بالصور بأمر محافظ القاهرة 15 ورشة و2000 محل بالمناصرة فى طريقها للقطامية أصحاب الورش: "مش هنسيب محلاتنا ونروح الصحراء" شعبة الأخشاب: لم نبلغ بالقرار

"المناصرة" منطقة تراثية عريقة ظلت شاهدة على تاريخ امتد لنحو 1044 عاماً منذ إنشائها فى العهد الفاطمى، وتحولت خلال ما يزيد عن قرن إلى واحدة من أشهر مناطق بيع الأثاث والأخشاب على مستوى القاهرة، إلا أن الطابع الأثرى لازال يسيطر على أزقتها الضيقة الممتلئة بقطع الأثاث الفاخر المنتشر بها.

دعوة المحافظ ودفعت المناطق الأثرية المنتشرة بها تجارة الأخشاب كـ"المناصرة، ودرب سعادة، والدرب الأحمر"، الدكتور جلال مصطفى السعيد محافظ القاهرة، لتجديد دعوته منذ عدة أيام إلى ضرورة الانتهاء من أعمال الطرق والكهرباء لمشروع مجمع ورش ومغالق الأخشاب بالقطامية خلال شهر يناير المقبل، على أن يتم نقل كل تجار الأخشاب إلى المكان الجديد حال استكمال المرافق الأساسية للمشروع الذى سيضم تجار مناطق "المناصرة، ودرب سعادة، والدرب الأحمر".

وتجول "انفراد" فى تلك المناطق الأثرية، للتعرف على آراء عدد من تجار وأصحاب مخازن الأخشاب فيما يتعلق بقرار نقلهم إلى "مجمع ورش القطامية" مما سيحقق تأمينا تاما لساكنى المناطق ضد الأخطار والحرائق والملوثات المختلفة، ومحاولة الحفاظ على الجانب التراثى للمنطقة وما تتمتع به من طابع خاص كجزء من تاريخنا.

ممرات "المناصرة" وفى نهاية ممر ضيق يكاد يخلو من المارة بمنطقة المناصرة يجلس "محمود ربيع" صاحب إحدى معارض ومخازن الأخشاب منتظرا، وبسؤاله عن رأيه فى قرار نقل المخازن إلى منطقة القطامية، نفى علمه بالقرار قائلاً: "لم يبلغنا أحد عن صدور قرار بنقلنا من مكان تواجدنا، ولا مسئول جالنا يعرفنا هنتنقل امتى"، مضيفا أن أهم ما سيواجه القرار من معوقات أن أغلب التجار يعيشون فى نفس مقر تجارتهم وبالتالى سيكون من الصعب أن ينتقلوا إلى أماكن أخرى.

مضيفا بقوله: أن الشكاوى من سكان المنطقة نتيجة الضوضاء التى تسببها الورش ولكن على الجانب الآخر نجد أن الورش فى المنطقة "تتعد على الأصابع" وستصل بأقصى تقدير إلى 15 ورشة من إجمالى 2000 محل لبيع الأثاث، مؤكدا أن الورش التى يتم شراء البضاعة منها تتواجد فى مناطق أخرى كعزبة خير الله أو باب الشعرية، بخلاف المصدر الأساسى لها بمدينة دمياط.

وقد أكد جلال السعيد محافظ القاهرة فى تصريحات سابقة له على أن المجمع الجديد بالقطامية سيكون بمساحة 30 ألف متر مربع، ويضم حوالى 320 وحدة من معارض وورش ومحلات بمساحات مختلفة تتراوح بين 100 إلى 150 متر مربع، وسيتواجد بها كل الخدمات اللازمة لاستمرار المشروع.

مصير الورش ويتساءل "رأفت السيد" صاحب مخزن لتجارة الأخشاب عن مصير تجارته و"محله" فى حال انتقاله إلى المكان الجديد، قائلاً: "عندى محل مساحته 100 متر وساكن فى عمارتى وفيها مخزن فى أول وتانى دور هعمل فيهم إيه، متابعاً احنا عمرنا ما هنضر حد هنا لأننا أهل، وكل تاجر تحت بيته محله ومفيش حد هيسيب بيته ولا محله".

مضيفاً: "أنا كتاجر موبيليا لو جبت أدوات منزلية مش هعرف اتصرف فيها لأنها مش "سكتنا ولا مجالنا"، والبلد مش هتقدر تعوضنا فى الوقت الحالى عن أى خسائر ممكن نواجهها، مؤكدا انه سيوافق على القرار بعد أن تنهض البلد من كبوتها الاقتصادية، قائلاً: "لازم البلد تقف على حيلها الاول ولو قلتلى امشى هامشى لكن حاليا مش قادر أصرف على عمال عندى".

قرار نقل الورش لم تكن المرة الأولى التى يعلن فيها محافظ القاهرة عن قرار نقل الورش والمغالق من تلك المناطق الأثرية إلى "القطامية"، فقد سبق وأن أعلن عن القرار على مدى السنوات السابقة أكثر من مرة، وهذا ما أكده "سعد إبراهيم" صاحب معرض لبيع الأثاث بقوله "بنسمع الكلام ده بقالنا سنين، ومش عارفين ميعاد تنفيذه، على الرغم من أن منطقتنا لا يتواجد بها مبانى آثرية، وأغلب المبانى بناء حديث، ولا يوجد بالمنطقة جامع واحد أثرى. ويوضح "سعد " أن البضاعة المعروضة للبيع ليست خالصة الثمن، وانما يحصل عليها بنظام "الشكك"، وعندما تباع يأخذ أرباحه والباقى يعود للمورد، متوقعا أن القرار سيكون بمثابة "مغامرة" لمصدر رزقهم الوحيد، معتبرا أن القرار لم يتم دراسة أبعاده بشكل جيد. زبائن القطامية "مش هلاقى زباين فى الصحرا، وده ملكى الخاص مش أرض الحكومة" كانت تلك كلمات "ياسر محمد" صاحب مخزن للأخشاب عند سؤاله عن تعليقه على قرار المحافظ، قائلاً: "لو اتنقلت القطامية فى الصحرا هيجيلى الزباين منين، لكن مكانى الحالى فى وسط البلد سيسهل توافد الزبائن على المحل".

مشيرا إلى أن حركة البيع والشراء فى السوق "نايمة" فى الوقت الحالى، على الرغم من تواجده بأشهر منطقة لتجارة الآثاث والأخشاب فى القاهرة، كما أن "المخزن" من أملاكه الخاصة بخلاف مشروع القطامية القائم على "أراضى الحكومة" على حد قوله.

مجلس النواب هو الحل قرار مصيرى سيتخذه محافظ القاهرة، دون مناقشته مع من سينفذ معهم وما يتبعه من إيجابيات أو سلبيات، ويقول كمال إبراهيم صاحب مخزن أخشاب: " جدودى كانوا موجودين فى المكان ده من سنة 1911، وهو ما سيجعل قرار الانتقال صعباً بالنسبة لى ".

وأكد "كمال" انه سيبلغ "نواب الدائرة " لأنهم أكثر الأشخاص معرفة بأحوالهم، خاصة وأن القرار ليس نهائى ولم يتم التصديق عليه، وبالتالى سيكون من الأفضل أن يناقش فى مجلس النواب لأنه قرار مصيرى وسيضم عدداً كبيراً من الأسر ".

"درب سعادة" للأدوات الصينية وخلال جولة فى منطقة "درب سعادة" يطغى عليها الطابع التاريخى نظرا لكثرة المساجد الأثرية بها التى يمتد تاريخها لنحو أكثر من 700 عاما، فيما أتضح أن غالبية نشاطها التجارى تحول إلى بيع الأدوات المنزلية الصينية، وساهم فى نجاحه توافد المقبلين على الزواج لتأسيس منازلهم، مما جعله نشاطا أساسيا بدلا من "تجارة الأثاث" فى وقت سابق.

رحب "عم سيد" صاحب ورشة لتصنيع الأخشاب بفكرة "مشروع القطامية"، قائلا " يا أهلا وسهلا، البلد تحتاج إلى تخفيف الزحام خاصة فى المناطق المكدسة بالسكان أوالأنشطة التجارية بالمنطقة، مما يستلزم وضع حلولا بديلة للقضاء على الأزمة دون الاضرار بأصحاب الورش.

مشددا على ضرورة تطبيق القرار على كافة المناطق المتخصصة فى تجارة الأخشاب داخل القاهرة، حتى لا تتأثر فئة دون الأخرى، وأوضح أن تكاليف الأضافية لنقل الأخشاب إلى مجمع القطامية سيتحملها المستهلك فى النهاية مما سيحمله عبئا إضافيا مقارنة بالمكان الحالى.

مساحات مشروع القطامية غير كافية رفض محمد صلاح صاحب شركة لتجارة وتخزين الخشب: فكرة الانتقال إلى مشروع القطامية بسبب المساحات المحدودة التى تصل إلى 150 مترا مربعا، وقال " امتلك عددا من مخازن الأخشاب من بينهم المتواجد فى "درب سعادة" بمساحة لا تقل عن 700 متر مربع، فلا يوجد أى مميزات إضافية سأحصل عليها حال انتقالى للمكان الجديد.

وأشار "صلاح" إلى ضرورة صرف تعويضات كافية بعد الانتقال من المنطقة التجارية إلى القطامية، مع الأخذ فى الاعتبار أن غالبية المستهلكين اعتادوا على التوجه إلى مناطق بعينها لشراء الأخشاب والأثاث، معربا عن قلقه من عدم رواج بضاعته إذا انتقل إلى القطامية. اعتراض رئيس شعبة الأخشاب بالغرفة التجارية وأبدى منير راغب، رئيس شعبة الأخشاب فى الغرفة التجارية بالقاهرة، اعتراضه على قرار نقل ورش ومغالق الأخشاب إلى "مجمع القطامية " بسبب طول المسافة بينها وبين "المستهلكين "، مؤكدا انه لم يبلغ بقرار النقل إلى المنطقة الجديدة حتى الآن.

واقترح "راغب" أن يتم إنشاء مدينة صناعية متخصصة فى تصنيع الأخشاب، مع توفير كافة الاحتياجات اللازمة للعاملين بالمجال من آلات ومعدات، بحيث تكون منطقة متكاملة توفر احتياجات المستهلكين من كافة الصناعات الخشبية، مما سيحقق أرباحا استثمارية للدولة.

نقابة العاملين بالأخشاب المناصرة لا يمثلون أصحاب المهنة أوضح عبد المنعم الجمل، رئيس النقابة العامة للعاملين بالبناء والأخشاب، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، أن عمال مناطق "المناصرة ودرب سعادة" لا يمثلون أصحاب المهنة الأصلية لأن أغلبهم من البائعين، ولا شك أن مناطق القاهرة الأثرية مهددة من مختلف الصناعات المتواجدة من ناحية التلوث البيئى أو السمعى أو احتمالية نشوب الحرائق وصعوبة السيطرة عليها لشدة الزحام وضيق الشوارع فى المنطقة. وأشار "الجمل" إلى ضرورة وجود سبل لتحقيق أهداف المشروع المقام بالقطامية على رأسها توفير الخدمات اللازمة لقيامه، مضيفا أن القرار سيعود بالضرر على كافة العاملين فى صناعة الأخشاب بتلك المناطق، مؤكدا على تضامنه من آراء ومطالب العاملين حال تنفيذ القرار.


































































































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;