"انفراد" فى المنيا لرصد حال أهالى قرية المحتجزين بليبيا.. العجائز هم سكان "السوبى" المهملة.. الشباب مهاجرون بحثا عن تكاليف الحياة.. ووحدة صحية على وشك الانهيار.. ومدرسة إعدادية على بعد 8 كم

كلما وقع حدث بالنيا هرول المسئولون من أجل التقاط الصور مع ضحاياه لإثبات تواجدهم، مع بقاء الحقيقة هى معاناة هؤلاء البسطاء باستمرار مشاكلهم دون حل حقيقى.

"انفراد" تتابع مع أهالى قرية السوبى غياب أبنائهم وحالة الفقر التى يعانون منها، يقول مجدى طه إبراهيم فلاح وأحد أهالى القرية إن المسئولين لم يدخلوا القرية إلا بعد وقوع واقعة الاحتجاز، لتصبح السوبى محطة لهم للالتقاط الصور وسؤالهم عن أهالى المحتجزين لكسب التأييد أو الاستمرار فى مناصبهم، وأضاف أن محافظ المنيا اللواء طارق نصر لم يستمر ساعة فى الجلوس معهم، والتقط مجموعة من الصور واكتفى بذلك، بالإضافة إلى رئيس مجلس مدينة سمالوط وأعضاء مجلس الشعب الذين كان حالهم من حال المحافظ مجرد التقاط صور. طريق المحيط المؤدى إلى السوبى يقول مجدى أبو عيطة مدرس إن طريق المحيط المؤدى للقرية كان قد أدى إلى مقتل 21 من أبنائنا فضلا عن المصرف الملاصق له والذى يصب أكثر من 10 آلاف لتر مكعب من مياه الصرف الصحى والزراعى والصناعى كل هذا لم يستلفت نظر المسئولين، فالقرية تعانى من غياب شبكات الصرف الصحى، ويعتمد أهلها على الطرنشات، وكان هذا سببا لإصابة عدد كبير منهم بالفشل الكلوى،كما لا يوجد أعمدة إنارة، والأعمدة الموجودة أكلتها الشمش.

هجرة الشباب والعواجز سكان القرية أما حسن محمد مزارع من أهالى القرية فيقول إن الأعمار المتواجدة بالقرية ما بين 4 سنوات إلى 16 أو 50 سنة إلى 70 سنة، فهنا لا تجد سوى العجائز فقط أو الأطفال أما الشباب فقد هجروا القرية إما فى هجرة غير شرعية أو من خلال كفيل وذلك من أجل توفير قيمة العلاج لهم ولذويهم فى عيادات الأطباء، لأن الوحدة الصحية بالقرية المهددة بالانهيار لا يوجد بها أطباء وكذلك لتعليم أبنائهم. لو كان الفقر رجل لقتلته أما أحمد شعبان موظف من سكان القرية يقول إن مقولة "لو كان الفقر رجل لقتله" هى التى تسود وتتردد على لسان الأهالى لأنه هو الحاكم والمتحكم فى مصائر الجميع، وأكد أحمد لا يوجد بالقرية أى شىء يدل على الترف فجميع المنازل قديمة ومصابة بشروخ والشوارع عبارة عن أزقة ضيقة.

المحاصيل الزراعية يقول سعيد تامر عامل من القرية إن السوبى اشتهرت بزراعه البنجر ويقطنها ما يقرب من 30 ألف نسمة ويعيش الأهالى على مخبز واحد من المفترض أن يغطى احتياجاتهم.

النساء والأطفال ينتظرون الأخبار مازالت النساء والأطفال بالقرية لم تجف دمعهم ينتظرون كل يوم أعينهم لا تغفل على أمل عودة أزواجهم أو أبائهم المحتجزين بدولة ليبيا، يسمعون كل يوم كلام من هنا وهناك لكن طال الانتظار دون جدوى.