يحدد حزب المحافظين البريطاني مصير رئيس الوزراء بوريس جونسون، حيث يواجه تصويتا بسحب الثقة منه على خلفية عدة فضائح من بينها كونه أول رئيس وزراء فى تاريخ بريطانيا يتم تغريمه لخرقه القانون، وذلك بسبب مشاركته فى حفلات داوننج ستريت أثناء إغلاق كورونا.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" إن التصويت سيجرى فى الفترة ما بين السادسة إلى الثامنة مساءً بتوقيت جرينتش.
ويواجه جونسون ضغوطا متزايدة بسبب فضيحة الحفلات التي زادت من الشعور بالإحباط بين النواب المحافظين بعد ما رأوا أنه سلسلة من الأخطاء والتحولات التي أدت إلى تراجع الحزب فى استطلاعات الرأي.
وقالت وكالة بلومبرج الأمريكية إن العديد من نواب المحافظين فقدوا الثقة فى جونسون فيما يعد ضربة قوية لرئيس الحكومة الذى قاد حزب المحافظين بعدما حقق أكبر انتصار فى انتخابات عامة فى أكثر من ثلاثة عقود فى عام 2019. ورغم ذلك، فإن هذا لا يعنى أن هذا التصويت سينهى رئاسته للحكومة.
وقال وزير الصحة ساجد جاويد لشبكة سكاى إن رئيس الوزراء سيقف ويدافع عن قضيته بقوة، دعونا ننتظر فقط ونرى ما سيحدث.
وللإطاحة بايدن، يجب أن يتم التصويت بسحب الثقة بأغلبية من نواب الحزب فى البرلمان البالغ عددهم 359، وأى غيابات من شأنها أن تؤثر على الحسابات. كما أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تصب فى صالح جونسون، بما فى ذلك العدد الكبير من النواب الموجودين فى الحكومة وغياب لمرشحين واضحين يمكن أن يخلفه ويحتشد حوله الحزب. ولو فاز جونسون فى الاقتراع السرى. فبموجب قواعد الحزب، سيكون محصن ضد أي تصويت آخر مماثل لمدة عام.
وتقول صحيفة الجارديان إن جونسون يحتاج للبقاء فى المنصب أن يحصل على دعم 50% + 1 من كل النواب المحافظين على الأقل، أي إجمالي 180 نائب.
من جانبه، قال متحدث باسم داوننج ستريت إن الليلة هي فرصة لإنهاء أشهر من التكهنات والسماح لحكومة بوضع خط، والمضى قدما وتحقيق أولويات الشعب، وأضاف أن رئيس الوزراء يرحب بالفرصة للدفاع عن قضيته للنواب وسيذكرهم بأنهم عندما يكونوا موحدين ويركزون على قضايا تهم الناخبين، فلن يكون هناك قوى سياسية أكثر قوة.
وفى تأييد سريع، قالت وزيرة الخارجية ليز تروس، التي يفترض على نطاق واسع أنها ستنافس على قيادة الحزب لو رحل جونسون، إن رئيس الوزراء يحظى بدعمى بنسبة 100% فى تصويت اليوم، وشجعت زملائها على تأييده. وقالت إنه اعتذر عن الأخطاء التي ارتكبها، ويجب التركيز على النمو الاقتصادى.
إلا أن التاريخ يثبت أن رؤساء الوزراء فى بريطانيا عادة ما يكونوا فى موقف ضعيف حتى لو فازوا، لأن التصويت يكشف عن عمق المعارضة التي يواجهونها، فرئيسة الوزراء السابقة تريزا ماى تم إجبارها على ترك قيادة الحزب ورئاسة الحكومة بوسائل أخرى، بعد أشهر قليلة من فوزها فى تصويت ثقة، مع تمزق حزب المحافظين نفسه بسبب بريكست.
ويأتى عدم اليقين بشأن مستقبل جونسون فى وقت صعب بالنسبة لبريطانيا التي تواجه التداعيات الاقتصادية لبريكست والوباء، وهو ما أدى إلى مواجهة المستهلكين لأسوأ ضغوط تتعلق بتكاليف المعيشة منذ الخمسينيات من القرن الماضى.
وتفاقمت أزمة تكاليف المعيشة بسبب الغزو الروسى لأوكرانيا، التي بدا أنها أنقذت جونسون فى وقت سابق من مواجهة تصويت ثقة بعدما حولت الأزمة تركيز نواب حزب المحافظين.
وتوضح صحيفة الجارديان البريطانية أن القواعد تنص على ضرورة أن يقدم 15% من النواب المحافظين خطابا بسحب الثقة إلى السير جراهام برادى رئيس لجنة 1922، من اجل إجراء اقتراع.
ولا يتطلب أن يكشف النواب عن هويته، على الرغم من أن بعضهم سيختار الكشف عن هويته فى ظل الضغوط التي يواجهونها من ناخبيهم أو لتشجيع الأخرين للقيام بالأمر نفسه.
ولإجراء تصويت الثقة، يجب أن يقدم 54 نائب خطابا بالثقة، ويمكن أن يقوموا بإيداع الخطابات بشكل شخصى إلى مكتب برادى، أو يطلبوا من زميل لهم تقديم الخطاب نيابة عنهم او يقوم بإرساله بشكل مباشر بالبريد الإلكترونى.
والشخص الوحيد الذى يعلم عدد الخطابات التي تم تقديمها هو برادى نفسه، وفى ظل استياء كبير بين النواب المحافظين، أثيرت شائعات لثنى النواب عن تقديم خطابات سحب الثقة.
وهناك صندوق اقتراع مخزن بأمان فى مكتب أحد الأعضاء التنفيذيين للجنة 1922، وسيتم اللجوء إليه عن إجراء توصيت سحب الثقة. وعلى الأرجح يتم وضعه فى نفس الغرفة التي يجتمع فيها النواب كل أسبوع فى اجتماعات اللجنة فى الطابق الأول من قصر ويسمنستر، وفى قلب ممر طويل مطل على نهر التايمز.
وعلى مدار اليوم، يستطيع كل النواب المحافظين التصويت فى اقتراع سرى، ويحظر التقطا الصور داخل غرفة اللجنة.
ويتم إعلان النتيجة على الأرجح عن طريق السير براى، كما فعل فى عام 2018، ويجمع النواب والصحفيين فى نفس غرفة اللجنة البرلمانية، حيث جرت عملية التصويت. وسيعلن أن النواب صوتوا أو لم يصوتوا على سحب الثقة، وسيكشف أرقام التصويت فى كلا الاتجاهين.