أصبحت مشاهد العنف والفوضى والدماء معتادة فى الولايات المتحدة، وتبين ذلك بشكل واضح خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضى، حيث قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن حوادث إطلاق النار والفزع قد طغى على البلاد يوم الأحد، ووقعت العديد من الحوادث التى سلطت مزيدا من الضوء على مشكلة عنف الأسلحة.
وأطلق رجل النار من بندقية وقتل المتسوقين فى ساحة الطعام بمركز تجارى فى ولاية أنديانا، بينما ا معركة بالأسلحة النارية فى منزل بمدينة هيوستن بولاية تكساس أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.
وقبل بدء حفل للفنان الكوميدى كريج روبنسون فى نورث كارولينا، فر الحاضرون بعدما رأوا رجلا يحمل سلاحا. وفى لاس فيجاس، أدى الخوف من وقوع إطلاق نار فى أحد نوادى القمار إلى تدافع وفزع بين الموجودين، وتعرض البعض للدهس، رغم أن الإنذار كان كاذبا.
إلا أن العنف المسلح فى عطلة نهاية الأسبوع الأمريكية خلف أكثر من ستة قتلى وجرحى، بينهم طفل عمره 12 عاما، وشابان عمرها 16 و18 عاما.
وذهبت الوكالة إلى القول بأن الخوف من إطلاق النار ترك مزيدا من الناس على حافة الهاوية، وكانت عمليات إطلاق النار الأخيرة، أو الذعر الذى سببته المخاوف من حدوثها، هى الأحدث فى أمريكا فى عام 2022 بعدما استهدفت خلال الأسابيع الماضية مدرسة ابتدائية وكنيسة ومتجر للبقالة وأحد مواكب الاحتفال بعيد الاستقلال، والتى أصبحت جميعها مشاهد قتل فى الأشهر الأخيرة.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت السلطات عن تقرير انتقد كل مستويات إنفاذ القانون، بما فى ذلك عجز الضباط على المستويات المحلية والفيدرالية وفى الولايات، وذلك فى تعاملهم الفوضوى مع حادث إطلاق نار على مدرسة يوفالدى فى تكساس فى مايو الماضى، والذى أدى إلى مقتل 19 طالبا ومعلمتين.
وتشهد الولايات المتحدة بشكل متكرر حوادث عنف وإطلاق نار في المدارس والحانات تسفر عن عشرات القتلى الأبرياء. ومن أشهر هذه الحوادث مقتل عشرين طفلا في ولاية كونيكتيكت عام 2012 بعدما فتح رجل النار عليهم في مدرسة.
وفي 2018 قتل طالب في مدرسة ثانوية بولاية تكساس ثمانية من زملائه وهي الحادثة التي سبقتها بعدة أشهر حادثة أخرى راح ضحيتها 17 شخصا.
وفي كل مرة تحيي هذ الحوادث الجدل المحتدم بالبلاد حول استخدام وشراء الأسلحة النارية. وكانت صحيفة واشنطن بوست قد أشارت فى تقرير لها هذا الشهر إلى أن هجمات إطلاق النار التى شهدتها الولايات المتحدة مؤخرا لفتت الانتباه إلى العدد الهائل من عمليات القتل الجماعى العامة، وقالت إن العدد المتزايد من القتلى بالأسلحة النارية فى الولايات المتحدة يتجاوز هذه الأحداث البارزة، حيث تظهر كل يوم تقريا داخل المنازل وخارج الحانات وفى شوارع العديد من المدن، وفقا للبيانات الفيدرالية.
وجاء الارتفاع فى عنف الأسلحة مع زيادة مشتريات تلك الأسلحة إلى مستويات قياسية فى عامى 2020 و2021، بأكثر من 43 مليون قطعة سلاح تم بيعها خلال تلك الفترة، وفقا لتحليل أجرته الصحيفة للبيانات الفيدرالية الخاصة بفحص خلفية مشرتى السلاح. وفى نفس الوقت، فإن معدل عنف الأسلحة فى تلك السنوات وصل إلى أعلى مستوياته منذ عام 1995، بسقوط أكثر من 45 ألف ضحية كل عام.
ويتم استخدام الأسلحة فى أغلب حوادث الانتحار، وهى مسئولة بشكل شبه تام عن الارتفاع العام فى حوادث القتل فى البلاد بين عامى 2018 و2021، وفقا لبيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية.