بدأ منذ أيام شهر بؤونة "أبو الحرارة الملعونة" ، مع توقعات أن تبدأ موجة شديدة الحرارة تدريجياً من اليوم وتصل خلال الأيام القادمة إلى قيم قياسية على كافة الانحاء ترتفع الحرارة فيها فوق الــ 40°م إذاناً ببداية هذا الشهر.
ويعرف شهر بؤونة بشهرته المناخية كشهر شديد الحرارة يضرب في حرارته الأمثال، ويقع بؤونة ما بين شهري بشنس وأبيب، وترتيبه العاشر في الشهور القبطية المكونة للتقويم القبطي المصرى القديم.
يوضح الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضى، أن شهر بؤونة يبدأ فيه دخول المناخ في مصر إلى البداية الحقيقية للصيف الفلكي، وخلال هذه الفترة المناخية تزيد خطورة التعرض للشمس المباشرة بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان "القريب من أسوان" وسيادة موجات الأشعة الشمسية قصيرة الموجة "الأخطر"، حيث تكون الأشعة الشمسة عمودية وقوية وتتركز على مساحة أقل وتخترق سمكاً أقل من الغلاف الجوي "ومن هنا تكمن الخطورة من التعرض المباشر لأشعة الشمس" والتحذير الشديد من التعرض لضربات الشمس.
كما تزيد الطاقة الحرارية نهارًا، وزيادة حدة وطول الموجات الحارة أو شديدة الحرارة، بالتالي زيادة كبيرة في معدلات البخر نتح نهاراً وزيادة معدلات تنفس الظلام "هادم المادة التي يبينها النبات ليلاً " مع زيادة فرق حرارة الليل والنهار، وزيادة التذبذبات الحرارية لأكثر من15 درجة مئوية، وبالتالي تذبذب عمليات الامتصاص ومنع بعض العناصر من الانسياب داخل النباتات مثال الكالسيوم والبورون بالتحديد – بالإضافة الى مناسبة هذه الظروف لزيادة تعداد الحشرات حرشفية الاجنحة " دودة ورق القطن – فراشة درنات البطاطس – توتا ابسلوتا – دودة الحشد – دودة براعم الزيتون والعنكبوت الأحمر ".
وتبدأ زيادة نقطة الندى، يعني زيادة الرطوبة الحارة علي سطح النباتات وزيادة في الرطوبة الجوية، حيث يتعدى عدد ساعات "ابتلال" الورقة لأكثر من 3-4 ساعات في اليوم خلال هذه الفترة والرطوبة الجوية "النسبية" لأكثر من 80% لمدة تزيد عن 5 ساعات/يوم، ومناسبة هذه الظروف لانتشار الامراض الصيفية المحبة للرطوبة العالية مثل البياض الدقيقي والزغبي والتبقعات و الانثراكنوز وغيرها، وثبات اتجاه الرياح لتكون في معظمها شمالية إلى شمالية غربية وأحيانا شمالية شرقية، وما بين الموجات تكون جنوبية إلى جنوبية غربية محملة بالرمال والاتربة.
وينصح فهيم بعدد من الاحتياطات والتوصيات اللازمة وحفاظاً على السلامة الشخصية يوصى، بتقليل الاحتكاك مع الشمس المباشرة، ويفضل بعد التعرض لشمس الظهيرة شديدة الحرارة – مع لبس غطاء رأس فاتح اللون وملابس فضفاضة، والإكثار من السوائل والفاكهة، والبعد عن الاكلات الدسمة والمخللات والحلوى وغيرها.
وأضاف فهيم أنه لابد من تم تقريب فترات الري والبعد عن الري في فترة الظهيرة، وإضافة الفوليك ونترات الماغنسيوم كإضافات رئيسية مع مياه الرى ، ومراقبة ومتابعة تعداد الحشرات أو الأمراض المحبة للحرارة العالية الرطبة.