- استقبال أسطوري للرئيس فى صربيا وزيارة تاريخية لمنزل الزعيم "تيتو".. وجامعة بلجراد تمنحه الدكتوراة الفخرية لقيادته مصر فترة عصيبة من الاضطرابات إلى مرحلة جديدة من التنمية والبناء
- الرئيس السيسى يدعو المهتمين لزيارة مصر لرؤية ما توفره من حقوق دينية وحرية المرأة و"حياة كريمة"
- برلين تشيد باستضافة أكثر من 6 ملايين من اللاجئين على أرض مصر وتمتعهم بالحقوق الأساسية بجانب المواطنين المصريين رغم ما يفرضه ذلك من أعباء ضخمة إضافية على الدولة
- الرئيس: نؤسس لشراكة قوية مع ألمانيا فى مجال الطاقة بأنواعها من خلال تصدير الغاز الطبيعى إلى برلين والاتحاد الأوروبى أو من خلال إقامة شراكة ممتدة فى إطار رؤية مصر الطموحة للتحول لمركز تميز فى إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة
- توافق مصرى- ألمانى على أهمية كسر الجمود الحالى فى مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة
تكتسب الجولة الأوروبية التى اختتمها الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم، الجمعة، بزيارة فرنسا، أهمية كبيرة، حيث شملت الجولة كل من ألمانيا، وصربيا التي يزورها رئيس مصري لأول مرة بعد أكثر من 35 عامًا.
وتأتي هذه الجولة في ظروف بالغة الخطورة علي العالم، بعد سنتين من الجائحة التي شكلت تهديدًا حقيقيًا علي الاقتصاد العالمي، وكذلك الأزمة الأوكرانية التي ما لبث العالم أن ينفض غبار الجائحة، حتي جاءت هذه الحرب لتؤثر تأثيرًا كبيرًا علي الإمداد والغذاء والطاقة وتعيد رسم خارطة مراكز القوة والضغط.
لقد جاءت هذه الجولة مباشرة، في أعقاب مشاركة الرئيس السيسى فى قمة جدة، التي عقدت بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج ومصر والأردن والعراق، وطرح الرئيس السيسى، خلال كلمته بأعمال قمة جدة للأمن والتنمية، مقاربة شاملة تتضمن خمس محاور للتحرك فى القضايا ذات الأولوية خلال المرحلة القادمة لخدمة أهدافنا المنشودة صوب منطقة أكثر استقرارًا وازدهارً
وأكد الرئيس السيسى، على أن لمصر تجارب تاريخية عديدة في المنطقة، وكانت دومًا خلالها رائدة وسباقة في الانفتاح على مختلف الشعوب والثقافات وانتهاج مسار السلام، فكان هو خيارها الاستراتيجي الذي صنعته، وفرضته، وحفظته، وحملت لواء نشر ثقافته، إيمانًا منها بقوة المنطق لا منطق القوة، وبأن العالم يتسع للجميع، وهو سلام الأقوياء القائم على الحق، والعدل، والتوازن، واحترام حقوق الآخر، وقبوله.
ووصل الرئيس السيسى- الأحد- إلى مدينة برلين الألمانية، وذلك بناءً على دعوة المستشار الألماني "أولاف شولتز" للمشاركة في فعاليات "حوار بيترسبرج للمناخ" يوم 18 يوليو الجاري، وذلك برئاسة مشتركة بين مصر وألمانيا.
ويعد "حوار بيترسبرج" أحد المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم، وذلك لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ، حيث تأتي دعوة مصر للرئاسة المشتركة لهذا المحفل المهم تقديراً للدور الحيوي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس في إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الماضية.
وشهدت زيارة برلين لقاء الرئيس مع عدد من المسئولين الألمان، وعلى رأسهم المستشار الألماني "أولاف شولتز"، حيث تم سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، في إطار حرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشدد الرئيس السيسي، فى كلمته بحوار بيترسبرج للمناخ، على ضرورة بذل كافة الجهود الممكنة لدعم دولنا الأفريقية وتمكينها من الاستفادة من ثرواتها الطبيعية وتحقيق التنمية الاقتصادية المتسقة مع جهود مواجهة تغير المناخ والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار الظروف الوطنية الاقتصادية والتنموية لكل دولة، لاسيما وأن دول القارة قطعت بالفعل خطوات واسعة في هذ الاتجاه بفضل ما تمتلكه من مساحات واسعة من الغابات والقدرات لتوليد الطاقة من الشمس والرياح، فضلاً عن إمكانيات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مع الأخذ في الاعتبار أن مفهوم الانتقال العادل يتعين التعامل معه من منظور شامل لا يقتصر على قطاع الطاقة فحسب، بل يمتد كذلك لمختلف القطاعات كالزراعة والصناعة والنقل وغيرها.
وقال إن مصر سارعت منذ وقت مبكر باتخاذ خطوات فعالة في سبيل التحول إلى نموذج تنموي مستدام يتسق مع جهود الحفاظ على البيئة ومواجهة تغير المناخ، ليس فقط إيماناً منها بحق أبنائها وأجيالها القادمة في مستقبل أفضل، وإنما أيضاً لوعيها بما يمثله التحول الأخضر من فرصة واعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية في العديد من القطاعات الحيوية؛ فعلى سبيل المثال، تقوم مصر بخطوات جادة لرفع نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، وتعكف في الوقت الراهن على إعداد استراتيجية شاملة للهيدروجين، وتسعى إلى تنفيذ خطط طموحة للربط الكهربائي مع دول المنطقة على نحو يجعل من مصر مركزاً للطاقة المتجددة في منطقتها، فضلاً عن الجهود المستمرة لرفع كفاءة استخدام الطاقة وخفض انبعاثات الكربون والميثان في قطاع البترول والغاز.
وشهد المؤتمر الصحفى للرئيس السيسى والمستشار الألمانى "شولتس" العديد من الرسائل التي بعث بها الرئيس السيسى فى مختلف الملفات المطروحة علي الساحة، وفي القلب منها ملف سد النهضة، حيث أكد الرئيس على أنه لا تفريط فى الأمن المائى لمصر، فى حين اتفق الزعيمان على أهمية كسر الجمود الحالى فى مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل السد.
وتلقى الرئيس السيسي، سؤلا من صحفى ألمانى، يتعلق بحقوق الإنسان في مصر، وأجاب عليه في حضور المستشار الألماني أولاف شولتس، قائلا: "موضوع حقوق الإنسان في مصر مهم جدا، ودائما يتم طرح مثل هذا السؤال فى مثل هذه المؤتمرات، والحقيقة هذه المرة أريد أن أرد عليه بشكل مختلف".
وأضاف الرئيس السيسي للصحفي الألماني: "اسمح لى أن أدعوك وأدعو معك كل من يهتم بهذا الأمر، يجي يزورنا في مصر، وإحنا هنتيح له فرصة أن يلتقى بالجميع ويتحدث معهم، وأتصور أن ما يراه سينقله هنا للرأي العام في ألمانيا، لأن أنا شهادتي في هذا الأمر هتبقى مجروحة زي ما بيقولوا عندنا في بلادنا، تعالى شوف الحقوق الدينية وحرية المرأة في مصر عاملة إزاى، شوف حياة الإنسان وحياة كريمة في مصر عاملة إزاى.. اتكلم عن حرية التعبير واحضر جلسات الحوار الوطني الموجودة في مصر وشوف هي أخبارها إيه، واللي تشوفه بطلب منك تنقله نقل حقيقي فقط إلى الرأي العام في ألمانيا، هل فعلا في مصر فيه حرص شديد على الحريات ولا لأ؟، يمكن تكون الصورة مش واضحة لكم هنا، ولازم تزوروا مصر".
وواصل الرئيس السيسي الرد على الصحفي الألماني:"لما بييجي مصر مسئولين ألمان بقول لهم من فضلكم التقوا بالناس، وكلموهم واسمعوا منهم، وهتشوفوا هذا الأمر، وهذا الأمر إحنا مش مهتمين بيه علشان إنتوا بتسألوا عنه، مهم جدا تعرفوا كده، إحنا بنهتم بالأمر ده علشان إحنا بنحترم شعوبنا وبنحبها، ومش كلام، إحنا بنحترم شعوبنا زي ما انتوا بتحترموا شعوبكم، دي مسئوليتنا الأخلاقية والتاريخية والإنسانية تجاه شعوبنا".
وفيما يتعلق بالتعاون فى في مجال الطاقة سواءً على المستوى الثنائي مع ألمانيا، أو مع الاتحاد الأوروبي حيث أكد الرئيس السيسى للمستشار "شولتس"، استعداد مصر التام، لوضع أسس لشراكة قوية مع ألمانيا في مجال الطاقة بأنواعها سواء من خلال تصدير الغاز الطبيعي إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، أو من خلال إقامة شراكة ممتدة، في إطار رؤية مصر الطموحة، للتحول لمركز تميز في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة خاصة من الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية وطاقة الرياح".
لم يغفل الجانب الألمانى الإشادة بالمشروعات التنموية فى مصر، وهي الإشادات التي تصدرت أيضًا كافة المناقشات مع المسئولين الأوروبيين فى كل من ألمانيا وصربيا وفرنسا؛ إضافة إلى تأكيد كريستين لامبريشت، وزيرة الدفاع الألمانية خلال لقاءها مع الرئيس السيسى فى برلين، العمل على دعم التعاون فى المجال العسكرى والأمنى فى إطار علاقات التعاون المشترك بين البلدين، لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود والهجرة غير الشرعية، مشيدةً بالجهود المصرية فى استضافة أكثر من 6 ملايين من اللاجئين على أرض مصر وتمتعهم بالحقوق الأساسية بجانب المواطنين المصريين بالرغم ما يفرضه ذلك من أعباء ضخمة إضافية على الدولة.
وخلال مشاركته فى مائدة مستديرة مع ممثلى مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات الصناعية الألمانية، بمشاركة عدد من كبار المسئولين الألمان، وبحضور وزراء الخارجية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والبترول والثروة المعدنية، والنقل، والتجارة والصناعة؛ أكد الرئيس السيسى حرص مصر خلال الفترة القادمة على الاستمرار فى تطوير علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى مع مجتمع رجال الأعمال والشركات الألمانية وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية فى مصر، وذلك على غرار النماذج الناجحة فى هذا الصدد بين مصر والعديد من الشركات الألمانية العملاقة، وفى إطار من العمل المشترك لتعظيم المصالح المتبادلة والاستغلال الأمثل للفرص المتاحة.
كما أشاد الرئيس بالتطورات الإيجابية التى شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين خلال الأعوام القليلة الماضية، موضحاً ما توفره المشروعات العملاقة الجارى تنفيذها فى مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتى تتضمن عدداً من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصاً واعدة للشركات الألمانية الراغبة فى الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التى تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لاسيما فى المنطقتين العربية والأفريقية.
وقال الرئيس السيسى، إن النقلة النوعية التى شهدتها مصر مؤخراً فى القطاعات التنموية المختلفة، إنما تعكس الإرادة القوية لدى الدولة لتعظيم إمكاناتها الكامنة وتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما سينعكس على تعزيز الفرص المتاحة أمام الاستثمارات الألمانية فى مختلف القطاعات وفتح أسواق جديدة للمنتجات الألمانية، معربا عن تقديره للدور الذى تقوم به كبرى الشركات الألمانية فى دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وألمانيا، ومشيراً إلى أهمية دور القطاع الخاص فى هذا الإطار كقاطرة للنمو من خلال زيادة الاستثمارات ونقل المعرفة والخبرات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
واختتم الرئيس السيسي زيارته الى دولة ألمانيا الثلاثاء، وتوجه إلى العاصمة الصربية بلجراد في زيارة ثنائية رسمية الأولى من وعها وذلك في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين، حيث شهدت الزيارة مباحثات مكثفة مع الرئيس الصربي " ألكسندر فوتشيتش"، بالإضافة إلى مقابلة رئيس البرلمان الصربي، وذلك لبحث آليات تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، فضلاً عن النظر في سبل التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وحظى الرئيس السيسى، منذ وصوله العاصمة الصربية بلجراد بحفاوة كبيرة من الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش، بداية من إجراء مراسم استقبال رسمية كاملة لزيارة دولة بالقصر الرئاسى بصربيا بدأت بإطلاق 10 طلقات من المدافع وبعدها إجراء مراسم الاستقبال الرسمى وعزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف وتحية العلم ، وأعقبها جلسة المباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الصربى فوتشيتش وجلسة أخرى موسعة بين وفدى البلدين من الوزراء وكبار المسئولين.
وقلّد الرئيس الصربى، الرئيس السيسى، أعلى وسام فى الجمهورية الصربية وذلك فى القاعة الكبرى بالقصر الرئاسى ، حيث يمنح هذا الوسام من دولة صربيا لعدد محدود من الرؤساء بالعالم وحرص الجانب الصربى على منحه للرئيس السيسى تقديراً واحتفاءً بالرئيس وإعجابه بما حققه الرئيس من إنجازات خلال السنوات الماضية خاصة فى مجال المشروعات التنموية العملاقة.
وشهد الرئيس السيسى ونظيره الصربى خلال الزيارة أيضاً التوقيع على 12 اتفاقية للتعاون المشترك بين البلدين فى مجالات التعليم العالى والزراعة والبيئة والتعليم والثقافة والفنون والإعلام والاستثمار والتنمية والاعفاء من التأشيرات الدبلوماسية والمهمة والخاصة .
وشارك الرئيس السيسى في بلجراد في افتتاح منتدى الأعمال المصري الصربي، وذلك بمشاركة الرئيس ألكسندر فوتشيتش، رئيس جمهورية صربيا، إلى جانب عدد من كبار المسئولين الصرب وممثلي الجهات الحكومية المعنية المختلفة.
وأعرب الرئيس الصربي عن ثقته في وجود فرصة كبيرة للتعاون المشترك بالنظر إلى العلاقات الصادقة المتبادلة بين البلدين الصديقين، مؤكداً أنه سيتم بذل الجهد اللازم خلال الفترة المقبلة لافتتاح خط طيران مباشر بين القاهرة وبلجراد لتسهيل عملية الاستثمار، فضلاً عن الانتهاء من اتفاقية عدم الازدواج الضريبي التي ستعظم من التبادل التجاري، ومضيفاً أن الشعب الصربي يحترم الشعب المصري الصديق، ويقدروا الاستمرارية في العلاقات التاريخية المشتركة.
ومنحت جامعة بلجراد، إحدى أهم المؤسسات التعليمية في صربيا، درجة الدكتوراه الفخرية إلى الرئيس السيسى؛ وأعرب كل من رئيس جامعة بلجراد ووزير التعليم والعلوم والتنمية التكنولوجية وأعضاء مجلس الجامعة عن الفخر إزاء تشريف الرئيس للجامعة، مؤكدين أن قرار منح الرئيس درجة الدكتوراه الفخرية جاء انطلاقاً من دوره في قيادة مصر خلال فترة عصيبة من الاضطرابات إلى مرحلة جديدة من التنمية والبناء، وذلك بالإصلاحات الهيكلية العميقة التي أطلقها الرئيس على المستوى الوطني في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب المشروعات القومية الكبرى التي بادر بإطلاقها وتشييدها في شتى قطاعات الدولة وساهمت بشكل بارز في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين المصريين وإعادة رسم الخريطة التنموية لمصر.
كما أشاد مسئولو الجامعة بجهود الرئيس السيسى في سبيل تطوير التعليم المصري، خاصةً عن طريق تعظيم الإنفاق على التعليم الأساسى، ورفع مستوى التعليم العالي من خلال سلسلة من مشاريع الإصلاح الجوهرية، بما في ذلك تأسيس عدد من الجامعات التكنولوجية والفنية وتطوير المناهج للتواكب مع أحدث المعايير الدولية ولتتوافق مع احتياجات سوق العمل.
كما أشار مسئولو الجامعة إلى الدور المؤثر والملموس للرئيس في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وصربيا وتعظيم قيمتها، لاسيما على المستوى الأكاديمي والثقافي، والتي تأتي امتداداً للعلاقات التاريخية بين البلدين في إطار حركة عدم الانحياز، فضلاً عن التركيز على البعد الاقتصادي من خلال تشجيع الاستثمارات وتدشين منتدى الأعمال المصرى الصربي ومجلس الأعمال المصري الصربي المشترك.
وثمنت الجامعة المساهمة الفاعلة للرئيس في تعزيز السلام والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن جهوده الرائدة نحو مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، إلى جانب الجهود الحثيثة على صعيد مكافحة تغير المناخ، والتي تكللت باستضافة مصر للقمة العالمية للمناخ في نوفمبر القادم بشرم الشيخ؛ فيما أعرب الرئيس عن اعتزازه بهذا التكريم، معتبراً أنه ليس موجهاً لشخصه وإنما للشعب المصري بأكمله كشريك أساسي في الإنجازات التي تحققت مؤخراً في مصر على العديد من الأصعدة.
كما احتفى الجانب الصربى بالرئيس السيسي، حيث تفقد برفقة الرئيس الصربى ألكسندر فوتشيتش المنزل التاريخى للزعيم جوزيف تيتو.وكان الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الصربى مؤتمرا صحفيا مشتركا فى قصر الرئاسة الصربى، حيث تقدم بخالص شكره وامتنانه للرئيس "الكسندر فوتشيتش" لتلقي وسام جمهورية صربيا"، بما يعكس الصداقة بين البلدين، بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة التي جمعت زعماء البلدين على مختلف المستويات، وأبرزها علاقات الصداقة بين الرئيسين الراحلين "جمال عبد الناصر" و"جوزيف تيتو".
واختتم الرئيس السيسى، جولته الأوروبية اليوم، بزيارة رسمية إلى العاصمة الفرنسية باريس، تلبيةً لدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وشملت الزيارة عقد مباحثات قمة بين الرئيسين تناولت عدداً من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، فضلاً عن الموضوعات المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، إلى جانب بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة المستويات.
وتشهد العلاقات المصرية- الفرنسية تقاربًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، حيث تم تبادل الزيارات رفيعة المستوي بين البلدين، وشملت تعزيزًا للتعاون في شتي المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية، خصوصًا ما يتعلق بمكافحة الإرهاب العابر للحدود والهجرة غير الشرعية.
وكان الرئيس الفرنسى، أكد فى وقت سابق اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة والمتميزة التي تربطها بمصر، والتي اكتسبت مزيداً من قوة الدفع خلال الزيارات المتعددة التي قام بها الرئيس السيسى مؤخراً إلى فرنسا، مما ساهم في دعم مسيرة العلاقات بين البلدين الصديقين على نحو بناء وإيجابي، ومشدداً في هذا الإطار على التزام الإدارة الفرنسية بمواصلة تعزيز أطر التعاون المشترك مع مصر فى مختلف المجالات، ومساندة الجهود الحثيثة للرئيس السيسى لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف في المنطقة بأسرها.