الرئيس السيسي: أدعو الشركات المشاركة فى المنتدى للاستفادة من الفرص الضخمة للاستثمار فى مصر
الرئيس السيسي: الشعب المصرى نهض للعبور من خلال دعم رؤية واضحة عمادها الأساسى هو الاستثمار فى الإنسان المصرى وتنمية قدراته
الرئيس السيسي: مصر صاحبة المركز الأول للدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية فى أفريقيا وقادرة على تحقيق معدل نمو وصل إلى نسبة 3.3% فى عام 2021
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم عبر الفيديو كونفرانس فى الجلسة الافتتاحية للدورة الخامسة والعشرين لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادى الدولى، وذلك تحت رعاية الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين".
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن منتدى سان بطرسبرغ هو حدث اقتصادى عالمى ينظم سنويًا فى روسيا منذ عام 1997، وتشارك به مصر هذا العام كضيف رئيسى.
وألقى الرئيس كلمة بهذه المناسبة، حيث تقدم للرئيس فلاديمير بوتين بخالص التهنئة بمناسبة حلول اليوبيل الفضى لتدشين منتدى سان بطرسبرج الاقتصادى الدولى، والذى أصبح منذ عقده لأول مرة عام 1997 منصة رائدة لمجتمع الأعمال، وحدثًا اقتصاديًا متميزًا يسعى لمناقشة القضايا الاقتصادية الرئيسية التى تواجه الأسواق الناشئة والعالم.
وقال الرئيس السيسى، إن جمهورية مصر العربية تحل كدولة ضيف فى دورة المنتدى لهذا العام فى ذكرى انطلاقه الخامسة والعشرين، بما يؤكد على المستوى المتميز الذى وصلت إليه العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية على مدى السنوات الأخيرة؛ حيث يعقد منتدى هذا العام فى ظل ظروف وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة وذات طبيعة استراتيجية، ونأمل فى أن تسهم مخرجات المنتدى فى إيجاد الحلول الفعالة لهذه التحديات، وبالشكل الذى يخفف من وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية، وتداعياتها السلبية على العديد من دول العالم وخصوصًا على اقتصادات الدول الناشئة، وكذلك على النحو الذى يأخذ فى الاعتبار مخاوف ومصالح جميع الأطراف ويحقق أمن الشعوب والطمأنينة لها عبر تفاهمات سياسية طويلة المدى تفتح المجال لنمو الاقتصاد العالمى، لاسيما فى أعقاب جائحة كورونا الحادة التى كلفت مجتمعاتنا ضحايا وأموالًا وموارد طائلة تجعلنا حريصين على تفادى أى تباطؤ فى الاقتصاد العالمي.
وأكد الرئيس السيسى أن جمهورية مصر العربية تعتز بعلاقات الصداقة التاريخية الوطيدة مع روسيا الاتحادية، كما تعتز بالتطور الملموس الذى شهدته العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة فى العديد من القطاعات الحيوية لاقتصاد البلدين، ولرفاهية الشعبين.
وقال إن جمهورية مصر العربية وروسيا الاتحادية انخرطتا على مدار السنوات الأخيرة فى تنفيذ مشروعات كبيرة وطموحة، تخدم بلدينا، وتستجيب لتطلعات شعبينا فى تحقيق مزيد من التقدم الاقتصادى، ولعل أبرزها مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة، والذى يأتى فى سياق استراتيجية الدولة المصرية للتوسع فى المشروعات القومية لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وكذا مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ليكون منصة هامة للنهوض بالصناعة فى أفريقيا، بالإضافة إلى التعاون بين البلدين لتطوير شبكة السكك الحديدية المصرية، وغيرها من المشروعات المشتركة التى تحقق مصلحة الشعبين.
وأوضح الرئيس السيسى أنه ليس خفيًا على أحد ما شهدته جمهورية مصر العربية، خلال العقد الماضى من أحداث استثنائية كان لها تأثير بالغ على مجمل الوضع الاقتصادى فى البلاد، وقد نهض الشعب المصرى للعبور من هذه الأزمة من خلال دعم رؤية واضحة عمادها الأساسى هو الاستثمار فى الإنسان المصرى وتنمية قدراته. ومن هذا المنطلق، جاء تدشين رؤية مصر 2030 لتعكس خطة استراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وتأسيسًا على هذه الرؤية، قال الرئيس السيسى، إن الحكومة المصرية قامت بتحديث البنية التشريعية من أجل أن تتمكن مصر من استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، مما أهل مصر لتكون صاحبة المركز الأول للدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية فى أفريقيا، ولتصبح إحدى الدول القليلة فى العالم القادرة على تحقيق معدل نمو وصل إلى نسبة 3.3% فى عام 2021، على الرغم من التحديات السلبية لانتشار فيروس كورونا على الاقتصاد العالمى، فى الوقت الذى نتوقع فيه أن ينمو الاقتصاد المصرى بنسبة 5.5% خلال العام المالى الجارى، كما زادت صادرات البلاد غير النفطية خلال عام 2021 لتبلغ 32 مليار دولار.
وأضاف الرئيس السيسى:"كما نجحت مصر فى إطار استراتيجيتها لتعظيم قدراتها من أجل تنفيذ مشروعات زراعية عملاقة تستهدف زيادة الرقعة الزراعية بنحو 2 مليون فدان، فضلًا عما تنفذه مصر من مشروعات ضخمة فى مجال النقل والمواصلات عبر مد آلاف الكيلومترات من الطرق، وتطوير منظومة النقل المصرية عبر إدخال مشروعات جديدة مثل مشروع القطار السريع الذى سيمثل وسيلة للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، الأمر الذى من شأنه تعزيز وتسهيل حركة التجارة الدولية. ويضاف إلى ذلك المشروعات الصناعية العملاقة والعديد من المشروعات فى مجال إنتاج الطاقة النظيفة، التى تدشن فى مصر بمعدل متسارع على مدار الفترة الأخيرة".
وأشار الرئيس السيسى، إلى أنه وعلى الرغم من الجهود الوطنية سالفة الذكر، إلا أن العمل المصرى ومحاولات النهوض اصطدمت مؤخرًا بأزمات اقتصادية خلفتها جائحة كورونا، والتى ما لبث العالم أن يتعافى جزئيًا من آثارها، حتى أطلت علينا أزمة اقتصادية كبرى ألقت بظلالها على معدلات النمو وأثرت سلبًا على موازنات الدول بالنظر لارتفاع أسعار المحروقات وتراجع أسعار العملات الوطنية فى مواجهة العملات الصعبة، فضلًا عن اضطراب سلاسل الإمداد ومن ثم ظهور أزمة الغذاء، وكذا عدم انتظام حركة الطيران المدنى بما يرتبط بهذا القطاع من مجالات حيوية بالنسبة للاقتصاد المصرى، وفى مقدمتها السياحة والتأمين.
وأكد الرئيس السيسى، أن التصدى لهذه الأزمة ذات الطابع الدولى يتطلب أيضًا جهدًا دوليًا وتعاونًا من جميع الأطراف من أجل إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعى، لاسيما حركة الملاحة البحرية وانتظام سلاسل الإمداد، خاصة المواد الغذائية كالحبوب والزيوت النباتية، والعمل على استعادة الهدوء والاستقرار على الصعيد الدولى، من أجل التخفيف من آثار هذه الأزمة الاقتصادية على الشعوب التى تنشد السلام والتنمية.
ودعا الرئيس السيسى، كافة الشركات المشاركة فى المنتدى وغيرها، للاستفادة من الفرص الضخمة المتاحة التى يوفرها الاستثمار فى مصر فى كافة المجالات؛ مضيفًا:"ولن يفوتنى قبل أن اختتم كلمتى، أن أوجه التحية لأهالى مدينة سان بطرسبرج الباسلة المناضلة على مر التاريخ، والتى تمثل فى الوقت ذاته رمزًا للثقافة والانفتاح على العالم الخارجي".
وختامًا، ترجه الرئيس السيسى مجددًا للرئيس فلاديمير بوتين على دعوته الكريمة لمصر للمشاركة فى هذا المنتدى باعتبارها ضيف هذه الدورة، آملًا للمنتدى والمشاركين فيه كل النجاح والتوفيق، ولبلدينا الصديقين مزيدًا من التعاون البناء والازدهار والتقدم، داعين المولى عز وجل أن يعم السلام والاستقرار ربوع العالم، وأن يجنب شعوبنا ويلات الحروب وانعكاساتها الاقتصادية والاجتماعية، عبر تغليب لغة الحوار والتفاهم والعيش المشترك.