فى ظل أزمات عديدة تحاصر الرئيس الأمريكي جو بايدن، أبرزها ارتفاع التضخم لمستوى غير مسبوق منذ أربعة عقود وأزمة نقص لبن الأطفال المستمرة منذ أسابيع، تبرز أزمة جديدة فى وجه بايدن، ويسعى سريعا لاحتوائها بإعلان الطوارئ خاصة، وأنها تمس المواطنين الأمريكيين بشكل مباشر.
حيث أعلن بايدن حالة الطوارئ في الولايات المتحدة على خلفية النقص المحتمل في طاقات توليد الكهرباء في البلاد.
وقال بيان البيت الأبيض إن الكهرباء جزء أساسى من الحياة المعاصرة حيث تضىء المنازل والشركات والصناعة، كما أنها ضرورية لعمل قطاعات كبيرة فى الاقتصاد بما فى ذلك المستشفيات والمدارس وأنظمة المواصلات العامة وقاعدة الصناعة الدفاعية، ومن ثم فإن نظام طاقة كهربائية قوى ويمكن الاعتماد عليه هو ليس فقط ضرورة إنسانية أساسية، ولكنه أيضا حيوى للأمن القومى وللدفاع القومى.
وأوضح بيان البيت الأبيض أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على قدرة الولايات المتحدة على توفير توليد كهرباء كاف لخدمة الطلب المتوقع من المستهلكين.
وتشمل تلك العوامل الاضطرابات فى سوق الطاقة التي سببها الغزو الروسى لأوكرانيا وظروف الطقس القارس التي فاقم منها التغير المناخى، فقد أدى الجفاف فى بعض مناطق أمريكا، مصحوبا بموجات الحر الشديدة إلى قطع فى الكهرباء وارتفاع قياسى فى الطلب عليها. ونتيجة لذلك، فإن لجنة تنظيم الطاقة الفيدرالية الأمريكية ومؤسسة الموثوقية الكهربائية فى أمريكا الشمالية قد حذرتا من مخاوف موثوقية الكهرباء على المدى القريب فى تقييمات الموثوقية الأخيرة.
ومن أجل ضمان كفاية الموارد الكهربائية، فإن المرافق ومشغلى الشبكات يجب أن يقوموا بالتخطيط مقدما لبناء سعة جدية الآن لخدمة طلب المستهلكين المتوقع، وتعد الطاقة الشمسية من بين المصادر الأسرع نموا فى توليد الكهرباء فى الولايات المتحدة.
ويعلق بايدن آمالا كبيرة على توليد الكهرباء بالطتقة الشمسية، وقام أمس، الاثنين، بتعليق الرسوم الجمركية للألواح الشمسية الواردة من عدة دول آسيوية، باستثناء الصين.
ووفقا لوكالات الأنباء، فإن الرئيس الأمريكي سيعلق "الرسوم الجمركية لواردات الألواح الشمسية من كمبوديا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، وإنما ليس من الصين، لمدة عامين، في وقت تسعى الولايات المتحدة لتعزيز إنتاج الطاقة النظيفة".
وستفعِّل إدارة بايدن "قانون الإنتاج الدفاعي" لتسريع الإنتاج المحلى للطاقة الشمسية، وستستخدم مشتريات الحكومة الفدرالية لرفع الطلب.
ويأتى اللجوء إلى قانون الإنتاج الدفاعى وغيره من الإجراءات التنفيذية فى ظل شكاوى من مجموعات صناعية بأن قطاع الطاقة الشمسية يتباطأ بسبب مشاكل سلاسل التوريد فى إطار التحقيق الذى تجريه وزارة التجارة حول احتمال وجود انتهاكات تجارية تتعلق بمنتجات صينية.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد أعلنت فى مارس الماضى أنها تدقق فى وارادات الألواح الشمسية من تايلاند وفيتنام وكاليزيا وكمبوديا حيث تشعر بالقلق من أن المنتجات فى تلك البلاد تتجنب القواعد الأمريكية التي تحد من واردات الصين.
وردا عى سؤال عما إذا كان وزقف باين للتعريفة سيكون هدية للصين، اجابت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جين بيير إن الرئيس لجأ إلى قانون الإنتاج الدفاع لضمان أن توفير متطلبات الشعب الأمريكي.
وفى مايو الماضى، حذرت مؤسسة موثوقية الكهرباء فى أمريكا الشمالية من أن قطاعات كبيرة من الولايات المتحدة تواجه خطر انقطاع الكهرباء هذا الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة الذى يسبب طلبا متزايدا على الطاقة.
وفى تقييمها السنوى، ذكرت المؤسسة أن مناطق الغرب الأوسط العليا توجه نقص سعة مما يؤدى إلى مخاطر كبيرة بطوارئ الطاقة. وحذرت من أن منطقة الغرب الأمريكي بأكمله يمكن أن تواجه طوارئ انقطاع الطاقة فى حالة الارتفاع فى استخدامها.
ويعنى ارتفاع الحرارة لأعلى من المتوقع فى فصل الصيف احتياج الناس لمزيد من الطاقة لتبريد منازلهم ومكاتبهم، فى حين يؤثر الحر الشديد والجفاف على إمداد الكهرباء. ويؤدى الجفاف الشديد فى مناطق الغرب إلى قلة المياه المتاحة لتوليد الطاقة الكهرومائية. كما أنه يؤثر أيضا على محطات الطاقة التي تعمل بالفحم أو الغاز أو الطاقة النووية مما يؤدى إلى حرارة وحاجة للمياه من أجل التبريد.