جلال الحكيم نجل الإعلامى الراحل وجدى الحكيم فى حوار خاص مع "انفراد": عبد الحليم حافظ اتفق مع والدى على تسجيل كل منهما لحياة الآخر.. علاقته بالفنانين لم تكن "عمل" فقط.. وأول لقاء لوالدى كان مع "عبد الو

<< والدى كان يجمع يوسف عوف وفريق ساعة لقلبك وعبد المنعم مدبولى وحسن مصطفى في الجامعة بشكل دورى ومحمد الشجاعى أعجب بهم وألحقهم بالإذاعة << أول لقاء إذاعى لوالدى كان مع محمد عبد الوهاب وتأخر عن الميعاد والموسيقار أطلق عليه "وجدى الحكيم" أحد أشهر الإعلاميين في تاريخ الإذاعة المصرية، عرف عنه قربه الشديد من الفنان والمطربين والكتاب وعشقه وتذوقه للموسيقى، حتى أطلق عليه الكثيرون بكاتم أسرار الفنانين، فالفنان الراحل عبد الحليم حافظ خصه بأخر حوار قبل وفاته، كما أنه سجل قصة حياة أم كلثوم. وجدى الحكيم كان أحد أفضل من يديرون حوارا لدرجة أنه لقب بـ"ملك الحوارات"، كان قادرا على أن يخرج كل ما في قلب الضيف دون أن يتدخل في خصوصياته، وكان صديقا للجميع، كما أنه كان داعما ومكتشفا للعديد من الأصوات الرائعة، ولعل المطربة شيرين وجدى أبرز اكتشافاته. حاورنا جلال الحكيم، نجل الإعلامى الكبير ليحدثنا عن كيف انضم للإذاعة المصرية، وفضل محمد الشجاعى عليه في إلحاقه بالإذاعة عندما شاهده في كلية الآداب، وكواليس علاقته بأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووردة وصباح وغيرهم من كبار الفنانين، وقصته مع شبكة صوت العرب، ولماذا أطلق عليه محمد عبد الوهاب هذا الاسم؟ وإلى نص الحوار.. والدك تخرج من كلية الآداب قسم اجتماع ورغم ذلك اتجه للعمل في الإعلام.. كيف جاء ذلك؟ القصة دمها خفيف، وجدي الحكيم، كان كلية آداب قسم الاجتماع، وكان هناك بوفيه خاص بكلية الآداب يتجمع فيه مجموعة من الناس دمها خفيف، وكان أبى أيام الجامعة يجمعهم مع بعض، وكان من بينهم يوسف عوف، وفريق ساعة لقلبك، وعبد المنعم مدبولي، وحسن مصطفى، وكانوا يجلسون جلسات دعابة وهزار، وفى إحدى المرات، حضر محمد الشجاعى، سمع أن هناك مجموعة شباب دمهم خفيف بكلية الآداب، فذهب إليهم، فوجد من يؤلف ويلحن، وعندما سأل وجدي الحكيم ماذا تفعل أنت؟، فقال له "أنا من أجمعهم مع بعض وتصبح مجموعة دمها خفيف، وعندما لا أكون موجودا لا يتجمعون"، فأخذهم محمد الشجاعى جميعهم في الإذاعة، وهذه كانت البدايات. ماذا كانت أول اللقاءات لوجدى الحكيم بعد انضمامه للإذاعة؟ لما التحق بالإذاعة، في أول يوم أو ثاني يوم عمل بعد فترة تدريب أرسلته الإذاعة لإجراء حوارا مع الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، وذهب له في ستوديو مصر، وتقريبا ذهب متأخرا، واعتذر له. آخر مكالمة لعبد الحليم حافظ مع وجدى الحكيم كيف جاء منح المطرب والفنان محمد عبد الوهاب اسم وجدى الحكيم على والدك؟ الموسيقار محمد عبد الوهاب خلال هذا الحوار سأل والدى "ما اسمك؟"، فقال له "محمد وجدي حسن الحكيم"، فقال له محمد عبد الوهاب "وقف، اجعل اسمك وجدي الحكيم"، ومنذ ذلك الوقت سمى والدى بـ"وجدي الحكيم"، حيث قال له محمد عبد الوهاب "الاسمين مع بعض صوتهم حلو". لماذا أطلق على وجدى الحكيم لقب "كاتم أسرار الفنانين"؟ أطلق عليه كاتم أسرار الفنانين، لأن علاقته بالفنانين لم تكن علاقة عمل فقط، ولكن كانوا أصحابه، ويسافرون مع بعض، وكان والدى يستطيع أن يفصل بين ما يمكن أن يذاع للجمهور وبين ما لا يصح أن يتم إذاعته. من كان الفنانين القريبين منه؟ اتذكر عبد الحليم حافظ وبليغ حمدى ووردة، وعبد الرحمن الأبنودي، ويوسف عوف، وبهجت قمر، وسمير خفاجي، ووحيد حامد، وعندما كان يعرف أن فنان ما سيتزوج فنانة وقد يكون شاهد على العقد ولكن لا يذيع هذا الأمر، فهذا هو الفرق بين العمل والسبق الصحفي، وبالتالي كانت العلاقة بها توهج، سواء مع عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وصباح وشادية ووردة، فوالدى يحب لهم الخير، حتى بعد ما ترك الإذاعة وأصبح عمله هنا، كان يكلمه شخصيات يريدون عمل حفلات، فكان يرسل لهم فنانين ولا يتحدث في أجر حد، بل الفنانين هم من يتفقون على الأجر. ماذا قال وجدى الحكيم بعدما اختصه عبد الحليم حافظ بآخر حديث له قبل وفاته؟ كان من المفترض أن والدى سيسافر لعبد الحليم حافظ في آخر اتصال به، ولكن الأطباء في إنجلترا قالوا له إن عبد الحليم حافظ سيعود بعد أسبوعين لمصر ويبدأ العمل، وفى آخر اتصال لعبد الحليم حافظ مع والدى في الإذاعة قال له "سلم لي على مصر وأهل مصر، وبوس ترابها وأنا راجع والدكاترة طمنوني"، فكانت علاقتهم علاقة أصحاب وليست علاقة مذيع بنجم غناء، ويوم ولادتي، كان والدي مسافر، ومن وقف في المستشفى مع والدتي وهي تولدنى كان الفنان عبد الحليم حافظ. كيف جاء اكتشاف والدك للمطربة شيرين ولماذا أعطاها اسمه "شيرين وجدى؟ ما أعرفه أن والدى عجبه صوتها في إحدى لجان الإذاعة، وكان هناك حينها لجنة الاستماع الموحدة، كانت لجنة تضم في أعضائها كوكبة من أفضل الملحنين وقدامى المطربين في مصر وكانت تقام في الإذاعة والتليفزيون أسبوعيا كى يختبرون أصوات المطربين الجدد، الذين سيغنون في مصر، وحينها لم يكن هناك مطرب يستطيع الغناء إلا إذا تم اعتماده من تلك اللجنة، وتنزل له أغنية في الإذاعة أو التليفزيون، وأحد اللجان كان وجدي الحكيم وحلمي بكر وعمار الشريعي وعبد العظيم عويضة، وموسيقيين وملحنين، ليختارون إذا كان الشخص يصلح أم لا، وحينها كانت شيرين وجدي تغني، وعجبها صوته فأعطاها اسمه. احك لنا عن ذكريات وجدى الحكيم في شبكة صوت العرب؟ بداية والدى بالإذاعة كانت في صوت العرب، حيث التحق بها منذ بدايتها خلال قيادة أحمد سعيد لها، وقدم برامج سياسية مثل "أسماء في الأخبار"، ويعتبر من أول البرامج في الإذاعة المصرية، والآن يتم تقليد مثل هذا البرامج على شكل برامج مثل حدث في مثل هذا اليوم، وحيث إن برنامج والدى حينها كان يتحدث عن معنى مصطلح أو اسم يكون هو الاسم الدارج في الأخبار هذا الأسبوع. هل كان والدك أول من أدخل المنوعات في شبكة صوت العرب؟ والدى برع في برامج المنوعات، ولكن كان قبله جمال السنهوري، ولكن والدى هو من طور شكل المنوعات كى تكون برامج سريعة، وكذلك قدم برنامج "منتهى الصراحة" وظل لسنوات يذاع، وأصبح أساس لبرنامج هارتوك، في بي بي سي، وبعد ذلك بدأ والدى في ليالي أضواء المدينة، والحفلات، التي تجوب المحافظات المصرية، لذلك أطلقوا عليه كاتم أسرار النجوم وملك الحوار. لماذا فضل وجدى الحكيم الإذاعة على التليفزيون؟ والدى بالفعل اتجه للتليفزيون، لكن الإذاعة كانت بالنسبة له العشق، ولأنه كان يقول إن الإذاعة تخاطب الخيال ولكن التليفزيون فهو يحد من الخيال لأنك عندما تسمع الصوت وترى الصورة ستربطهما ببعض لكن عندما تسمع فقط تتخيل وترى خيالك، لذلك كان والدى يحب الإذاعة للغاية، لكن عندما تطور التليفزيون، التحق به وقدم برامج كثيرة في التليفزيون . من أبرز من دعم والدك في الإذاعة؟ والدى قضى وقتا طويلا في الإذاعة، وبداية طريقه كانت من خلال محمد الشجاعى ومثل أي عمل في مصر هناك من دعمه وهناك من كان ضده، ولكن عندما كنا نسأله من كان يدعمك يقول " الكل وقف بجانبى". كيف كانت علاقة وجدى الحكيم بسعد زغلول نصار؟ سعد زغلول نصار كان من عظماء الإذاعة وعندما تسمع أصواتهم في الإذاعة تشعر باستمتاع، فمن أجل أن يكون المذيع مذيعا في الإذاعة كان هناك دورات أصوات ودورات لغة عربية ويتعلم ويشاهد بنفسه، فعندما تم إرسال والدى للأستاذ محمد عبد الوهاب كان قد تدرب وتعلم، وتم تعينه. كيف تمكن وجدى الحكيم من تسجيل حياة أم كلثوم؟ والدى أقنع أم كلثوم أن تسجل معه تاريخ حياتها والإذاعة لم تكلفه بذلك بل فعله من تلقاء نفسه ورغم ذلك كان أول مكان وضع فيه قصة حياة أم كلثوم كانت الإذاعة المصرية لأن هذا كان بيته. هل كان الإعلامى وجدى الحكيم يوازن بين عمله وبين أسرته؟ والدى كان يقضي معظم وقته في العمل، وعندما كان في البيت لا يتحدث عن عمله على الإطلاق، فكان يعمل ليل ونهار، وهناك أيام وأنا صغير عندما أذهب إلى المدرسة أجده عائدا من العمل لينام ساعتين فقط ثم يستيقظ ليعود إلى عمله، وعندما بدأت أعمل معه وسألته، عندك كم ساعات تسجيل لو حسبتها، في الشهر 120 ساعة يعني في السنة 1200 ساعة ولو 10 سنين 10 آلاف ساعة، فمن أين حصلت على هذا الوقت لتسجل لكل هؤلاء الشخصيات وتقديم برامج الإذاعة، وكان هناك أيضا برنامج سهرات أهل الفن، وكانت سهرة مثلا في بيت بليغ حمدي، وفي نفس التوقيت، في بيت سمير خفاجي، وكان يسجل للاثنين، وعندما كنت اسأله "كيف تسجل للاثنين؟" فيقول لى "أجلس جزء هنا وجزء هناك". هل هناك أشياء كان والدك يحلم بتنفيذها ولم يتمكن منها بسبب الوفاة؟ ولدى كان ينفذ مشروعات إعلامية كثيرة كان يسعى لتدشين هيئة للحفاظ على التراث والهوية المصرية وهل ستكون عبر مكتبة أم منصة إلكترونية؟ وتضم 100 سنة أغانى لمصر من بداية سيد درويش إلى عمرو دياب عام 2000، لتوثيق هذه المرحلة، وليس أغانى وفن فقط بل السياسة والثقافة والإعلام، ويتم عملها برؤية مختلفة وبتمويل كبير من سنة 1900 إلى سنة 2000 ، أى 100 سنة فن وثقافة وسياسة، وكان هناك أيضا مشروع آخر اسمه "قول يا حليم" يتناول قصة عبد الحليم حافظ بصوته وكل من عاصروه لأن عبد الحليم حافظ توفى قبل ما يصور قصته فيديو ، وسجل والدى حينها مع عمر الشريف وسهير البابلى وأحمد رمزى ولبنى عبد العزيز وعمر الحريرى وزهرة العلا وكمال الطويل وكل من كان على قيد الحياة ممن عاصروا عبد الحليم حافظ ومزج بين صوت عبد الحليم حافظ الذى يسجل فيه قصة حياته والفيديو لكن توفاه الله قبل أن يكمل المشروع.