اتفق عدد من المثقفين حول ضرورة وضع الأزهر خطة لتجديد الخطاب الدينى، وتغيير بعض المقررات فى المناهج الدراسية، والمطالبة بحذف بعض الآيات القرآنية التى تحث على الجهاد أسوة بما فعلت المملكة المغربية فى المناهج الدراسية، بينما طالب بعض المثقفين بتعديل الخطاب الدينى بحيث يضم التسامح والمحبة والعدل.
وطالب الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، بحذف الآيات القرآنية من مناهج الأزهر التى تدعو للجهاد، حتى لا تكون مبررا للتنظيمات الإرهابية أمثال داعش يستقطبون من خلالها المجاهدين ويستهدفون المدنيين والأبرياء بحجة الجهاد فى سبيل الله، مضيفا أنه على الأزهر ألا يعتبر نفسه سلطة دينية يسلط سيفه على رقاب المواطنين، خصوصا الذين يخالفونه ويعارضونه.
جاء ذلك تعقيبا على قيام المغرب بحذف بعض الآيات القرآنية التى تحث على الجهاد فى المقررات الدارسية، واستبدالها بآيات قرآنية أخرى تدعو للرحمة والمغفرة والتسامح.
وأضاف "عصفور" فى تصريحات خاصة لـــ"انفراد" أن خطاب الأزهر لا بد أن يتسم بالسماحة والمودة واللين مع الآخرين، ويتماشى مع العصر، ويسير على منوال المغرب التى قررت تعديل مناهجها وحذف الآيات القرآنية التى تحث على الجهاد واستبدالها بآيات أخرى تدعو للتسامح والغفران فى المناهج الدراسية، لافتا إلى أنه لا يجوز للأزهر أن يعمل حملات دعائية للمؤسسة سواء كانت فى الشارع أو عبر الفضائيات، ولا يسعى إلى تلميع نفسه والظهور فى ثوب جديد.
من جانبه قال الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، إن الخطاب الدينى فى المناهج الأزهرية لا بد أن يتسم بالتسامح، ويحض على العمل والإيمان بالتنوع والاختلاف، كما جاء فى القرآن الكريم، لافتا إلى أن المناهج الدراسية فى الأزهر تضم مبادئ احترام الآخرين المختلفين عنه فى الدين أو النوع.
وأضاف "عبد الحميد" فى تصريحات خاصة لـــ"انفراد" على الأزهر إدراك أن الطبيعة البشرية تقوم على التنوع، وليست على سياسة الإقصاء، أو نفى الآخر، موضحا أن الخطاب الأزهرى لابد أن يبعد عن الصورة النمطية للجمود العقائدى، وعدم الإيمان بأن العنف هو الوسيلة لأخذ الحقوق المسلوبة.
وبدوره، قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، إنه يتمنى أن يكون الخطاب الدينى الصادر عن الأزهر، مهتما بتأكيد القيم الدينية الحقيقية المرتبطة بالعدل والتسامح والرحمة، مضيفا أنه لابد أن يكون هذا الخطاب نابعا من الاهتمام بقضايا الإنسان المعاصر وبما تفرضه الحياة الحديثة من متغيرات جديدة.
وأضاف الناقد الأدبى فى تصريحات خاصة لـــ"انفراد" أنه يتمنى أن يتخلص هذا الخطاب من التفاصيل الجزئية التى كانت تخص عصورا وأزمنة قديمة، ثم لم يعد لها وجود بانتهاء هذه الأزمنة، كذلك ينبغى أن يكون هذا الخطاب قائما على محاولة التقريب بين المذاهب المتعددة، وبعيدا عن النزاعات التى تغذى روح الانقسام والفرقة والتناحر.
وأوضح "حمودة" أنه فيما يخص المناهج الدراسية فى الأزهر يأمل أن تتخلص مما يجب التخلص منه ،وذلك من حيث مناقشة قضايا منتهية ، بالإضافة إلى بعض الميراث الذى يدفع إلى العنف، وينسب إلى الدين الإسلامى دون أن يكون جزءا حقيقيا منه لافتا إلى أن لديه أمل فى أن يعتنى الأزهر بتخريج طلاب ينتمون إلى عالمنا، ويرتبطون بالقيم الدينية والروحية الحقيقية، ويستطيعون أن يحققوا الكثير لوطنهم وفى الوقت نفسه للمسيرة الإنسانية كلها.