هل توقفت هوليوود عن إنتاج نجومي السينمائية مثلما كانت تفعل خلال السنوات السابقة؟ الإجابة نعم والدليل سيكون أمامنا فى السطور القادمة..
قبل أعوام هيمنت هوليوود معقل صناعة السينما فى العالم على صناعة أشهر وأكبر الأفلام التي ضمت نجوم عالميين تصدروا شباك التذاكر وحققوا ملايين ومليارات الدولارات، لم يتوقف دور "هوليوود" على إنتاج أكبر الأعمال السينمائية الكبرى المحفورة فى ذاكرة المشاهدين على مستوى العالم، لكن هوليوود كان لها دورا أكبر من ذلك وهو "صناعة النجوم".
المؤكد أن "هوليوود" ليست الأفضل في صناعة الأفلام فقط، بل إن دورها الأبرز والأخطر كان "صناعة النجوم" وتقديمهم فى أفلام ضخمة للجمهور فى مختلف دول العالم، حتى لدر الجمهور الذى لا يحب اللغة الإنجليزية، كانت تنجح هوليوود فى صناعة النجوم وتخلق لهم جمهور جديد يفتن بأعمالهم وبالنجم نفسه ويصبح من عشاقه.
نعم.. "هوليوود" التي قدمت الممثل العالمى "أرنولد شوارزنيجر" المولود فى "النمسا" ونجم الأكشن "الصينى" جاكي شان، والنجم العالمى المكسيكى الأصل " أنتوني كوين"، هم ليسوا أمريكيين ولم يكونوا يتحدثون الإنجليزية جيداً فى بداية ظهورهم قبل أعوام لكن مهارتهم الكبيرة حولتهم إلى نجوم كبار تصدروا أشهر أعمال السينما العالمية، كما نجحت هوليوود فى تحويلهم إلى أيقونات سينمائية عالمية وكان هذا هو الدور الأهم لـ"هوليوود" والذى تراجعت عنه مؤخراً وتراجع دورها فى صناعة النجوم.، رغم نجاحاها فى السابق فى صناعة نجوم مثل " بروس ويليز، جوني ديب ، براد بيت ، روبرت دي نيرو ، آل باتشينو ، شون كونري، عمر الشريف ، توم كروز.. وأخرون.
هوليوود التي كانت تنتج أضخم الأعمال وكانت مسئولة عن صناعة “movie stars” أو "نجوم الشباك" لم تعد هي المهيمنة على سوق السينما فى العالم ولم يعد دور صناعة نجوم الشباك محصورا عليها هي فقط، والدلائل كثيرة وواضحة.. المنصات الرقمية استحوذت على الكثير من شخصية هوليوود فى الإنتاج وصناعة النجوم، الجميع شاهد مسلسل "الأكشن والجريمة" الإسبانى La Casa de Papel ، والمسلسل الكوري الشهير “Squid Game” كلاهما من إنتاجات منصات رقمية وليس من إنتاج "هوليوود" بل أن الكثير من الممثلين المشاركين فى المسلسلين لم يكونوا معروفين خارج بلادهم لكن اليوم أصبحوا نجوماً بعيداً عن هوليوود بفضل "المنصات الرقمية"، كما نجحت "التليفزيونات الديجتال" فى هز عرش القنوات التقليدية الموجودة على الأقمار الصناعية.
الحقيقة الآن، أن المنصات الرقمية سحبت الكثير من شعبية وأرضية هوليوود فى إنتاج أشهر الأعمال وكذلك فى صناعة "نجوم الشباك"، اليوم أصبحت أي دولة قادرة على صناعة أعمال تستحوذ على إعجاب الملايين حول العالم والوصول إلى الجماهير المختلفة عبر بوابة "المنصات الرقمية".. نجحت المنصات وملأت أوقات فراغ المشاهدين حول العالم، وزادت قوتها فاليوم يقرر المشاهد أن مشاهدة كل فيلمه أو مسلسله المفضل بعيداً عن السينما وبعيداً عن إنتاجات "هوليوود".
تربّعت هذه المنصّات على عرش هوليوود، وهناك البعض من يمازح ويطالب بإزالة لافتة هوليوود الشهيرة واستبدالها بأخرى تعود لإحدى المنصات العالمية الكبرى»، مضيفاً أنّ «الشركات العالمية لتوزيع الأفلام لم تكن جاهزة لهذا الأمر، وهذا ما دفعها اليوم على سبيل المثال ديزني إلى إطلاق منصتها ديزني بلس لتلحق هذه الفورة، التي باتت تدرّ أرباحاً خيالية، لذلك شهدنا في الفترة الأخيرة ولادة منصّات جديدة. فاليوم لا تباع الأعمال سواء مسلسلات أو أفلام إلا للمنصات».
صناعة السينما تغيرت تماما خلال السنوات الماضية ولا يخفى أن جزء كبير من تراجع شعبية هوليوود كان ظهور جائحة "فيروس كورونا" وتراجع إيرادات السينما وتزايد مخاوف الجمهور حول العالم من دخول السينما فى وقت كانت "كورونا" تشكل رعباً كبيرا.
بقى أن نشير إلى أن النجم الوحيد الذى لم ينبهر بالتطور الكبير للمنصات الرقمية وأصر على عرض فيلمه على شاشات السينما التقليدية كان هو "توم كروز"، ففيلمه «Top Gun: Maverick» الذى كان مقرراً أن يعرض فى مايو 2020، لكن ظروف الإغلاق التى صاحبت فيروس كورونا تسببت فى تأجيل العرض لمدة عامين رفض خلالهما توزم كروز مناقشة عرض الفيلم على المنصات الرقمية، ليبدأ عرضه الشهر الماضى ويحقق نجاحات كبيرة، ويكفى تصريح "كروز" خلال فعاليات "مهرجان كان" مؤخراًبأنه يصنع أفلاما لتعرض على الشاشات الكبيرة لا ليتم عرضها على المنصات الرقمية.