قالت صحيفة ذا هيل الأمريكية إن تزايد الدعم للعنف السياسى فى الولايات المتحدة أصبح يثير القلق فى ظل مشهد سياسى متغير يشهد بروز الشخصيات التي تبرر استخدام العنف.
وأشارت الصحيفة إلى محاولة إطلاق النار التى تعرض لها قاضى المحكمة العليا الأمريكية بريت كافانو الشهر الماضى، حيث قال المشتبه به بعد القبض عليه إنه كان غاضبا من تسريب رأى المحكمة العليا الأمريكية الخاصة بإلغاء الإجهاض وإطلاق النار على مدرسة ابتدائية فى تكساس أدى إلى مقتل 19 طفلا ومعلمتين.
ووفقا لوثائق المحكمة، فإن المشتبه به كان يعتقد أن كافانو كان سيصوت لتوسيع قوانين الأسلحة، وقال إن قتل القاضي قبل أن يوجه السلاح لنفسه كان سيعطى معنى لحياته.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن هذا الحادث المروع كان من بين سلسلة من التهديدات العنيفة التي استهدفت فى الآونة الأخيرة شخصيات سياسية، وتأتى فى ظل مشهد متغير حيث أصبح هناك مساحة أكبر بشكل لافت للشخصيات الحزبية التي تعتقد أن العنف أحيانا مبرر لتحقيق غايات سياسية.
ويقول روبرت بايب، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة شيكاغو، إن فكرة أن العنف مشروع لأهداف سياسية قد انتقلت إلى التيار السائد. ورغم أن هؤلاء لا يزالون يمثلون أقلية، لكن لو أن هناك 10% أو 15% فى المجتمع يؤمنون أن العنف مقبول فى بعض القضايا السياسية، فإن هذا يشجع على مزيد من العنف فى هذه القضايا.
وتقول ذا هيل إن مجموعة التهديدات العنيفة الأخيرة ضد المشرعين الأمريكيين قد أثارت مخاوف جديدة بشأن سلامة الشخصيات السياسية، لاسيما بعد اغتيال رئس الوزراء اليابانى السابق شينزو أبى، والذى بين خطورة بيئة التهديدات المتزايدة، وبعد أن ذكرت أحداث اقتحام الكونجرس الأمريكيين بأن الولايات المتحدة ليست بعيدة عن هذا النوع من العنف السياسى الذى يعتبر شائع نسبيا فى مناطق أخرى بالعالم.
ومن بين الحوادث البارزة التي شهدت استخداما للعنف لأهداف سياسية، اعتقال رجل هدد بقتل النائبة براميلا جايابال، التي تقود تكتل التقدميين فى الكونجرس. ووفقا لسلطات إنفاذ القانون، فإن الضباط اكتشفوا المشتبه به فى الشارع خارج منزل النائبة فى سياتل ليل يوم التاسع من يوليو يقم ويديه فى الهواء ويضع المسدس حول خصره.
لكن تم الإفراج عن المشتبه به بعدما لم تستطع الشرطة أن تثبت بدقة أنه قام بالتهديدات، وفقا لصحيفة سياتل تايمز.
وفى وقت سابق هذا الشهر، نشر النائب أدم كينزنجر، أحد الجمهوريين فى لجنة السادس من يناير المعنية بالتحقيق فى احداث اقتحام الكونجرس، خطابات ورسائل صوتية تحمل تهديدات موجهة له. وجاء فى أحداها: أتمنى ان تموت بشكل طبيعى فى أسرع وقت ممكن. وجاء فى أخرى: سأتى للاحتجاج أمام منزلك فى عطلة نهاية الأسبوع نعلم من هم عائلتك وسننال منك. ومن زوجتك وأطفالك".
ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة شيكاغو إن التهديد المتزايد بالعنف الذى رصده هو وزملائه فى دراسة عن الأمن والتهديدات لم تقتصر على اليسار السياسى أو اليمين السياسى، فهناك نماذج لإطلاق النار من قبل شخص عنصرى أبيض على متجر للبقالة يتردد عليه السود.
بل إن القضية تضم العديد من العوامل منها مدى تقلب الفرد وفرصة إلحاق الأذى ودرعة دعم المجتمع لأعمال العنف المستوحاة من السياسة.
ويقول بايب إنه على الرغم من أنه من الصعب تحديد متى بدأ التعاطف مع العنف السياسى وتفشيه فى الاتجاهات السياسية الأساسية، إلا أن هناك بالتأكيد مشاعر مجتمعية تدعم العنف اليوم.