زكى القاضى يكتب: القمة العربية الأمريكية تأتى لأول مرة بنتائج إيجابية لصالح العرب.. إدارة بايدن تسعى لتوفيق أوضاعها بالمنطقة.. وتقارب السيسي وبن زايد وبن سلمان أساس تحرك الملفات.. ومكافحة الإرهاب ملف

المرحلة الحالية الأكثر جذبا لتوافق عربى عربى حول تنسيق التحركات و التفاعل مع التطورات الإقليمية والدولية.. مستوى التقارب بين زعماء ورؤساء الدول العربية الحاليين الأفضل من أى مرحلة سابقة.. ملف الطاقة هو الوسيلة المباشرة لتحقيق العرب أهدافهم الدولية.. قمة المناخ المقبلة فى مصر حلقة جديدة فى تضافر عربى عربى لدعم قضايا المنطقة.. حجم الزيارات المتبادلة قبل القمة تنبؤ بحجم النتائج الإيجابية لصالح الدول العربية تبدو النتائج المترتبة على القمة الخليجية الأمريكية فى غاية الأهمية على الوضع العالمى، سواء كان ذلك متعلق بالظروف الاقتصادية وما يرتبط بها فى عملية انتاج النفط، والذى يؤثر على معظم دول العالم حاليا فى ظل التراجع الروسى فى عملية الإنتاج، وما تبع ذلك من تأثير كبير على الوضع العالمى وفى قلبه الدول العربية غير المنتجة للبترول، أيضا تعتبر القمة نقلة كبيرة نحو ملف العلاقات العربية الأمريكية فى الإدارة الجديدة المتمثلة فى الرئيس بايدن، والذى أكد فى مناسبات عدة على مدار شهور بأن المنطقة ليست من أولوياته. قمة الخليج.. طريق جديد فى العلاقات العربية الأمريكية وتمثل القمة الخليجية الأمريكية مسارا مهما فى مسار العلاقات العربية الأمريكية عموما، فى ظل الزخم الكبير الذى سبق انعقاد القمة، متمثلا فى حجم اللقاءات العربية الثنائية على مستوى رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية، وهو ما يفسر حضور الرئيس السيسى والملك عبد الله الثانى ورئيس الوزراء العراقى للقمة، وهو ما يؤكد الدور الذى يرغب فيه العرب متوافقين حول رؤيتهم فى التعامل مع الوافد الأمريكى، والذى تشير التقديرات إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية هى التى عجلت بزيارته للمنطقة العربية، فى ظل تصريحات و أفكار ذكرها قبل توليه وبعد ذلك فى ملف التعامل مع الدول العربية باعتبار المنطقة ليست من أولوياته حاليا، غير أن الظرف غير التقليدى الناتج عن الحرب الأوكرانية عجل من تلك القمة و ظروف انعقادها. الإدارة الأمريكية تسعى لتوفيق أوضاعها فى المنطقة وربما تكون المنطقة محملة بكثير من التداخلات والتعقيدات التى لا تدعم صناعة رؤى مشتركة واضحة المعالم حول عدد من الملفات، لكن الواقع الجديد يؤكد أن حجم التطور فى مستوى التفاهم بين الزعماء والرؤساء الحاليين وصل لأكثر الأشكال توافقا، ساعد فى ذلك تبادل الزيارات والتعاملات الثنائية مما ساهم فى صناعة رؤية عربية متقاربة حول العديد من الملفات وأهمها بطبيعة الحال التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، والتى تسعى حاليا لتوفيق أوضاعها فى المنطقة العربية بحثا عن موارد جديدة للدعم وكذلك موارد إضافية للطاقة، وهى الملفات الأكثر الحاحا على الساحة حاليا، ما يمهد بشكل أساسى لنتائج عربية خالصة فى المقام الأول تنتج عن القمة، وربما تغير فى مسار الأقطاب المتعددة والتى تتنازع على قيادة العالم حاليا، وهو ما يؤكده تصريحات الرئيس الأمريكى فى القمة بأن وقت الحروب فى المنطقة انتهى، وهو ما يدعمه فكرة تحديد الأعداء الرئيسيين من وجهة نظره فى روسيا والصين وإيران. الرئيس الأمريكى يغير سياساته فى التعامل مع المنطقة أيضا من بين الأمور الشائكة فى ملف العلاقات العربية الأمريكية هو ما ترتب على الأزمات المحلية والتى كان الحليف الأمريكى داعما لها بشكل أو بآخر، بل ووصل الأمر للتعرض لكثير من الأوضاع الداخلية للدول فى خطابات الرئيس الأمريكى الجديد، وهو الأمر الذى جعل العلاقة تشهد مراحل توتر كبيرة بين الجانبين، ولم يساعد فى حل تلك الإشكالية سوى ما حدث من توابع فى أزمة الطاقة عالميا والمرتبط بالحرب الروسية الأوكرانية، كما تصاعدت أسهم الصين فى المنطقة، وهى الدوافع التى جعلت بايدن يصرح خلال زيارته للمنطقة بأن الولايات المتحدة لن تتركها لروسيا والصين. تقارب السيسى وبن زايد وبن سلمان أساس للتحرك فى الملفات من النتائج ذات الفائدة الكبيرة والتى تبشر بالمستوى فى صناعة تلك الرؤية العربية المتقاربة، هو التقارب الواضح والأساسى بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والشيخ محمد بن زايد و الأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى الملك الأردنى عبد الله الثانى، وتلك المقاربات فى جوهرها بين الزعماء والرؤساء تمهد لشكلا عربيا يتوافق حول القضايا الكبرى، وهو أمر نتائجه عظيمة خاصة فى التعامل مع ملفات مثل الطاقة و شكل العلاقات الخارجية للدول العربية، مما يعنى أن فكرة استنزاف الموارد أو استغلال الأوضاع الداخلية فى الدول العربية، لن تكون وسيلة لأى من الأطراف الخارجية لاستغلالها، بل ستكون للعرب كلمتهم فى دعم أطراف على حساب أطراف، بما يتوافق مع مصلحة المنطقة والإقليم عموما، ولو زاد حجم الثقة فيما بينهم لكان النجاح أكبر وأكبر مما يتوقعون، فى ظل وجود أطراف متصارعة على الضعف لا على القوة، وهى المرحلة الأكثر جذبا لفكرة التقارب العربى لأول مرة منذ عقود، فى ظل أشكال غير تقليدية للصراع فى العصر الحديث، ووهن واضح المعالم فى كثير من الإدارات الكبرى التى تدير دولا عظمى عالمية. المناخ.. وسيلة لتضافر عربى لدعم دول المنطقة أيضا من الملفات والتوجهات ذات البعد العالمى، هو قمة المناخ المقبلة فى مدينة شرم الشيخ، والتى تنطلق فى نوفمبر المقبل، والتى تعتبر إحدى الأدوات العربية للتضافر، ووسيلة كبيرة لتقديم وجهة النظر المصرية والعربية فى حل قضايا المنطقة المتعلقة بالمناخ، خاصة فى ظل التغيرات الكبيرة والصراعات الدولية، والتى يغيب فيها دعم وتمويل الدول الفقيرة والمتضررة من التغيرات المناخية الكبيرة، ولذلك فتضافر العرب فى خروج قمة المناخ بشكل يليق بحجم المنطقة، هو الوسيلة الأفضل فى صناعة توافق عربى إقليمى يخدم قضايا المنطقة، ومن ذلك يمكن التعويل على فكرة دعم الدول الفقيرة فى المنطقة، والتى ترغب فى تعديل كثير من أنشطتها الداخلية بهدف التوافق مع التغيرات المناخية. مكافحة الإرهاب.. ملف مهم للدولة المصرية كذلك يمكن اعتبار القضية المحورية الرئيسية فى المنطقة العربية والتى تهدد عددا من دولها بشكل رئيسى، هو قضية الإرهاب واستهداف مؤسسات الدولة الوطنية، وباعتبار أن عددا من الدول العربية قد سقطت وتفشى فيها الإرهاب والميليشيات المسلحة، وهو الأمر المدعوم من أطراف خارجية تستهدف تحقيق مصالحها عبر اسقاط الدول والسيطرة على مواردها الغنية، لذلك كان ملف الدولة المصرية منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو دعم الجيوش الوطنية وبناء المؤسسات، والاعتماد فى التعامل مع المؤسسات الرسمية والتى يمكن التعويل عليها فى عمليات التفاهم وإقامة وإعادة انشاء الدول التى سقطت بفعل أطراف دولية معروفة فى توجيهاتها وفى عمليات التمويل التى قامت بها.






الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;