يتمدد الإرهاب فىالقارة السمراءوتتوسع رقعته، هذا ما كشف عنه تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، والذى ذكر أن تنظيمداعشالإرهابى وسع نشاطه فى منطقةالساحل الأفريقيعبر سلسلة غير مسبوقة من المجازر بحق المدنيين.
ووفقا لتقرير الوكالة أن التنظيم بدا ضعيفا قبل 6 أشهر بعد خسارة عدد من قادته، بدءا من مؤسسه عدنان أبو وليد الصحراوى الذى قُتل فى أغسطس 2021 فى مالى بضربة لبرخان، القوة الفرنسية التى تحارب المتطرفين فى منطقة الساحل.
وأشارت الوكالة، أن فرنسا جعلت منذ 2020 تنظيم داعش فى الصحراء الكبرى هدفا ذا أولوية لها ولحلفائها فى المنطقة النائية والقاحلة الشاسعة المعروفة باسم الحدود الثلاثة، بين مالى وبوركينا فاسو والنيجر.
وأعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى فبراير 2021 أن التنظيم «فقد السيطرة و(يتكبد) خسائر كبيرة». ويُعتقد أن الجماعات التى تقاتل تحت راية القاعدة المنافسة تفوقت على تنظيم داعش بقوة السلاح، على الأقل فى مالي.
وقال سولى أومارو المستشار السابق للرئيس النيجيرى محمد يوسفو والذى يعمل حاليا فى «منتدى المنظمات غير الحكومية للمواطنة المسؤولة» إنه «بينما كنا نعتقد أننا قضينا على الإرهابيين كانوا يعيدون تنظيم صفوفهم»، وفق تعبيره.
من جهته، صرح الباحث الفرنسى المتخصص فى المنطقة «ماتيو بيليران» أنه «على الرغم من القضاء على القادة الرئيسيين للمنظمة أو اعتقالهم بقيت الكوادر المتوسطة فى كثير من الأحيان فى أماكنها ولم تتوقف ديناميكية التجنيد».
وفى غياب تبن للعمليات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، تنسب أعمال إليه فى الأماكن التى كان نشاطه فيها الأقل فى الماضي، مثل شمال وشرق ميناكا أو منطقة «تالاتاي» فى مالي.
وقالت الوكالة إنه فى شهر يونيو الجارى وحده، رُصد أثر تنظيم داعش فى الصحراء الكبرى على بعد مئات الكيلومترات عن أندريامبوكانى (مالي، على الحدود مع النيجر) فى معارك ضد الجنود الماليين ومجموعات مسلحة موالية للحكومة، وفى 11 و12 يونيو فى سيتانغا (شمال بوركينا فاسو) حيث قتل 86 مدنيا فى مجزرة لم تعلن أى جهة مسؤوليتها عنها.
كما رصد فى منتصف يونيو فى تيسيت (مالي) فى اشتباكات مع القاعدة تحدثت عنها مصادر محلية. وقال بيليران “نعم المجموعة قادرة على العمل على هذه الجبهات الثلاث فى وقت واحد”.
ومنذ 2021، تغير المشهد الاستراتيجي. فالفرنسيون وحلفاؤهم لم يعودوا فى طليعة القتال فى مالى إلى جانب الجيش الوطني. وقد طردهم العسكريون الحاكمون فى باماكو واستدعوا الروس.
ويستعد الفرنسيون لمغادرة قاعدتهم الأخيرة فى مالى و”إعادة تنظيم” قواتهم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فى تقرير مؤخرا إنه من “المرجح” أن يؤدى الانسحاب الفرنسى إلى “فراغ فى بعض المناطق يمكن أن تستغله الجماعات الإرهابية المسلحة”، وفق تعبيره.
وحذر فى رسالة وجهها إلى رئاسة مجلس الأمن من أن الانسحاب وتدهور الوضع الأمنى على الحدود الثلاثة “سيكون لهما تداعيات على حماية المدنيين”.
ويشير مسؤول فى الأمم المتحدة طلب عدم كشف هويته إلى أنه «لم يسبق أن وقعت فى منطقة الساحل سلسلة من المجازر المتتالية بهذا الشكل».
وقال تحالف لمنظمات غير حكومية فى غرب إفريقيا فى تقرير إن عدد المدنيين الذين قتلوا فى هجمات نسبت إلى جماعات متطرفة تضاعف تقريبًا منذ 2020 فى وسط منطقة الساحل.
وقبل سايتينغا وقعت مذابح – معظمها لم تعلن أى جهة مسؤوليتها عنها – فى تامالات (مالى حوالى مئة قتيل فى مارس 2022) وواتاغونا (مالي، نحو خمسين قتيلا فى أغسطس 2021) وتيليا (النيجر، 141 قتيلًا فى مارس 2021).