منذ ثورة 30 يونيو، وإسقاط حكم جماعة الإخوان، وعزل محمد مرسى من السلطة، اعتمدت الجماعة على أدوات كثيرة من أجل العودة للمشهد ولكنها باءت بالفشل، فبجوار التظاهرات والاعتصامات التى نظمتها الجماعة، كان هناك الاستقواء بالخارج الذى لازال حتى الآن هو قبلة الجماعة ووجهتها، فبعدما فشلت فعاليات الإخوان فى الخارج سواء من مسيرات أو اعتصامات، تستمر حتى الآن الجماعة فى على الاستقواء بالخارج لتحقيق مآربها.
وتزامنا مع ثورة 30 يونيو والذكرى الثالثة لعزل محمد مرسى، نظمت الجماعة فى الخارج فى فعاليات حملت عنوان تجديد العهد لـ"مرسى"، وتعاونت الجماعة مع منظمات أمريكية لتنظيم فعاليات فى أمريكا وخارجها لتحريض ضد مصر، وعقدت ما تسمى المنظمة المصرية الأمريكية للحرية والعدالة مؤتمرات فى ولايتى نيويورك ونيوجيرسى ضد مصر وإعلان ما أسموه "التمسك بشرعية محمد مرسى".
فى المقابل اختفت دعوات الإخوان التحريضية فى الذكرى الثالثة لعزل محمد مرسى داخل مصر، ولم يصدر تحالف دعم الإخوان أية بيانات تدعو للتظاهر غدا الأحد، 3 يوليو، كما لم يصدر أى قيادة إخوانية أى بيانات تدعو للتظاهر، فيما حرض تحالف الديمقراطية فى كندا، التابع للإخوان، إلى تظاهرات فى مدينة مونتريال الكندية غدا، الأحد.
وفى السياق ذاته طالب عدد من قيادات الإخوان كوادر الجماعة، بتذكر أيام رابعة العدوية ومحاولة إحيائها، حيث طالب رضا فهمى، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان فى تركيا، فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" التنظيم بمحاولة احياء اعتصام رابعة.
ومن جانبه ذكر محمد محسوب، القيادى بتحالف دعم الإخوان فى الخارج، لقاء تم بين الأحزاب الإسلامية قبل ساعات من عزل محمد مرسى، حيث قال فى تصريح له نشره عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك":"يوم 2 يوليو فى لقاء جمع بعض ممثلى الأحزاب، عرض محمد سعد الكتاتنى ما تم عرضه عليهم هو تنحى محمد مرسى وعودته لبيته، والمشاركة فى حكومة بعدد من الوزراء، وطلب الرجل رأينا، فقلنا له جميعا أن هذا عرض مقدم لكم، وأنتم من يتحمل تبعات القبول أو الرفض أمام الشعب والتاريخ، فقال الدكتور الكتاتنى أنهم انتهوا إلى رفض الطلب".
وبدوره قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن اختفاء أى دعوات للتظاهر من قبل جماعة الإخوان فى ذكرى 30 يونيو، و3 يوليو يؤكد أن الانقسامات الداخلية للتنظيم استهلكت كل قوى الجماعة ولم يعد بمقدورهم حشد أى قواعد أو انصار لهم كما أن المتغيرات التى تشهدها السياسات العالمية لم تجعلهم قادرين على تحريض أى دولة ضد مصر.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، لـ"انفراد" أن التنظيم يكتفى فقط بنشر صورة له عن اعتصام رابعة العدوية، وأصبح هذا كل ما يستطيع فعله، بعدما كان ينظم اعتصامات فى إسطنبول، ولكن لم تعد تركيا تسمح لهم بمثل هذه الاعتصامات الآن.
كما أكد "أبو السعد" أن الإخوان لم يعد لها سوى الخارج للاعتماد عليه بشكل كبير فى كافى المناسبات التابعة للإخوان، ولكن الخارج لم يعد مهتم بالجماعة وتحركاتها وأصبح يبحث عن مصالحه فقط.
وبدوره قال أحمد بان الخبير بحركات التيار الإسلامى، إن تنظيم الإخوان انقسم الآن قسمين، الأول راغب فى المصالحة مع الدولة من أجل المحافظة على التنظيم، بينما القسم الآخر يائس وبالتالى لم يدع لأى مظاهرات أو فعاليات فى ذكرى عزل محمد مرسى.
وأشار "بان" فى تصريحات لـ"انفراد" إلى أن تنظيم الإخوان ليس لديه الآن قدرة على الحشد، مضيفا: "الإخوان تلجأ إلى فعاليات فى الخارج لتقوية التفاوض، فضلا عن أن تنظيم الفعاليات فى الخارج هو النافذة الوحيدة التى تطل عليها جماعة الإخوان على المجتمع الدولى.