مرة أخرى، أثار الملياردير الأمريكى إيلون ماسك عاصفة من الجدل بعد أن أعلن إنهاء صفقة تويتر بعد نحو ثلاثة أشهر من الإعلان عن عزمه شرائها مقابل 44 مليار دولار. وكان السبب الذى أعلن ماسك، أغنى رجل فى العالم لهذا القرار هو عدم شفافية الشركة فى بيانات الحسابات الزائفة على موقع التواصل الاجتماعى.
وقال محامو ماسك فى إخطار للجهات التنظيمية إن تويتر تقاعس أو رفض الاستجابة لطلبات متعددة للحصول على معلومات حول حسابات وهمية أو غير مرغوب فيها على المنصة، وهو أمر أساسى لأداء عمل الشركة، بحسب ما ذكرت شبكة سكاى.
وتأتى هذه الخطوة بعد أن هدد ماسك بوقف الصفقة ما لم تقدم الشركة دليلا على أن الحسابات الوهمية أقل من خمسة بالمائة من المستخدمين الذين يشاهدون الإعلانات على خدمة وسائل التواصل الاجتماعي.
علقت قناة CNBC الأمريكية على إعلان إيلون ماسك تراجعه عن صفقة شراء موقع تويتر، وقالت القناة فى تقرير على موقعها الإلكترونى إنه فى حين أن ماسك ربما يريد إنهاء سعيه لشراء تويتر، فإن الانسحاب ليس سهلا، بحسب ما يقول الخبراء القانونيون، ويرجحون أن يواجه ماسك معركة طويلة فى الفترة القادمة مع تويتر، والتى يمكن أن تستغرق أشهر لحلها.
وقالت إن ليبتون، أستاذ حوكمة الشركات فى كلية تولين للقانون، أن مجلس إدارة تويتر فى وضع صعب للغاية، فليس باستطاعتهم أن يقولوا، حسنا دعنا نتجنب الألم وسنسمح لك يا إيلون بخفض سعر السهم 20 دولار و، أو سنقوم بتسوية الأمر وسنوافق على إلغاء الاتفاق إذا دفعت فقط مليار دولار رسوم كسر الاتفاق. وأكدت أن تويتر ليس فى موقف يمكنه من القيام بذلك.
وأضافت أن فعل ذلك يخاطر برفع مساهمى تويتر دعوى قضائية، وقد فعلوا ذلك بالفعل ضد الشركة وإيلون ماسك نفسه بشأن تلك الصفقة الفوضوية.
وأوضحت ليبتون أن اتفاقيات الاندماج يصعب للغاية الخروج منها. وحنى الآن، يبدو أن ماسك لم يقدم أدلة كافية تدعم مزاعمه بأن تويتر كذب بشأن أرقام البريد العشوائى.
وقد وعد رئيس مجلس إدارة تويتر بريت تايلر بأن يتخذ المجلس بالفعل إجراءات قانونية ضد ماسك. وقال أن مجلس إدارة تويتر ملتزم بإنهاء العملة بالسعر والشروط المتفق عليها مع ماسك، ويخطط لمواصلة الإجراءات القانونية للمضى فى اتفاق الاندماج. وأعرب عن ثقته فى أن الحكم القضائى سيكون فى صالحهم.
وكان ماسك قد وقع اتفاقا ملزم قانونا فى إبريل الماضى لشراء تويتر مقابل 54.20 دولا للسهم. ونص الاتفاق على أنه فى حال خرق أى من الطرفين للصفقة، فإنه سيطلب منه دفع رسوم تبلغ مليار دولار.
وبعد فترة قصيرة من إعلان الاتفاق الأولى بشان الصفقة، بدأ ماسك فى التلميح إلى أن لديه قول آخر فى الصفقة. فقال فى مايو الماضى إنه قرر تعليق صفقة الاستحواذ على تويتر مع تقييمه لمزاعم الشركة بشأن أن 5% من مستخدميها النشطين مزيفيين. وقال تويتر أنه ظل يقدم المعلومات لماسك، بما فى ذلك تسليم البث اليومى من التغريدات التى تتدفق عبر المنصة.
وتشير التقارير إلى أن تويتر سيقيم دعوى قضائية فى محكمة ديلاوير ويطلب من القاضى الحكم بما إذا كان هذا يمثل انتهاكا لشروط الاتفاق، ثم يأمر ماسك بأداء التزاماته بموجب العقد وإتمام الاندماج، وفقا للخبراء. وبعدها من المتوقع أن يواصل الطرفان مرافعتهم فى المحكمة، كجزء من عملية التقاضى التى قد تستغرق عاما.