"تربطنا علاقة صداقة منذ 10 سنوات، نسهر يوميا ونقضى ليالى حمراء، نشرب الحشيش ونسهر حتى الفجر نلعب القمار داخل المقهى الذى يعمل به، هو صديق الشقاوة، وكان جدع معايا، وكنت باستريح ليه أكثر من إخوتى، لكن هو مش بيحب يخسر وعاوز يكوش دائماً واللعب مكسب وخسارة، والحظ يوم ليك ويوم عليك، ولما خسر كان عوزنى أرجعله فلوسه تانى فضربته بحديدة على رأسه وهشمتها حتى فارق الحياة".
بتلك العبارات ذكر المتهم بقتل صديقه تفاصيل ما حدث فى الليلة السوداء بسبب خلافات نشبت بينهم بسبب لعب القمار فى شهر رمضان، غير مبالين بحرمة الشهر الكريم، قائلاً فى اعترافاته أمام النيابة العامة: "أنا شغال على توك توك وأوقات بعمل فى المقاولات، حسب توفر الشغل، بعد انتهاء العمل بروح البيت ثم أنام ساعتيتن، وبعدين بروح أقعد على القهوة أشرب حجرين شيشة أزبط بيهم دماغى، وألعب "طاولة وضمنة" وأقعد مع صحبى علشان أنفعه، وباقول أقعد على القهوة بتاعته علشان يرزق، وبعيدن بروح أنام على 12 باليل علشان أصحا أروح الشغل".
واستكمل المتهم: فى إحدى المرات وجدت صديقى أحمد.م25 سنة بيقولى تعالى عاوز أقلك على طريقة تكسب بيها فلوس كتيرة، وانا وقتها كنت بشوف الشباب يقعدوا يلعبوا "قمار" ويتخانقوا على الفلوس، لكن متوقعتش إنه يجرنى للعب القمار، قولتله لا ياعم انا مليش فى الحرام، وكان كل يوم بيغرينى ويقولى كسبت 500جنيه النهاردة، وهو كان بيعمل كده علشان يستدرجنى للحرام، لكن انا كنت بقاوم وبرفض كل محاولاته، وفى يوم كنت مزنوق فى مبلغ روحت استلف منه، قالى خلاص هديك والعب علشان ترد الفلوس اللى عليك، وبالفعل عرف يجرنى للميسر، ولعبت وكسبت وعوضت الفلوس اللى استلفتها، وعرفت أردله فلوسه وأروح البيت وفى جيبى 300جنيه كمان".
وأضاف المتهم: "ومن يومها عرفت طريق الحرام، كنت أوقات بكسب وأوقات بخسر، لكن كنت بقعد واتفرج عليهم وهما بيلعبوا، وأصبحت محترفا فى لعب القمار، وكنت بكسب كويس، وكنت كل ما افكر ابطل لعب ألاقى نفسى برجع تانى لأن دخول الحمام مش زى خروجه، والفلوس بتيجى بطريقة سهلة بس لازم تكون حريف، وكانت بتحصل مشاكل وخناقات كتير بين الشباب لما بيخسروا فلوسهم، وده طبعا ً لأن الموضوع كله حرام فى حرام".
ووأكمل المتهم: يوم الواقعة رحت القهوة كعادتى بعد مافطرت المغرب، وقعدت فى القهوة لحد الساعة 12، ووجدت صديقى بيقولى ماتيجى نلعب، لعبت معاه وكسبته، وهوكان مخنوق علشان خسر، وبعدين بيقولى طلع الفلوس اللى أخدتها منى مشهرا سلاح أبيض مطواه فى وشى، قولتله هوه الموضوع لعب عيال، قالى مليش دعوة هترجع الفلوس بتاعتى، تشاجرت معاه وعرفت آخد المطواه من وضربته بشيشة على دماغه حتى فارق الحياة وتأكدت من وفاته، ثم قفلت القهوة وهربت وغسلت هدومى من آثار الدم بتاعة صاحبى، شاع الخبر فى القرية بوفاة القهوجى، وبدأ رجال المباحث يستجوبون كل اللى بيقعد على القهوة، وانا شعرت انى هتكشف فتركت القرية وذهبت إلى منزل خالى، ثم فوجئت بالشرطة تقتحم المنزل وتلقى القبض عليا، ودى آخرة المشى البطال، صحبى مات وانا هدخل السجن وحبل المشنقة هيكون نهايتى وضيعت مستقبلى".
وأمرت نيابة الحوامدية، بتشريح جثة القهوجى بعد أن عثر عليه الأهالى مقتولا داخل المقهى الذى يعمل به، وبه آثار ضرب على الرأس، وكشفت تحقيقات النيابة أن وراء ارتكاب جريمة القتل صديق المجنى عليه.
وكشفت التحقيقات أن خلافا نشب بين القهوجى وصديقه أثناء خسارة الأخير لمبلغ كبير بسبب لعب القمار، فتعدى على المجنى عليه بشيشة على رأسه حتى فارق الحياة. وتمكن العميد عصام فتحى مأمور قسم الحوامدية، والرائد محمد عواد رئيس المباحث، من كشف ملابسات الحادث والدوافع وراء قتل القهوجى، وتم ضبط المتهم واعترف بارتكاب الواقعة وقررت النيابة حبسه 4 مرات على ذمة التحقيقات.