أبطال من ذوى الاحتياجات فى الأقصر.. مصطفى ومحمود شقيقان مصابان بالقدم الزجاجية تحديا الظروف وأسسا شركة لمساعدة والدهما.. ومصطفى الناظر شاب تعرض لحادث منذ سنوات وبدأ رحلة كفاح لدعم ذوى الاحتياجات الخاص

قصص أبطال ذوى الاحتياجات الخاصة فى محافظة الأقصر وجميع أنحاء مصر لا تنتهى، فلدينا اثنان من الأشقاء الأكبر مصطفى ناصر شيبه 19 سنة، والأصغر محمود ناصر 16 سنة، ولدا داخل قرية العشى التابعة لمدينة الزينية شمال الأقصر، وهما مصابان بالقدم الزجاجية وتعيش أسرتهما حياة خاصة ومختلفة من نوعها تحتاج لخدم كبيرة وفحوصات طبية وعمليات جراحية بصورة دورية، وقررا خلال العامين الماضيين أن يقدما الدعم لوالدهم الذى يعمل بمجال الزراعة ويحتاج لمصاريف كثيرة لظروف ابنيه من أصحاب الهمم، ودخلا فى التجارة الإلكترونية وأسسا شركة إلكترونية لمساعدة الأب والأسرة فى مصاريف علاجهما المكلفة للغاية شهرياً. فى هذا الصدد التقى "تليفزيون انفراد" مع الشاب مصطفى ناصر شيبه البالغ من العمر 19 سنة، وشقيقه محمود ناصر 16 سنة، والمصابان بنفس المرض وهو "القدم الزجاجية" داخل منزليهما والذى قام الوالد الحاج ناصر شيبه بتجهيزه ليكون مناسب لحركتيهما بالكراسى المتحركة، ويقوم بتوفير الدعم اللازم لهما فى كافة ما يحتاجونه فى حياتهما اليومية خلال المذاكرة والدراسة والعمل على الإنترنت. ويقول مصطفى شيبه الشقيق الأكبر وصاحب فكرة شركة التجارة الإلكترونية، أنه وشقيقه محمود أجبرتهم الظروف على البقاء فى المنزل لفترات طويلة، ورزقهما الله بوالد يريدهما أن يعيشان حياة طبيعية تماماً، فقام ببيع قطعة أرض لديه واشترى سيارة جهزها لخدمتهم لكى يتحرك بهما فى كافة أرجاء المحافظة للمشاركة فى الفعاليات الخيرية والمؤتمرات واللقاءات وحفلات التكريم لهما على مدار السنوات الماضية، كما أن والدتهما تعمل معهما فى المنزل بصورة كبيرة بجانب الرعاية فقد شاركت فى شراء جهاز كمبيوتر لهما لكى يستمتعان بالوقت فى المنزل بجانب التلفاز، موضحاً أنه قرر استغلال تواجده على السوشيال ميديا والإنترنت أن يطلق صفحة إلكترونية على فيس بوك لإدارة الصفحات لأصدقائه وأحبته بمقابل زهيد لكى يشارك مع والده ووالدته فى توفير مصاريف العلاج والعمليات. يضيف مصطفى شيبه لـ"انفراد"، أن والده قام أيضاً خلال السنوات الماضية بتجهيز منزلهما فى المداخل والمخارج للغرف لتكون مناسبة لتحركهما بالكراسى الكهربائية التى حصلا عليها من مؤسسة خيرية بعد لقاء سابق مع انفراد وقت فوزه بالمركز الأول على الجمهورية عقب اختراعه آلة مميزة تشبه السلم الكهربائى لخدمة حصاد قصب السكر وتوفير الأموال والعمالة والوقت لدعم والده خلال فترة الحصاد التى تبدأ فى فصل الشتاء من كل عام، وقرر أن يساعده بالطريقة التى يستطيع عملها وهى أن يستغل ساعات وجوده على فيس بوك وبدأ فى إدارة صفحات أصدقاؤه بمقابل بسيط لكى يساعد أسرته فى توفير مصاريف من علاجه وشقيقه التى تكلف الأب كثيراً بصورة شهرية. فيما قال محمود ناصر، أنه وشقيقه مصطفى بعد فترة من إدارة صفحات أصدقائهم على فيس بوك، أطلقا أول شركة إلكترونية يقومون من خلالها بمساعدة أصدقائهم وأصحاب الشركات والمؤسسات وغيرها بقدر خبرتهما وتعلمهما التسويق الإلكترونى والبرمجة وغيرها من الأدوات التى تساعدهم فى كسب الرزق من الإنترنت، لمساعدة أسرتهم فى مصاريف العمليات التى تجرى لهم والعلاج وغيرها فى المنزل، موضحاً أنهما عرضا الفكرة على الأب وأعجب بها وقرر مساعدتهم بمبلغ بسيط فى البداية حتى أصبحت لديهم شركة جيدة توفر لهم مصاريفهم الخاصة وثمن باقة الإنترنت الشهرية ومعدات مثل كاميرات تصوير وجهاز لاب توب لإدارة أعمالهم من أموالهم الخاصة. وكان قد كرم نائب محافظ الأقصر، الطفل الأقصرى "مصطفى ناصر شيبه"، 19 سنة، ابن قرية العشى بمدينة الزينية، ويعيش معاناة جسدية أخرج عقله للنور فكرة بسيطة عظيمة ساعدته فى الوصول للمركز الأول على مستوى الجمهورية بالمرحلة الإعدادية فى مسابقة "المخترع الصغير" التى نظمتها وزارة التربية والتعليم، والذى واجه وتحدى الظروف ليصل لتلك المرحلة الهامة فى حياته من الصغر باختراع آلة مميزة تشبه السلم الكهربائى لخدمة حصاد قصب السكر وتوفير الأموال والعمالة والوقت خلال فترة الحصاد التى تبدأ بنهاية الشهر الجارى من كل عام. أما القصة الثانية من أبطال ذوى الهمم بالأقصر، فهى قصة شاب يخرج يومياً من منزله مرتدياً الجلباب الصعيدى الشهير، ويسير بصعوبة نحو دراجته البخارية المؤهلة لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك لإصابته فى حادث منذ عدة سنوات مضت أدت إلى وجود شلل وعجز فى إحدى قدميه وذراعه، رافعاً شعاره اليومى "سعى لخدمة الجميع"، هو الشاب الأقصرى مصطفى يونس الناظر نائب رئيس اتحاد معاقين الأقصر، الذى تعرض لإصابة منذ عدة سنوات مضت أدى لإصابته بشلل فى الجانب الأيسر من جسده ليعيش معاناة وحياة ذوى الاحتياجات الخاصة ويبدأ رحلة الدفاع عن حقوقهم. "تليفزيون انفراد" التقى مع الشاب الأقصرى مصطفى يونس حماد الشهير بـ"مصطفى الناظر"، والذى يعتبر المدافع الأول عن كافة مطالب وحقوق ذوى الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم فى محافظة الأقصر خلال السنوات الماضية، وعضو مجلس إدارة نادى الإرادة والتحدى لذوى الاحتياجات الخاصة الأول فى الأقصر، حيث أكد أن الحادث الذى تعرض له منذ عدة سنوات كان نقطة تحول كبيرة فى حياته ليبدأ رحلة مختلفة تماماً، بالدخول وسط أصحاب الهمم بالمحافظة ويقوم بالعمل على توفير المساعدات اللازمة لهم من شتى الأرجاء، كما يشارك فى الجلسات واللقاءات فى مديرية التضامن الإجتماعى وديوان محافظة الأقصر وفى المواقع التنفيذية المختلفة، وذلك لكى يستطيع برفقة فريق من ذوى الاحتياجات جلب كافة متطلبات أبناء الأقصر والصعيد من ذوى الاحتياجات. ويضيف مصطفى الناظر لـ"انفراد"، أنه عانى كثيراً خلال رحلة العلاج من حادث تعرض له، وظل يجرى عمليات جراحية فى الأقصر وأسيوط والقاهرة ولكن الظروف أدت لأن يكمل حياته بإصابته التى أدخلته ضمن أصحاب الهمم بالأقصر، وبدأ فى البحث عن حقوقه فى العمل وتوفير احتياجاته وفوجئ بأن ذوى الاحتياجات فى الأقصر والصعيد يحتاجون الكثير والكثير، فقرر عمل مجموعة وفريق عمل بين أصحاب الهمم الذين تعرف عليهم وقتها، وأصبحوا يتحركون فى كل صوب وحدب للدفاع عن حقوق ذوى الاحتياجات فى الأقصر، وبالفعل نجح برفقة مجموعة من المخلصين من أهل الخير فى جلب كافة الاحتياجات اللازمة لأصحاب الهمم من كراسى متحركة وعكازات وتوفير كافة متطلباتهم بالتنظيم والتعاون والتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى ومحافظة الأقصر. ويؤكد مصطفى الناظر أنه مؤخراً وبعد مطالبات من ممثلى ذوى الإعاقة بالأقصر، وتوصيات المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، بسرعة حل المشاكل المتعلقة باستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة، تم عقد لقاء بحضور كل وكيل وزارة التضامن الاجتماعى بالأقصر وإدارة التأهيل بالأقصر، والدكتور أحمد حمزة مدير القومسيون بالمحافظة، تم خلاله مناقشة كل الأمور المتعلقة بمشاكل موقع بطاقة الخدمات المتكاملة، ومشاكل الحصول على تقارير طبية ونقص الأجهزة ومشكلة مكتب تأهيل مدينة إسنا وبالفعل تم حل كافة المشكلات لذوى الاحتياجات، كما نجح فريق الاتحاد فى الحصول على موافقات المسئولين لتوفير مترجم إشارة بكل مكتب تأهيل بمدن المحافظة، وذلك خلال إنهاء أوراق الصم وضعاف السمع، للحصول على بطاقة الخدمات المتكاملة للأشخاص من ذوى الإعاقة، وذلك بعد قرار الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي.