محاولة اغتيال مبارك.. "أسرار لم يدفنها الزمن".. أصابع الاتهام تشير إلى تورط السودان.. وتسجيل الترابى يؤكد عدم علم البشير بالعملية.. والرئيس الأسبق يروى التفاصيل بنفسه

طيلة ثلاثة عقود ظل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك محاطًا بهالة لم تكسرها أى شىء حتى محاولات الاغتيال التى تعرض لها، ورغم الاختلاف على عددها أو حقيقة بعضها، تبقى محاولة قتل اللواء طيار فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا فى 26 يونيو عام 1995 أثناء استعداده للمشاركة فى القمة الأفريقية، الأكثر وضوحًا وتأثيرا فى علاقات مصر بأفريقيا والعالم، ورغم مرور "21 عاما" من الزمن، حيث لا تزال أسرار تلك الواقعة المثيرة تنكشف يوما بعد الآخر.

الحديث عن واقعة اغتيال مبارك فى أديس أبابا تجدد مرة أخرى بعد إذاعة تسجيل للراحل الدكتور حسن الترابى زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية فى السودان يكشف فيه عن أسماء المتورطين فى العملية، وحقيقة علم الرئيس السودانى عمر البشير بالواقعة من عدمه بعدما ظل محل للتكهنات طوال عقدين من الزمن. تفاصيل المحاولة الواقعة تعود تفاصيلها عند زيارة الرئيس الأسبق إلى العاصمة الإثيوبية لحضور القمة الأفريقية وتعرض موكبه لعملية استهداف من قبل 10 مسلحين دارت الأحاديث فيما بعد أنهم تزوجوا من إثيوبيات للاندماج فى المجتمع الإثيوبى حتى يستطيعوا التحضير لعملية الاغتيال، التى أحبطها حراسة الرئيس بتصفية 5 من القتلة، وقرار مبارك نفسه بالعودة إلى المطار خاصة أن الشواهد أكدت على وجود كمين آخر فى الطريق كان ينتظر الرئيس الأسبق. ملابسات المحاولة الفاشلة بحسب ما قاله مبارك نفسه فى المؤتمر الصحفى الذى عقده فور عودته من إثيوبيا: "بدايات الموضوع كانت بعد الهبوط إلى مطار أثيوبيا، ودارت الأحاديث حول تأخر الحراسة الإثيوبية المرافقة لموكبى، ورفضهم اصطحاب حراستى للطبنجات الخاصة بهم لكن حراسى خبؤوها، وانطلق الموكب نحو مقر القمة، بعدها قامت سيارة زرقاء بسد الطريق، وترجل مجموعة من الأشخاص وفتحوا النيران على سيارتى لكن حراستى أخذت أماكنها".

وتابع الرئيس الأسبق حديثه: "وجدت طلقتين أصابوا السيارة لكنهما لم ينفذا، بعدها لمحت شاب صغير السن يحمل رشاشا يتجه نحو العربية لكن الحرس أصابوه، بعدها ترك السائقون الإثيوبيون عرباتهم وهربوا لكن حراستى ظلت محافظة على هدوئها، وفى النهاية أمرت سائقى بأن يعود إلى المطار مرة أخرى". وأضاف مبارك: "عقب العودة للمطار وجدت الرئيس الإثيوبى مضطرب للغاية لكن أبلغته بقرارى بالتوجه فورًا نحو القاهرة، ورد على بتفهمه لموقفى"، مضيفًا: "بالنسبة للواقعة عادى ولا أى حاجة لكن للعلم اكتشفنا أن الفيلا التى كانت تسكنها المجموعة المتورطة فى الحادثة كانت مؤجرة من قبل"، موضحًا أن الإرهابيين لم يخرجوا من السفارة الفلسطينية مثلما تداول البعض لكن من فيلا كانت قريبة من مقر السفارة. تلميحات مبارك آنذاك بأن محاولة اغتياله قد يكون وراءها النظام السودانى ظلت محل جدال، ولكن لم يتم الجزم بها بشكل قاطع إلا أن أصابع الاتهام أشارت إلى جماعة الجهاد الإسلامية بالتورط فى الواقعة والتخطيط لها عن طريق عدد من قيادات على رأسهم زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن والحالى أيمن الظواهرى الذى كان يحتضنهم فى هذا التوقيت الرئيس السودانى عمر البشير، وذلك بالتعاون مع الجماعة الإسلامية فى مصر التى راودتها فكرة استهداف الرئيس على مدار 14 عاما هى عمر حكمه لمصر حتى تلك اللحظة. ومنذ محاولة الاغتيال لم يتوقف نظام مبارك عن الهجوم على السودان وكيل الاتهامات لهم سواء بالتخطيط لمحاولة اغتياله أو حتى على أقل تقدير تسهيلها تنفيذها عن طريق استضافة المتهمين فى القضية قبل الحادثة وإنشائهم معسكرات تدريب خاصة على أرضها، واستمرت القطيع بين البلدين لعدة سنوات قبل أن تعود العلاقات على نطاق أضيق فيما بعد. مصير المشاركين فى الحادثة وعلى الرغم من ذلك كان هناك اتفاق مبدئى على أن الجماعة الإسلامية متورطة فى الحادث باعتبار أنها أعلنت عن مسئوليتها منذ اللحظة، والأمر تم تنفيذه بمعرفة 11 عضوًا تم إرسال 9 منهم إلى إثيوبيا، وبقى الآخرون فى السودان، فيما دارت التقارير أيضًا على أن الأسلحة المستخدمة فى الواقعة نقلت إلى أديس أبابا بواسطة الخطوط الجوية السودانية، إضافة إلى أن منفذى العملية كانوا يحملون جوازات سفر سودانية. المؤكد فيما سبق أن حرس مبارك قاموا بتصفية 5 من العناصر المشاركة فى العملية، فيما ألقت المخابرات الإثيوبية القبض على 3 آخرين من المشاركين فى العملية هم صفوت عتيق، وعبدالكريم النادى، والعربى صدقى وتم الحكم عليهم بالإعدام فيما أكدت الجماعة الإسلامية فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى أنهم مازالوا على قيد الحياة، وحاولوا مخاطبة إثيوبيا من أجل العفو عنهم بعدما ظلوا فى المعتقل مدة تجاوزت الـ17 عاما، فيما أشارت تقارير صحفية أخرى أنهم تم إعدامهم فى وقت لاحق. فيما تحدثت التقارير الصحفية عن أن الثلاثة الآخرين الذين تمكنوا من الهروب هم مصطفى حمزة الذى تم اتهامه بأنه العقل المدبر للعملية، وعزت ياسين، وحسين شميط الذى حاول ترشيح نفسه لانتخابات البرلمان فى فترة حكم الإخوان. "الترابى" يحسم الجدل وبعد مرور كل هذه السنوات، كشف تسجيل الدكتور حسن الترابى المذاع منذ ساعات كثيرة من الغموض الذى أحيط حول تلك الواقعة، بعدما أكد أنه لم يكن هو والرئيس السودانى عمر البشير يعلمان بالأمر، مؤكدًا أنه علم بمحاولة اغتيال مبارك فى نفس اليوم الذى أخفقت فيه، بعد إبلاغه من قبل نائبه على عثمان محمد طه "بشكل مباشر" عن تورطه فى العملية بمعاونة جهاز الأمن العام الذى يترأسه حينها نافع على نافع. وكشف زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية فى السودان، أن تمويل العملية تم بمبلغ مالى "أكثر من مليون دولار" أخذه على عثمان محمد طه وزير الخارجية آنذاك سرا من الجبهة الإسلامية القومية، مؤكدًا على اعتراضه على القرار بشدة لكن طول العهد من متخذى القرار غلبه فى النهاية.

وأشار الترابى إلى أن نائبه لم يرتب لمحاولة الاغتيال بسبب أى دوافع شخصية إنما جاءته عناصر من الجماعة الإسلامية وليسوا من الإخوان المسلمين أبلغوه برغبتهم فى التخلص من الرئيس المصرى علمًا بأن التحقيقات أثبتت تورط عناصر من الجماعة الإسلامية المصرية بقيادة مصطفى حمزة رئيس مجلس الشورى. وحول تداعيات فشل محاولة الاغتيال، أوضح زعيم الحركة الإسلامية أنه عاد إلى السودان مصريان من منفذى العملية بعدما استقلوا طائرة إثيوبيا بأسمائهما خاصة أن الـ5 الآخرين قد قتلوا"، مضيفا: "اجتمعنا للنظر فى أمرهما، وتم الاقتراح أن ننتهى منهما حتى يموت سرهم لكننى طلبت ترحيلهما إلى أفغانستان ليعلنا أنفسهما وكأنهما دخلا السودان فى غفلة من أهله"، مضيفًا الرئيس الإثيوبى حدثنى بنفسه بعد أن زج باسمى فى التحقيقات المصرية، وأوصم الأمر بى، ولكن جاء الأمريكان وأمدونى بكل المعلومات حول الواقعة".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;