تشهد أستراليا أزمة هائلة فى إمدادات الطاقة، الأمر الذى دفع المسئولين فيها إلى مطالبة ملايين المواطنين بإطفاء الأنوار ساعتين يوميا على الأقل لتجنب انقطاع الكهرباء.
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن أزمة الطاقة التى تشهدها أستراليا أدت إلى ارتفاع الأسعار ومشكلات فى الإمداد فى أغلب شرق البلاد، واتهم وزير الطاقة فى الحكومة الفيدرالية كريس باون الحكومة الائتلافية السابقة بأنها تركت وراءها أزمة بعدم جاهزية البلاد لمواجهة التحديات التى يواجهونها اليوم.
ودعا باون سكان ولاية "نيو ساوث ويلز"، وهى الولاية التي تضم أكبر مدن البلاد سيدنى، إلى إطفاء الأضواء فى مواجهة أزمة تتعلق بالطاقة.وقال كريس باون إنه يتعين على المواطنين عدم استخدام الكهرباء لمدة ساعتين مساء كل يوم إذا "كان لديهم خيار" لفعل ذلك.
وأضاف بأنه "واثق" من أن بالإمكان تجنب انقطاع الكهرباء.
يأتى هذا بعد أن تم تعليق العمل فى السوق الرئيسى فى استراليا لبيع الكهرباء بالجملة بسبب الارتفاع في الأسعار.
وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع فواتير الطاقة بنسب مختلفة فى مناطق البلاد فى الأسابيع الأخيرة. فعلى سبيل المثال ارتفعت فى ولاية نيو ساوث ويلز ما بين 119 إلى 227 دولار لكل أسرة. وفى جنوب استراليا، ارتفعت فى المتوسط 124 دولار، وسترتفع بنسبة 15% فى العام المقبل لأسر آخرى فى بعض الولايات.
وعن الأسباب التى أدت إلى الأزمة، تقول هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" إن استراليا، ورغم كونها من أكبر مصدرى الفحم الحجرى والغاز الطبيعى المسال فى العالم، إلا أنها تعانى من أزمة فى الطاقة منذ الشهر الماضى. ولا تزال البلاد تعتمد على الفحم الحجرى لتوليد ثلاثة أرباع الكهرباء بها، وهو الذى جعلها فى مرمى الاتهامات المستمرة بعدم القيام بما يكفى من أجل تقليص انبعاثاتها من الكربون بالاستثمار فى مصادر الطاقة المتجددة.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، فإن استراليا شعرت فى الأسابيع الأخيرة بتأثير الانقطاع فى إمدادات الفحم الحجرى والأعطال فى العديد من محطات التوليد التى تعمل بالفحم وارتفاع أسعار الطاقة العالمية.
فقد شهد هذا العام فيضانات أضربت ببعض مناجم الفحم الحجرى فى نيو ساوث ويلز وكوينزلاند. بينما أدت المشكلات الفنية إلى تخفيض الإنتاج فى منجمين يزدودان أكبر محطة توليد عمل بالفحم فى السوقف فى نيو ساوث ويلز.
ولفتت بى بى سى إلى أن ربع طاقة التوليد الكهرباء التى تعمل بالفحم فى استراليا خارج الخدمة حاليا بسبب أعطال غير متوقعة أو أعمال صيانة مقررة.
من ناحية أخرى، يعانى بعض منتجى الكهرباء من الارتفاع فى التكاليف بسبب القفزة فى أسعار الفحم والغاز عالميا فى ظل العقوبات الغربية المفروض على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا.
وتزامن هذا مع ارتفاع الطلب على الطاقة فى استراليا فى وقت تشهد فيه موجة برد، وفى الوقت الذى ينفتح فيه الاقتصاد بعد عامين من قيود إغلاق كورونا.
وساعد كل هذا فى رفع أسعار الكهرباء فى سوق الجملة إلى ما فوق السقف السعرى البالغ 300 دولار أسترالى (173 دولار أمريكي) لكل ميجاوات/ ساعة، والذي وضعته الهيئة المنظمة للسوق، وهي مشغل سوق الطاقة الأسترالي، المعروفة اختصاراً باسم (إيمو).
لكن ذلك السقف كان أقل من تكلفة الانتاج للعديد من مولدى الطاقة، الذين قرروا حجب القدرة يوم الأربعاء، فاتخذت "إيمو" الخطوة غير المسبوقة بتعليق العمل في السوق وقالت إنها ستحدد الأسعار مباشرة وتعوض المولدين عن النقص.