سيبدأ المرشحان في سباق قيادة حزب المحافظين البريطاني بعرض خططهما على أعضاء الحزب الذين سيختارون أحدهما ليخلف رئيس الوزراء المنتهية ولايته بوريس جونسون بعد ان اضطر للاستقالة من زعامة المحافظين بسبب سلسلة من الازمات.
وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، تصدر وزير المالية السابق ريشي سوناك ووزيرة الخارجية ليز تروس الاقتراع النهائي لأعضاء البرلمان يوم الأربعاء.
وقال سوناك ، الذي كتب في صحيفة ديلي تلجراف ، إنه سيقدم مجموعة من الإصلاحات جذرية مثل تلك التي نفذتها مارجريت تاتشر في الثمانينيات.
ومن ضمن خطوط الهجوم التي وضعها سوناك ضمن خطته للفوز على حساب منافسته ليز تروس التي تشغل منصب وزيرة خارجيه بريطانيا انه اتهمها بتعزيز "الاشتراكية" من خلال الوعد بتخفيضات ضريبية غير ممولة ووصف خططها المزعومة لايجاد مسار للبلاد لتخرج من ازمة التضخم بأنها "قصة خيالية".
وبالنسبة للاقتصاد وعود سوناك "بالعودة إلى القيم الاقتصادية المحافظة التقليدية" ، وهو موقف يُنظر إليه على انه إشارة للعودة إلى "اقتصاديات التقشف"، ويختلف عن تروس بشأن التخفيضات الضريبية ، قائلاً إن التصرف الآن سيزيد التضخم ويزيد الاقتراض.
وفيما يخص تغيير المناخ والبيئة، سيضع هدف قانوني جديد للمملكة المتحدة لتكون مستقلة في مجال الطاقة بحلول عام 2045 على أبعد تقدير، ملتزمًا بالحفاظ على هدف الحكومة المتمثل في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 وأكد للجناح الأخضر لحزب المحافظين أنه سيحمي البيئة.
وفي محاوله لمغازلة المحافظين المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في سباق قيادة الحزب، تعهد سوناك بتمزيق قواعد الاتحاد الأوروبي بشأن الخدمات المالية والبيانات والتجارب السريرية.
وقال المستشار السابق، إنه سيقرر خلال 100 يوم من توليه رئاسة الوزراء، التعامل مع 2400 من القوانين واللوائح المعلقة فضلا عن تعهده بتحسين وضع لندن، وأضاف: " كرئيس للوزراء ، سأذهب إلى أبعد من ذلك وأسرع في استخدام الحريات التي منحنا إياها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لخفض كتلة لوائح الاتحاد الأوروبي والبيروقراطية التي تعرقل نمونا".
وفي صحيفة ديلي ميل، وعدت وزيرة الخارجية ليز تروس بسياسة محافظة لخفض الضرائب، وتعزيز المشاريع واشارت لكونها صديقة للأعمال التجارية.
جعلت ليز تروس احد خطوط هجومها على منافسها ريشي سوناك قرار رفع الضرائب الى اعلى مستوى منذ 70 عام والتي تم اتخاذه خلال توليه وزارة المالية، وقالت: "لن يؤدي ذلك إلى زيادة النمو الاقتصادي" كما اتهمته برفع التأمين الوطني في مواجهة معارضة منها ومن آخرين في مجلس الوزراء.
وفي الاقتصاد، ستعكس ارتفاع معدل التأمين الوطني ، المصمم لتمويل الرعاية الصحية والاجتماعية، وأشارت أنها ستتعامل مع الاقتراض المتراكم خلال الوباء كدين حرب يتم شطبها على مدى فترة طويلة.
وبالنسبة للمناخ أعلنت التزامها بالحفاظ على هدف الحكومة المتمثل في الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وأقرت تروس بأنها اخطأت حينما عارضت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، قائلة "كنت مخطئة وأنا على استعداد للاعتراف بأننى كنت مخطئة.. ونحن بحاجة الآن إلى إطلاق العنان للاستثمار فى بلدنا، نحتاج إلى إلغاء قوانين الاتحاد الأوروبى من دفاتر قوانيننا وأن نجذب المزيد من الأموال إلى الأعمال التجارية".
وقالت المرشحة لرئاسة وزراء بريطانيا إنها لن ترسل قوات بريطانية إلى أوكرانيا فى حال انتخابها رئيسة للوزراء، وأضافت أن الحكومة تفعل كل ما فى وسعها لمساندة أوكرانيا فى الحرب، حيث قادت بريطانيا التحالف الدولى فى إرسال الأسلحة وفرض العقوبات، مشددة على أنها لا تؤيد التدخل المباشر للقوات البريطانية.
كما تعهدت تروس بالحصول على إنفاق دفاعي يصل إلى 3 في المائة ارتفاعا من 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي المقررة في الخطط الحالية بحلول نهاية العقد إذا أصبحت رئيسة للوزراء خلفا لبوريس جونسون، وقالت: "نحن نعيش في عالم يتزايد فيه الخطر حيث مستوى التهديد أعلى مما كان عليه قبل عقد من الزمان ، ونحن بحاجة إلى رادع أقوى لمواجهة تلك التهديدات وضمان قيادة بريطانيا على الساحة العالمية"
وأضافت: "في النهاية هذا يتطلب المزيد من الموارد. أولويتي الأولى هي الحفاظ على أمن هذا البلد ويمكن للناس أن يثقوا بي للقيام بذلك".
وتابعت: "تواجه بريطانيا والعالم الحر لحظة حاسمة. نحن بحاجة إلى رئيس وزراء قادر على القيادة دوليًا ، ويمكنه أيضًا دفع النمو الاقتصادي الذي نحتاجه هنا في الداخل. أنا المرشح الأفضل للقيام بذلك".
ظهر المرشحان النهائيين بعد أن استطاعت ليز تروس ان تحت الصدارة على حساب وزيرة التجارة بيني مورداونت التي كانت في وقت ما المرشح المفضل ، لتأمين دعم 113 نائباً من حزب المحافظين مقابل 105 نواب لمورداونت.
وتصدر المستشار السابق سوناك ، الذي كان يتقدم باستمرار بين أعضاء البرلمان ، التصويت بـ 137 صوتًا، وعلى الرغم من ذلك تشير استطلاعات الرأي إلى أنه أقل شعبية بين أعضاء حزب المحافظين الذين سيصوتون لمرشحهم المفضل الشهر المقبل.
سيبدأ المتسابقان الان في حملتهم الانتخابية في 12 موقع داخل المملكة المتحدة، ومن المقرر ان يقام التجمع الانتخابي الأول في ليدز في 28 يوليو بينما سيكون الأخير في 31 أغسطس.