كشفت وكالة الفضاء ناسا عن اقتراب وصول المركبة الفضائية جونو إلى مدار كوكب المشترى وهى النقطة الأقرب التى يمكن للمركبة الفضائية الوصول لها، بعد رحلة استمرت لأكثر من 5 سنوات ستحظى المركبة الفضائية بالفرصة للحصول على نظرة مفصلة لكوكب المشترى أكبر الكواكب فى النظام الشمسى والدوران حوله لمدة تصل إلى 18 شهرا للكشف عن أسرار هذا الكوكب الغامض والتقاط المئات من الصور التى تساعد العلماء على دراسة الكوكب، إذ تعد هذه الرحلة الأكبر والأهم لهذا العام.
رحلة جونو على المشترى
ستحتاج المركبة الفضائية جونو الوصول إلى ما يسمى بالمدار القطبى لكوكب المشترى وهو الجزء الأكثر خطورة فى مهمة جونو برمتها، فمع اقتراب جونو إلى المشترى ستتسبب الجاذبية الهائلة للكوكب فى زيادة سرعة المركبة الفضائية لتصل إلى أكثر من 150 ألف ميل فى الساعة، مما يجعل جونو واحدة من أسرع المركبات الفضائية على الإطلاق، وبعد وصولها إلى أقصى سرعة 165 ألف ميل فى الساعة وهى السرعة الكافية للطيران حول الأرض فى 9 دقائق فقط، ستطلق المركبة الفضائية محركاتها وهى المهمة الأصعب التى ستواجهها والتى يعتمد عليها نجاح المهمة.
تزن مركبة الفضاء جونو 3500 رطل وستنطلق فى الفضاء بسرعة أكثر 215 ضعف سرعة الصوت، ولإبطائها بعض الشىء ستعمل محركات لمدة 35 دقيقة على التوالى، لحرق 600 رطل من الوقود فى هذه العملية، وإذا سارت الأمور وفقا للخطة، فهذه المناورة الخطيرة ستضع جونو فى مدار كوكب المشتري، حيث ستبقى المركبة الفضائية للـ18 شهرا المقبلة، لكن إذا سارت الأمور بشكل خاطئ ستخسر ناسا المهمة التى كلفتها 1.13 مليار دولار فى الفضاء العميق دون أى فرصة للعودة مرة أخرى.
الهدف من الرحلة
إذا سارت الأمور وفقا للخطة، ستتمكن جونو من التحقق من حقول الجاذبية والمغناطيسية لكوكب المشترى، وتمييز هيكلها الداخلى ودراسة مصدر الرياح، وستحاول جونو أيضا الكشف عن المياه فى الغلاف الجوى لكوكب المشترى، والتى ربما تساعد فى تفسير كيف وصلت المياه إلى كوكب الأرض.
وستساعد أدوات التتبع والتقنيات الموجودة على متن جونو فى تحديد ما إذا كان المشترى كوكب غازيا أم لديه نواة صلبة مدفونة بداخله، بالإضافة إلى دعم العلماء بنظرة غير مسبوقة عن تفاصيل الكوكب واكتشاف بعض الأسرار عنه.