لم يتبق سوى 145 يوما على انطلاق مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ في دورته السابعة والعشرين، الذى تستضيفه مصر نهاية العام الحالي في مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل 2022، وبالتوازى مع إطلاق وزارة البيئةالحوار الوطنى بمشاركة كافة أطياف المجتمع المدنى، برز دور الأزهر والكنيسة في مواجهة التغيرات المناخية والتحديات البيئية، على مستوى العالم العربي والمحلى والعالمي، واليوم يأتي بروتوكول التعاون بين وزارة البيئة والبابا توا ضروس الثاني تتويجا لهذا لدور الكنيسة في الملف البيئى.
خلال هذا التقرير يتم رصد الدور الذى قامت به الكنيسة في مجال العمل البيئى، واطلاق وثيقة حماية البيئة للكنيسة الأرثوذكسية، كجزء من الحوار الوطني للمناخ، بما يتضمنه من خلق حوار ومناقشات بناءة بين مختلف فئات المجتمع حول قضية المناخ ، وكذلك ضمن استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر شرم الشيخ نوفمبر المقبل 2022.
البروتوكول تتويج للتعاون بين وزارة البيئة و قداسة البابا تواضروس الثاني، في تعزيز دور الكنيسة في الحفاظ على البيئة، ومواجهة آثار تغير المناخ، ولم تكن المرة الأولى وانما اعتادت وزارة البيئة منذ سنوات التعاون مع الكنيسة في العديد من الأنشطة البيئية، منها حملات التشجير كجزء من مشاركة شباب الكنيسة في خدمة المجتمع والبيئة، ومن أجل تحقيق الرابط بين الوعي البيئي وخدمة المجتمع، وهو انعكاس أيضا لرغبة الكنيسة كشريك وطني في دعم الجهود الوطنية لمواجهة آثار تغير المناخ.
وتضمنت وثيقة الكنيسة عدد من المفاهيم لتأصل عملية الحفاظ على البيئة وصون الموارد الطبيعية، مثل التأكيد على فكرة الإنتاج والاستهلاك المستدام، ما يتطلب تغيير طرق الإنتاج والاستهلاك لتكون أكثر تماشياً مع استدامة الموارد.
وكذلك تأتى الفكرة الثانية لتعزز دور الكنيسة في تنفيذ أهمية الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ2050، والتي سيتم تنفذيها بمشاركة جميع أطياف المجتمع، كما كان لها دور فعال في الحوار الوطني للمناخ، الذي تم اطلاقه مؤخرا من قلب مدينة شرم الشيخ احتفالا بيوم الأرض، والذى جاء بهدف رفع الوعي وتعزيز مشاركة مختلف الفئات من شباب وسياسيين ورجال دين ومرأة ومجتمع مدني، من أجل مواجهة تحدي تغير المناخ، ايمانا بدور المجتمع المدنى في المشاركة الفعالة، والتأكيد على أن الدولة المصرية تعمل كنسيج واحد متماسك لصالح المواطن المصري.
وفى هذا السياق دعت وزيرة البيئة الجميع للمشاركة في مؤتمر المناخ ، باعتباره مؤتمر للتنفيذ، ومن أجل إظهار قدرة الدولة المصرية بكافة اطيافها في تنفيذ أنشطة وتداخلات فعلية لمواجهة آثار تغير المناخ، مؤكدة أن الكنيسة شريك أساسي في مواجهة التحديات البيئية الوطنية والعالمية..
فيما أكد البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية، أن البروتوكول يأتي ضمن حـرص الكنيسـة الـقـبـطـيـة الأرثوذكـسـية عـلـى الـقـيـام بـدورهـا الـوطـنـي ومســؤولياتها تجـاه الـقـضـايـا الـعـالميـة والمجتمعيـة، وأيضا دعمها لاســتراتيجية مـصـر الـوطـنيـة، للتصــدي بـصـورة فـعـالـة لآثار وتـداعـيـات تغـير المـنـاخ مـن أجل تحـقـيـق أهـداف التنميـة المستدامة، والـوصـول إلى حيــاة أفـضـل لجميـع المـصـريـيـن، مضيفا أن الكنيسـة تـؤكـد عـلـى دورهـا كـشـريـك فـاعــــل مـن أجـل رفـع وعــي المواطنـين بأهميـة الـتـشـارك في الـعـمـل المـنـاخـي والـبـيـئـي وتـعـزيـز قـيـم الـعـمـل الـتـطـوعـي وتـبـنـي الجـاهـات الانتاج والاستهلاك المستدام.
وتسـعى الكنيسـة إلى اسـتكمال مسيرتها في ووضع الخطـط والمبادرات الهادفة إلى الحفـاظ علـى البيئـة، مـن خـلال أسـقـفـيـة الخـدمـات الـعـامـة والإجتماعيـة والمسـكونية، والتي تمـثـل الـذراع الـتـنـمـوى لـلـكـنـيـسـة.