعة لمركز بنى سويف اليوم الجمعة، جثمان الشهيد مجند "بدر عبدالتواب سعد محمد" 22 سنة وشهرته البدرى، والذى استشهد أمس الخميس، فى إحدى العمليات الإرهابية.
وتقدم الجنازة العسكرية التى خرجت من الأربعين بقرية ابشنا، عقب صلاة الجمعة محافظ بنى سويف، المهندس شريف حبيب، يرافقه اللواء خلف حسين مدير البحث الجنائى والسكرتير العام اللواء حسام الدين رفعت، خالد سيد، رئيس مدينة بنى سويف، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية، بالإضافة إلى جموع حاشدة من أبناء مركز بنى سويف وقرية ابشنا، وتحولت جنازة الشهيد إلى مظاهرة ضد الإرهاب ردد خلالها المشيعون هتافات "الإرهاب عدو الله، والشهيد حبيب الله"، مطالبين بالقصاص العادل للشهداء وضرورة استمرار الحرب على الإرهاب.
وقال عبدالتواب سعد 55 سنة، ويعمل عامل مبانى، والد الشهيد بدر إسماعيل، إن نجله الشهيد التحق فى القوات المسلحة منذ أكثر من عام، حيث إن مدة تجنيده ثلاث سنوات، مشيرًا إلى أن نجله كانت خدمته فى محافظة أسيوط، وكان يسافر فى مأموريات إلى محافظة الوادى الجديد، خاصة فى منطقة الفرافرة.
وأضاف والد الشهيد "لم يشتكى ابنى من الخدمة فى منطقة الواحات، وكان دائمًا ما يخبرنا بأنه فى أفضل الأماكن، وكنت أحاول أن أصدقه، مع أننى أعلم أن منطقة الواحات هى منطقة حرب لا تقل عن الحرب على الإرهاب فى سيناء".
والدة الشهيد ظلت فى حالة من الصمت الرهيب ولم تتحدث سوى كلمات صغيرة، أكدت خلالها أنها طلبت من نجلها أن يقوم بخطبة إحدى بنات القرية، إلا أنه لم يوافق قائلاً لها "محدش ضامن عمره، استنى لما أخلص الجيش يا أمى".
من جانبه، قال كمال شقيق الشهيد الوحيد "أنا متزوج ولدى طفلة صغيرة اسمها شروق وأسكن مع والدى فى ذات المنزل، ولا يوجد لدى سوى شقيقى الشهيد وأخت واحدة فقط ".
وأضاف كمال "نعمل جميعاً فى مجال البناء حيث اننى وشقيقى الشهيد ووالدى نخرج فى الصباح للعمل فى مجال المعمار، ولا يوجد أى دخل لدينا سوى تلك المهنة" .
فيما طالب أبو الخير سيد عم الشهيد بإطلاق اسمه "بدر" على إحدى مدارس القرية، مشيرًا إلى أن الشهيد كان صديقا لرجال وشباب القرية لم كان يمتاز بها من حسن خلق وروحه المرحة.
يذكر أن الشهيد استشهد أمس الخميس، ضمن ستة من جنود وضباط قوات حرس الحدود فيما أصيب ثلاثة آخرون فى حادث تبادل لإطلاق النيران بينهم وبين جماعات مسلحة، وذلك أثناء مرورهم فى دورية أمنية بمنطقة عين دلة بالفرافرة.
فيما شيع الآلاف من مواطنى مدينة بنى سويف، وأهالى قرية تزمنت الشرقية، عقب صلاة العشاء أمس جثمان الشهيد أحمد محمد عبدالله المصرى، والذى استشهد فى تفجير استهدف مدرعة كان يستقلها بمدينة العريش أمس .
وخرجت جنازة عسكرية مهيبة من مسجد عمر بن عبدالعزيز بميدان الشهداء بوسط مدينة بنى سويف، للشهيد ملفوفاً بعلم مصر، ومحمولاً على سيارة إطفاء، على أنغام السلام الموسيقى للشهيد .
تقدم الجنازة العسكرية للشهيد، اللواء محمود العشيرى مدير أمن بنى سويف، واللواء خلف حسين مدير البحث الجنائى، والعميد خالد الجبيلى رئيس المباحث الجنائية، واللواء خالد سيد رئيس مدينة بنى سويف، ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية، وجموع حاشدة من أهالى قرية تزمنت الشرقية .
ردد المشيعون هتافات مناهضة للإرهاب "لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله"، "لا إله إلا الله، الإرهاب أعداء الله" فيما شهد محيط ميدان الشهداء تكثيفا أمنيا إبان تشييع الجنازة .
من جانبها قالت والدة الشهيد أحمد محمد عبدالله -39 سنة، أمين شرطة من قوات مديرية أمن شمال سيناء "أحمد عايش فى العريش مع زوجته وحماته وأولاده الثلاثة، وكان مستنى إجازة العيد عشان ينزل يعيد عليَّ، بعد وفاته والده الله يرحمه".