عاد ملف التنقيب عن الغاز الطبيعى في المناطق المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل إلى الواجهة، وذلك بعد وصول سفينة تابعة لشركة "إنرجيان باور" المتعاقدة مع تل أبيب للتنقيب عن الغاز في حقل كاريش النفطي في البحر الأبيض المتوسط، ما أثار ردود فعل لبنانية غاضبة على كافة المستويات، في ظل وجود تخوفات من الذهاب إلى مواجهة شاملة بين الدولة اللبنانية والاحتلال الاسرائيلى.
بدوره، أكد مكتب رئيس الوزراء اللبنانينجيب ميقاتى، الاثنين، التوافق مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، على دعوة الوسيط الأمريكي اموس هوكشتاين للحضور إلى العاصمة بيروت، وذلك للبحث في مسألة استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والجنوبية للعمل على إنهاءها في أقرب وقت ممكن، لمنع حصول أي تصعيد لن يخدم حالة الاستقرار التي تعيشها المنطقة.
وأوضح المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، أن ذلك يأتى في إطار متابعة تطورات التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال"إنرجيان باور" قبالة المنطقة البحرية المتنازع عليها في جنوب لبنان.
وبحث رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، مع رئيس مجلس الوزراء لحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتى، صباح اليوم، الخطوات الواجب اتخاذها لمواجهة محاولات العدو الاسرائيلي توتير الأوضاع على الحدود البحرية الجنوبية.
وأكد رئيس وزراء لبنان أن بلاده ستقوم بسلسلة اتصالات دبلوماسية مع الدول الكبرى والأمم المتحدة لشرح موقف لبنان، ولتأكيد تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، واعتبار أن أي اعمال استكشاف أو تنقيب أو استخراج تقوم بها إسرائيل في المناطق المتنازع عليها، تشكل استفزازا وعملا عدوانيا يهدد السلم والأمن الدوليين، وتعرقل التفاوض حول الحدود البحرية التي تتم بوساطة أمريكية وبرعاية الأمم المتحدة، وفق ما ورد فيالمراسلات اللبنانية إلى الامم المتحدة والمسجلة رسميا".
إلى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إن "محاولات العدو الاسرائيلي افتعال أزمة جديدة، من خلال التعدي على ثروة لبنان المائية، وفرض أمر واقع في منطقة متنازع عليها ويتمسك لبنان بحقوقه فيها، أمر في منتهى الخطورة، ومن شأنه احداث توترات لا أحد يمكنه التكهّن بتداعياتها".
أضاف رئيس وزراء لبنان - بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية - "من هذا المنطلق أننا نحذر من تداعيات أي خطوة ناقصة، قبل استكمال مهمة الوسيط الأمريكي، التي بات استئنافها أكثر من ضرورة ملحة، وندعو الأمم المتحدة وجميع المعنيين إلى تدارك الوضع والزام العدو الإسرائيلي بوقف استفزازاته".
وأكد رئيس الوزراء اللبناني أن الحل يكون "بالعودة التفاوض على قاعدة عدم التنازل عن حقوق لبنان الكاملة في ثرواته ومياهه".
كانت صحيفة "النهار" اللبنانية قد أكدت أن السفينة الإسرائيلية لاستخراج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه دخلت حقل "كاريش" وتجاوزت الخط 29 وأصبحت على بعد 5 كم من الخط 23، بالمنطقة المتنازع عليها مع لبنان.
وفي هذا الصدد، قال خبير اقتصاديات النفط والغاز فادي جواد لـ"النهار": "بدأت قرصنة الغاز اللبناني ولن يفيد بعد اليوم التفاوض حيث أن سياسة وضع اليد بدأتها إسرائيل اليوم صباحا بوصول سفينة انرجيان لانتاج وتخزين الغاز الطبيعي المسال وبدأ ربطها بسفن الدعم وصعد الى متنها حوالي 80 من العاملين الفنيين والتقنيين".
كان الرئيس اللبناني ميشال عون اتصالات مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من المعنيين للبحث في تطورات موقف التفاوض بشأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، أن المفاوضات لا تزال مستمرة، وأن أي عمل أو نشاط في المنطقة المتنازع عليها يشكل استفزازا وعملا عدائيا.
وأوضحت الرئاسة اللبنانية أن لبنان أودع الأمم المتحدة قبل أسابيع رسالة يؤكد فيها على تمسكه بحقوقه وثروته البحرية، وأن حقل "كاريش" يقع ضمن المنطقة المتنازع عليها، وجرى تعميمها في حينه على كافة أعضاء مجلس الأمن كوثيقة من وثائق المجلس بتاريخ 2 فبراير الماضي وتم نشرها حسب الأصول.
وطلب لبنان في الرسالة من مجلس الأمن عدم قيام إسرائيل بأي أعمال تنقيب في المناطق المتنازع عليها تجنبا لخطوات قد تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين، كما أكدت الرسالة على أن لبنان ما زال يعول على نجاح مساعي الوساطة التي يقوم بها الوسيط الأمريكي أموس هوكشتاين للتوصل إلى حل تفاوضي لمسألة الحدود البحرية برعاية الأمم المتحدة.