أوضحت دار الإفتاء المصرية، بعض الآداب التى يجب أن يتبعها المعتمر أو الحاج لزيارة المدينة المنورة، قائلة: إذا لم تكن أيها الحاج قد بدأت هذه الرحلة المباركة بزيارة الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، فمن السنة وقد فرغت من مناسك الحج أن تقوم بها؛ فإنه من أعظم الطاعات وأفضل القربات، وفي فضلها أحاديث شريفة كثيرة، ولتقصد منها زيارة قبره الشريف والصلاة في حرمه الآمن؛ تحصيلا للثواب، فقد ورد في الحديث الشريف عن صاحب هذا الحرم -صلى الله عليه وآله وسلم-: «صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
خطة هذه الزيارة وآدابها
يسن للزائر -بعد أن يطمئن على أمتعته ومحل إقامته- أن يغتسل ويلبس أحسن ثيابه ويتطيب، وإذا لم يتيسر الاغتسال اكتفى بالوضوء.
ثم يتوجه إلى الحرم النبوي متواضعا في سكينة ووقار، فإذا دخل من باب المسجد قصد إلى الروضة الشريفة وهي بين القبر الشريف والمنبر النبوي، وصلى فيها ركعتين تحية المسجد، ويدعو الله مجتهدا في الدعاء؛ لأنه في روضة من رياض الجنة، وفي مهبط الرحمة، وموطن الإجابة إن شاء الله.
فإذا انتهى الزائر من تحية المسجد والجلوس في الروضة الشريفة، توجه إلى قبر الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ووقف قبالة موضع الرأس الشريف في أدب واحترام، ويسلم على الرسول في صوت خفيض، ويقول: "السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا خيرة الله من خلقه، السلام عليك يا سيد المرسلين وإمام المتقين، أشهد أنك بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة، وجاهدت في الله حق جهاده".
ثم يصلي الزائر على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ويبلغ إليه سلامنا وسلام من أوصوه.
ثم يترك هذا الموضع إلى اليمين قليلا، بما يساوي ذراعا -أقل من المتر- ليجد نفسه واقفا قبالة رأس الصديق أبي بكر -رضي الله عنه-، فيسلم عليه بقوله: "السلام عليك يا خليفة رسول الله، السلام عليك يا صاحب رسول الله في الغار، السلام عليك يا أمينه في الأسرار، جزاك الله عنا أفضل ما جزى إماما عن أمة نبيه".
ثم يتجاوز مكانه إلى اليمين قدر ذراع أيضا، ليجد نفسه واقفا قبالة رأس عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فيقول: "السلام عليك يا أمير المؤمنين، السلام عليك يا مظهر الإسلام، السلام عليك يا مكسر الأصنام، جزاك الله عنا أفضل الجزاء".
وبعد هذا يستقبل الزائر القبلة، ويدعو بما شاء لنفسه ولوالديه وأهله ولمن أوصاه بالدعاء شاملا جميع المسلمين.
استحباب كثرة الصلاة في المسجد النبوي:
وينبغي للزائر أن يغتنم مدة وجوده في المدينة فيصلي في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الصلوات الخمس، وعليه أن يكثر من النوافل في الروضة الشريفة، وأن يكثر من تلاوة القرآن الكريم فيها ومن الدعاء والاستغفار والتسبيح.
ومن المستحب زيارة أهل البقيع حيث دفن أصحاب الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- من المهاجرين والأنصار والصالحين.
كما يزور شهداء أحد، وقبر سيد الشهداء "حمزة" عم الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-، ومسجد قباء «أول مسجد بناه الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي ختام الإقامة بالمدينة لا تفارقها أيها الزائر، إلا بعد أن تصلي ركعتين في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وتزور -مرة أخرى- الرسول ﷺ وصاحبيه -رضي الله عنهما-، وتسأل الله تيسير العودة لهذه الزيارة وتكرارها.