كانت الساعة الثانية ظهرا فى 18 يوليو، مثل هذا اليوم، 1970 حين أغارت طائرات العدو الإسرائيلى على القطاع الأوسط للقناة، لكن وسائل الدفاع الجوى أصابتها بقذائف، فانفجرت طائرة فانتوم فى الجو، وتناثر حطامها بين الخطوط الجوية المصرية على منطقة واسعة، حسبما تؤكد «الأهرام، 19 يوليو 1970».
كانت هذه «الفانتوم»، هى السابعة من هذا النوع الذى سقط بوسائل دفاعنا الجوى خلال 19 يوما، وتحديدا منذ 30 يونيو 1970، بخلاف طائرات أخرى «سكاى هوك»، وكانت «الفانتوم» هى الأحدث أمريكيا، وأمدت أمريكا بها إسرائيل، وفقا لتقرير «الأهرام» بالصفحة الأولى عن سقوط الطائرة السابعة، وتنقل «الأهرام» بيان المتحدث العسكرى المصرى عن هذه العملية وجاء فيه: «أسقطت وسائل دفاعنا الجوى بعد ظهر أمس طائرة معادية من طراز فانتوم عندما أغارت مجموعة من طائرات العدو على بعض مواقعنا فى القطاع الأوسط من القناة فى حوالى الساعة الثانية بعد الظهر، وقال المتحدث إن وسائل دفاعنا الجوى تصدت لها، وأصابت إحداها من طراز فانتوم الأمريكية، فانفجرت فى الجو وتناثر حطامها فى منطقة واسعة، وأكد المتحدث أنه لم تحدث خسائر فى جانبنا فى الأفراد أوالمعدات».
تنقل «الأهرام» عن وكالات الأنباء من تل أبيب، أن القيادة العليا للقوات المسلحة الإسرائيلية أعلنت فى بيان أن سلاح الطيران الإسرائيلى خسر على الجبهة المصرية طائرة أخرى، عندما أسقطت له طائرة جديدة أثناء غارة جوية إسرائيلية على قواعد الصواريخ أرض - جو، على الضفة الغربية للقناة، وأن الطائرة أصيبت بقذيفة مباشرة فوق القطاع الأوسط للجبهة، وتركها قائداها وشوهدا وهما يقفزان بالمظلات فوق الخطوط المصرية»، تضيف «الأهرام» نقلا عن وكالة «رويتر» أن القيادة الإسرائيلية لم تحدد كذلك هل أصيبت الطائرة بواسطة الطائرات الاعتراضية المصرية، أم بالمدفعية المضادة أم بالصواريخ التى نجح المصريون فى إقامة شبكة منها فى غرب القناة، تذكر «الأهرام»، أن «برنارد أدينجر» مراسل «رويترز» فى تل أبيب، عقَّب على إسقاط الطائرة الجديدة، فقال، إن خسارة أربع من هذه الطائرات الحديثة «العدد التى تعترف به إسرائيل» التى تحمل أجهزة بالغة التعقيد فى فترة وجيزة لاتتعدى 19 يوما تعتبر أكبر خسارة أصيبت بها إسرائيل منذ معارك يونيو 1967، وبالإضافة إلى خسارة هذا العدد من الطائرات يصبح عدد الأسرى من الجنود والضباط الإسرائيليين فى مصر 12 بينهم 8 من سلاح الطيران.
كان تساقط الطائرات الإسرائيلية يتواصل منذ 30 يونيو 1970 خلال بطولات حرب الاستنزاف العظيمة لجيشنا المصرى ضد إسرائيل، ويذكر الفريق أول محمد فوزى وزير الحربية وقتئذ فى مذكراته «حرب الثلاث سنوات 1967 - 1970»، أنه فى أواخر يونيو وطوال يوليو 1970 كان قمة الصراع بين قواتنا من الدفاع الجوى وسلاح الجو الإسرائيلي..يضيف: «فى 30 يونيو 1970 تمكنت صواريخ التجميع الرئيسى من تدمير 8 طائرات قاذفة مقاتلة سكاى هوك وفانتوم غرب القناة، وأسرت قواتنا 5 طيارين أحياء، وتوالى تدمير طائرات العدو، ففى 2 يوليو 1970 دمرت الصواريخ طائرتين، وفى 3 يوليو 1970 دمرت 3 طائرات، وفى 6 يوليو 1970 دمرت طائرتين، وبدأت ردود الفعل الناجمة عن تآكل طائرات القوات الجوية الإسرائيلية بواسطة الصواريخ سام» السوفيتية» تظهر فى أمريكا والوطن العربى، وارتفعت معنويات القوات المسلحة المصرية، وتزايد الأمل فى العبور وتحرير سيناء»
يذكر المشير محمد عبدالغنى الجمسى، وزير الحربية «ديسمبر 1974 إلى أكتوبر 1978» فى مذكراته «حرب أكتوبر 1973»، أن تساقط الطائرات الإسرائيلية، أدى إلى أن يبدأ الحديث فى إسرائيل عن تآكل السلاح الجوى الإسرائيلي، وارتفعت الروح المعنوية لقواتنا المسلحة للنتائج التى حققتها قوات الدفاع الجوى بنجاح.. يضيف: «فى الجانب الإسرائيلى، صرخت جولدا مائير فى حيرة وهى تقول: «إن كتائب الصواريخ المصرية كعش الغراب، كلما دمرنا إحداها نبتت أخرى بدلا منها، إن المصريين زرعوا كل الأرض غرب القناة بالصواريخ، والله وحده يعلم أين سيجد المصريون مكانا لزراعة أعداد أخرى بالمنطقة».
تأكيد «فوزى»، و«الجمسى» على ارتفاع المعنويات، وتزايد الأمل فى العبور وتحرير سيناء، تطابق مع تصريح للجنرال «حاييم بارليف» رئيس الأركان الإسرائيلى ذكرته الأهرام، 18 يوليو 1970 من حوار له لجريدة «الجمين داجبلاد» الهولندية، قال فيه، إنه يتوقع أن يقوم المصريون فى وقت قريب بعبور قناة السويس على نطاق واسع، وأن إسرائيل تحاول بغاراتها المكثفة على جبهة القناة الوصول إلى قواعد الصواريخ المضادة للطائرات التى أقامتها مصر، وأنشأت بها شبكة قوية للدفاع الجوى، وتعرف إسرائيل منذ بعض الوقت أن لدى مصر صواريخ متوسطة المدى يمكن أن يطلقها رجل واحد، وهناك احتمالان يمكن أن يغيرا من الموقف العسكرى، هما، محاولة مصرية للهجوم عبر قناة السويس، أوهجوم إسرائيلى إذا لم يترك الموقف لإسرائيل خيارا آخر.