فى كل حسبة يجريها الفرد منا لا بد أن يكون حاصل جمع 1+1 يساوى 2 لكى تكون الحسبة مضبوطة، لكن أسعار كعك العيد هذا العام أثبتت أن لكل قاعدة شواذ، فرغم أن كل قواعد المنطق والحساب تقول إنه لحساب سعر بيع المنتج الذى تقدمه للجمهور لابد أن تحسب مدخلات الإنتاج وتضيف إليه هامش الربح الذى يضمن لك ربحا معقولا يغطى نفقاتك، فإن المصريين فوجئوا بعدد من معارض منتجات كعك العيد تقدم منتجاتها بأسعار مبالغ فيها.
لا يخفى على أى ربة منزل مكونات المنتج الذى تقدمه هذه المعارض، لأن معظمهن داومن على عمل كعك العيد فى بيوتهن أعواما مديدة، الأمر الذى جعل الصدمة من الأسعار المبالغ فيها مضاعفة، خاصة فى ظل تأكيد الدولة، متمثلة فى وزارة التموين، على أن أسعار مدخلات الكعك لم تشهد ارتفاعا بل إن بعض تلك المدخلات وعلى رأسها البيض شهد انخفاضا ملحوظا فى الأسعار.
رغم ازدياد الطلب على بعض السلع لتلبية احتياجات السوق، مثل الدقيق والبيض والسكر والسمن، إلا أن أسعار هذه المنتجات لم تشهد أى تحركات، وفق ما قاله يحيى كاسب، عضو اتحاد الغرف التجارية فى تصريحات سابقة لـ "انفراد"، حيث أكد أن الأسعار لم تتحرك منذ بداية شهر رمضان، سواء للزيت أو السمن، لافتاً إلى أن سعر السكر هو الذى شهد تحركاً بسيطاً يصل إلى 50 قرشاً فى كل كيلو، مشددا على أن هذا الارتفاع الطفيف لا يؤثر على أسعار المنتجات والسلع التى يدخل فى تصنيعها مثل الكعك أو مستلزمات العيد.
ومن جانبه، قال صلاح العبد، رئيس شعبة الحلويات فى الغرفة التجارية، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد" إن أسعار الحلويات الشرقية لم تشهد تحركاً كبيراً هذا العام، حتى مع حدوث ارتفاعات بسيطة لأسعار بعض الخامات التى تدخل فى عملية التصنيع، موضحا أن الأسعار تبدأ من 45 جنيها لكيلو الكعك.
وتأكيدا على أن بعض مدخلات انتاج كعك العيد شهدت انخفاضا ملحوظا، قال الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إنه رغم تنامى الطلب على بعض السلع، وعلى رأسها البيض، إلا أن سعر كرتونة البيض تراجع 5 جنيهات، على عكس المتوقع.
ارتفاع أسعار كعك العيد قلل من فرحة الكثير بقدوم عيد الفطر، خاصة وأن ارتفاع أسعار أشياء أخرى من مستلزمات العيد وعلى رأسها الملابس جعل صدمة المواطن اكبر، فضلا عن ازمة عدم ثقة لدى المواطن، ففى الوقت الذى أكد فيه مسئولون منهم المهندس أسامة رسمى مدير عام التسويق بقطاع الإنتاج بوزارة الزراعة، فى تصريحات لـ"انفراد" طرح الوزارة كعك العيد والبسكويت والغريبة، بأسعار تبدأ من 55 جنيها، والبسكويت 40 جنيها، تجد أن أحد المعارض الشهيرة يقدم علبة كعك العيد يصفها بالكبيرة الفاخرة بـ1500 جنيه، فضلا عن تقديم كيلو البيتي فور بـ 120 جنيها.
أما عن البسكويت الذى يعد أقل منتجات الكعك تكلفة، وفق أسعار مدخلاته من دقيق وبيض وفانيليا وغيرها من المدخلات فإن بعض المعارض يقدم البسكويت الأبيض والبسكويت بالشيكولاتة بـ110 جنيهات.
لايمكن هنا رغم كون كعك العيد يأتى مرة فى السنة، وكونه ليس من الأشياء الضرورية فى حياة المصريين أن نطالب الشعب المصرى بتطبيق مبدأ "إذا غلا على شيء تركته" لأنه إن كان كعك العيد ليس ضرورة حياتية، فإن شعور المواطن بفرحة العيد ضرورة حياتيه.
رغم تقديم الدولة مشكورة كعك العيد للمواطن بأسعار مدعمة إلا أنه لا يكفى الجميع، فضلا عن أنه لا بد من وقف استفزاز المعارض الخاصة للمواطن الذى أصابه الاحباط، ولا بد من تدخل جهاز حماية المستهلك ليؤدى دوره ويسأل المعارض عن أسباب مبالغتها فى تقديم منتجاتها للمواطن.