كواليس صادمة ، كشفها مقربون من الرئيس الأمريكي جو بايدن تعكس حالة من الاحباط تسللت إلى أركان الإدارة الأمريكية خلف جدران البيت الأبيض، بسبب العديد من الأزمات وبمقدمتها خروج التضخم عن السيطرة، بخلاف حالة الغموض التي تصاحب الحرب الأوكرانية التي تقودها روسيا ، وسط مخاوف من أن تصبح حرباً بلا نهاية ، وغير ذلك من الملفات التي نالت من شعبية بايدن.
وقالت مجلة بولتيكو إن الرئيس الأمريكى جو بايدن ومساعديه محبطون بشكل متزايد بسبب عدم قدرته على قلب التيار فى سلسلة من التحديات التي تهدد بأن تطغى على إدارته.
ورصدت المجلة العديد من التحديات التي يواجهها بايدن من بينها التضخم العالمى الذى صل لمستويات قياسية، وأسعار وقود آخذة فى الارتفاع والغزو الروسى لأوكرانيا، والمحكمة العليا التي من المقرر أن تلقى الحق الدستور فى الإجهاض، واحتمالات عودة الوضع الوبائى، والجمود فى الكونجرس للتوصل إلى تشريع يفرض قيودا على استخدام الأسلحة فى ظل زيادة كبيرة فى حوادث إطلاق النار.
وذهبت المجلة إلى القول بأن البيت الأبيض يجد نفسه، فى أزمة تلو الأخرى، إما مقيد أو عاجز فى جهوده لمكافحة القوى التي تؤدى إلى تفاقمها. وتتراجع المعنويات فى أروقة البيت الأبيض فى ظل تنامى مخاوف بأن المقارنات بإدارة جيمى كارتر، الرئيس الديمقراطى الأسبق الذى شهدت فترته الرئاسية ارتفاعا فى الأسعار وأزمات فى السياسة الخارجية، ستستمر.
وقال روبرت جيبس، الذى عمل متحدثا باسم البيت الأبيض فى إدارة أوباما، إنه شيء أربك عددا من الرؤساء السابقين، فالكثير من الأمور تحدث تحت مرآى منك لكن هذا لا يعنى أن هناك سحرا يمكن أن يحلها. فحدود الرئاسة ليست مفهومة جيدا، ومسئولية الرئيس أكبر من الأدوات التي لديه لإصلاحها.
إلا أن الجناح الغربى يعتقد أنه لا يزال هناك وقتا لمسار التصحيح. وتهدف الخطة إلى وضع بايدن على الطريق لتسليط الضوء على التقديم الذى يتم إحرازه، وذلك بزيارات يقوم بها هذا الأسبوع إلى كاليفورنيا حيث سيترأس قمة الامريكيتين، وسيذهب إلى نيو مكسيكو من أجل الدفع بأجندته المناخية.
كما تستعد الإدارة أيضا لتكثيف هجماتها ضد الجمهوريين برسم صورة للحزب الجمهورى بأنه بعيد عن الواقع فى القضايا التي تهم أمريكا مثل الإجهاض وسلامة الأسلحة، كل ذلك مع تعليق آمال على أن تضفى الجلسات العلنية المقررة للجنة التحقيق فى أحداث اقتحام الكونجرس بمجلس النواب صورة للجمهوريين كمتطرفين وخطرين.
لكن مساعدى بايدن بحاجة أولا، كما تقول بولتيكو، إلى الرد على أصابع الاتهام التى تشير إليهم، والقلق المتزايد بشأن تغييرات الموظفين، بحسب ما قال خمسة من مسئولي البيت الأبيض والديمقراطيين المقربين من الإدارة. كما أنهم يحاولون بشكل متزايد تهدئة أكبر مصدر للإحباط فى الجناح الغربى، والذى يأتى من خلف المكتب البيضاوى.
فقد أعرب الرئيس عن سخطه من أن أرقام تأييده فى استطلاعات الرأى قد تراجعت لمستويات أدنى من تلك التي كانت موجودة أثناء حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، الذى عادة ما يشير إلى بايدن فى الجلسات المغلقة بأنه أسوأ رئيس فى التاريخ ويمثل تهديدا وجوديا للديمقراطية الأمريكية.
وبعد نشر التقرير، قال متحدث باسم البيت الأبيض أندرو باتس، إن هذا الوصف للبيت الأبيض بعيد عن الواقع.
وأشار تقرير بولتيكو إلى أن بايدن أصابه الغضب بسبب عدم معرفته بمدى سوء أزمة نقص لبن الأطفال التى عصفت بأجزاء من الولايات المتحدة، بحسب ما قال أحد العاملين فى البيت الأبيض وديمقراطى مطلع على المحادثات. كما أعرب عن إحباطه من هذا الأمر أيضا فى سلسلة من المكالمات الهاتفية مع الحلفاء.
ولم يرغب بايدن أن يتم تصويره بأنه بطيء فى الاستجابة لمشكلة تؤثر على الطبقة العاملة، لذلك عندما عقد مساعدوه اجتماعا مع المسئولين التنفيذيين فى شركة لبن الأطفال، أعلن الرئيس مرة أخرى، وعلى العكس من نصيحة مساعديه، أن الأمر استغرق أسابيع قبل أن تصله تفاصيل النقص، حتى على الرغم من أن الشكوى المسربة التى أدت إلى إغلاق مصنع إنتاج حيوى لحليب الأطفال صدرت قبل أشهر. ويخشى بعض المساعدين أن تلك اللحظة جعلت بايدن منفصل عن الواقع، لاسيما وان المسئولين التنفيذين أوضحوا فى نفس الاجتماعات التحذيرات من القص كانت معروفة منذ بعض الوقت.