ضرب شاب فى العقد الثالث من عمره أروع الأمثلة فى الشهامة التى يشتهر بها الشباب المصرى دون غيرهم فى كافة المواقف التى يتعرضون لها، حيث شاهد أثناء ذهابه إلى عمله مسنا ملقى بجوار الطريق العام فى الصباح والجميع لم يقترب منه، وبعد إلقاء نظرة عليه وجده مصابا بغيبوبة سكر، فقرر حمله على الأعناق لمسافة كبيرة حتى وصل به إلى المستشفى وأنقذ حياته.
التقى "انفراد" باسم فؤاد ابن مدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية، والبالغ من العمر 36 سنة، وقال باسم إنه يعمل فى إحدى الشركات التابعة للمواد الغذائية بمدينة طنطا بالطريق السريع، وفى يوم الجمعة قبل الماضى وتحديدا يوم وقفة عرفات الساعة السابعة صباحا، قرر الذهاب إلى عمله ليجتمع بأصدقائه ويقدم لهم التهنئة بعيد الأضحى المبارك رغم أنه يوم عطلة رسمية لهم.
وأضاف: ذهبت الساعة السابعة صباحا وفى طريقى إلى مقر الشركة شاهدت رجل مسن ملفى بجانب الطريق يمر عليه الكثير من المواطنين ولا أحدٍ يقدم له أى مساعدة، على الفور قمت بالذهاب اليه وتحريكه وسمعت نبض جسده فعلمت أنه ما زال على قيد الحياة، فى هذا الوقت وبدون اى تفكير قمت بحمله على كتفى والذهاب مسرعا إلى المستشفى لإنقاذه والذى يبعد حوالى 10 كيلو متر عن الطريق.
وأوضح: عندما كنت أحمله وفى طريقى إلى المستشفى شاهدنى أحد المعارف وقرر مساعدتى وإيصالى بسيارته وظل متواجدا معى حتى اطمأن على صحته، وأبلغنا الأطباء بعد ذلك أنه تعرض لغيبوبة سكر لمدة طويلة وأنهم تدخلوا فى الوقت المناسب قبل أن يفارق الحياة.
وأشار إلى أنه رجع بعد الاطمئنان عليه إلى منزله، وفى اليوم التالى تفاجأ بوجود فيديوهات لإحدى كاميرات المراقبة بالطريق الذى كان يسير به وهو يحمله على كتفه، منتشرة انتشارا كبيرا بجميع صفحات التواصل الاجتماعى وسط إشادة من الجميع بهذا الموقف الطيب.
وأضاف: لم أفكر لثانية واحدة فى تركه لأن هذه ليست أخلاق الشباب المصري، موضحا أنه تفاجأ بجميع اهالى المدينة يتحدثون عنه وعن هذا الموقف الشجاع، مشيرًا إلى أن هذا العمل كان لوجه الله فقط دون معرفة اذا كانت كاميرا وثقته أم لا، وأنه ورث هذه الشهامة من والده رحمة الله عليه الذى لقى ربه وتوفى وهو ساجد داخل المسجد.
فيما قالت والدته: أنها سعيدة بهذا الموقف الشجاع الذى قام به نجلها، موضحة أنها تفاجأت بأن شقيقته ابلغتها بأن جميع صفحات التواصل الاجتماعى ينشرون فيديو يظهر به باسم يحمل رجل مسن ويجرى به لإنقاذ حياته بالطريق العام، شعرت وقتها بان الله أكرمنى فى تربيتهم حتى أصبحوا صالحين فى المجتمع، مشيرة إلى أن والدهم متوفى منذ 22 سنة وهى التى عملت طوال تلك السنوات على تربيتهم.
وأوضحت: تلقيت العديد من الاتصالات من أفراد العائلة يدعون اليه بالصحة والستر على هذا الموقف الشجاع الذى انتشر ولاقى إعجاب الالاف من المتابعين، كما تلقينا زيارات من أشخاص لا نعرفهم داخل المدينة يشكرونه على هذا العمل الطيب.