حوادث متتالية، وعنف متصاعد تشهده الولايات المتحدة الأمريكية في جرائم قتل فردية وجماعية خلال الأشهر القليلة الماضية، وسط دعوات مستمرة لإصدار تشريعات تفرض ضوابط علي شراء وحيازة الأسلحة في البلد الذي يعتبر دستوره حمل السلاح حقاً يكفله القانون.
ومع استمرار الأزمة التي تسيطر علي اهتمام الإعلام الأمريكية، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن ، الأمريكيين لما أسماه بـ"عقاب المشرعين" ، بالتزامن مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس ، وعدم إعادة انتخاب من تربطهم مصالح بمصنعي الأسلحة ، ومن يعرقلون التشريعات اللازمة لفرض قيود علي حيازة .
وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، قتل ما لا يقل عن 12 شخصًا، وأصيب أكثر من 60 آخرين في 10 حوادث إطلاق نار جماعي، وذلك بحسب ما نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية ، مشيرة إلى أن تلك الحوادث جرت في مناطق متفرقة منها في حفلات التخرج أو نادي ليلي أو منطقة ترفيهية شهيرة أو مركز تجاري.
وشهدت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 246 عملية إطلاق نار جماعي في عام 2022 - أكثر بكثير مما كانت عليه أيام حتى الآن في العام الماضي، وفقًا لأرشيف العنف المسلح.
ومساء الثلاثاء، اجتمع الرئيس الأمريكي مع السناتور الديمقراطي كريس مورفي من ولاية كونيتيكت ، الذي يقود المفاوضات بين الحزبين حول إصلاح السلاح. وقال مورفي للصحفيين في البيت الأبيض إنه التقى بالرئيس لمدة نصف ساعة وتحدث عن الخطوط العريضة لمفاوضات إصلاح الأسلحة الجارية. وأكد مورفي مدى تقديره لبايدن والبيت الأبيض لمنح أعضاء مجلس الشيوخ مساحة لمحاولة التوصل إلى اتفاق ، وقال إن هدفه لا يزال هو التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية هذا الأسبوع.
واستقبل، بايدن في البيت الأبيض في الساعات الأولي من صباح الأربعاء الممثل الأمريكي ماثيو ماكونهي ، الذي تنتمي جذروه إلى مدينة أوفالدي بولاية تكساس، والتي شهدت قبل أيام مجزرة دامية راح ضحيتها ما يقرب من 20 تلميذ.
وفي خطابه، الذي استمر قرابة العشرين دقيقة، قال ماكونهي إنه يتعين على الكونجرس سن قوانين تتعلق بحيازة الأسلحة، ودعا إلى تشديد إجراءات فحص الخلفية، ورفع الحد الأدنى لسن شراء الأسلحة الهجومية خاصة البنادق طراز AR-15 إلى 21 عامًا، وإصدار قانون "العلم الأحمر" على المستوى الفيدرالي، وهو تعميم لقوانين محلية تصدرها المجالس التشريعية للولايات تسمح لمسؤولي إنفاذ القانون بمصادرة الأسلحة النارية من الأفراد الذين تعتبرهم المحكمة خطرين، والاستثمار في الصحة العقلية.
كما أكد أن تنفيذ هذه الخطوات ليس مستحيلًا، بل يحتاج إلى يتخلص الكونجرس من حالة الجمود وتمرير تشريع إصلاح حيازة الأسلحة الذي يمكن أن ينقذ الأرواح دون انتهاك حقوق التعديل الثاني مضيفًا أن هذه اللوائح ليست خطوة إلى الوراء وإنها خطوة إلى الأمام من أجل مجتمع مدني" وانهاء العنف المسلح.
وأشار إلى أن الأمريكيين يدينون بتأييد ذلك لتكريم الأطفال والمعلمين الذين قتلوا في إطلاق النار الشهر الماضي بمدرسة روب الابتدائية، والتي تقع في مسقط رأسه أوفالدي، بدلًا من السعي وراء "الانتماءات الحزبية".
وتابع نجم هوليوود: "نريد مدارس آمنة ونريد قوانين خاصة بالسلاح لا تسهل على الأشرار الطريق للحصول عليها"، وقال إنه وزوجته، كاميلا ألفيس، أمضيا معظم الأسبوع الماضي مع أسر بعض الضحايا، وإن كل ما يريدون هو "أن تستمر أحلام أبنائهم".
وأضاف ماكونهي "بسبب جروح كبيرة بشكل استثنائي لبندقية AR-15 ، فإن معظم الجثث مشوهة لدرجة أن اختبار الحمض النووي هو الذي يمكن التعرف عليها. لم يُترك العديد من الأطفال ميتين فحسب، بل شوهت جثثهم لذا سيكون هناك حاجة لمستشارون للصحة النفسية في اوفالدي لوقت طويل".
كما روى القصص الشخصية للعديد من الأطفال الذين لقوا مصرعهم في الحادث، وعرض صورًا لأعمالهم الفنية وأحضر إلى غرفة الإحاطة حذاء أخضر اللون رسمت عليه طفلة قلب أحمر، واستخدمته الشرطة للتعرف على هويتها.