الزيارات حققت الأهداف السياسية والاقتصادية والعسكرية وأعادت التوازن للدبلوماسية المصرية
بالزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى فرنسا وبدأها بألمانيا ثم صربيا تكون الدبلوماسية الرئاسية المصرية قد حققت المزيد من النجاحات وترسيخ مكانة مصر الإقليمية والدولية واستعادت بريقها الدبلوماسى والرئاسى بين كافة دول العالم وفى كل المحافل الدولية منذ أول زيارة خارجية للرئيس إلى الجزائر ثم حضوره اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة فى نيويورك فى نهاية عام 2014 وترديد الوفود العربى وراءه فى ختام كلمته ثلاث مرات " تحيا مصر" فى سابقة لم تحدث فى تاريخ اجتماعات المنظمة الدولية.
لكن المراقب للدبلوماسية الرئاسية المصرية منذ عام 2014 وحتى الآن يدرك تماما أن الهدف والأولوية والصدارة فى أجندة تلك الدبلوماسية كان الاقتصاد المصرى الذى كان يعانى بشدة فى السنوات الأولى لحكم الرئيس السيسى، وبدا واضحا أن الرئيس يركز وبشدة فى زياراته على لقاءات كبريات الشركات العالمية وكبار المستثمرين بهدف جذب الاستثمار وتعزيز التعاون من كبرى الشركات العالمية لخدمة الداخل الاقتصادى المصري، وأيضا تحفيز الاستثمارات الأجنبية للسوق المصرى، فى مجالات الطاقة والبنية التحتية والصناعات العسكرية أجندة الدبلوماسية.
والقراءة الدقيقة فى أجندات الدبلوماسية الرئاسية المصرية خلال السنوات الـ8 الماضية تكشف وتؤكد النقاط التالية سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو العسكري:
أولا: استطاعت الدبلوماسية الرئاسية منذ منتصف العام 2014 كسر الحصار السياسى على مصر عقب قيام ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو ومعاداة أصحاب الأطماع السياسية لها سوى من القوى الإقليمية فى المنطقة أو القوى الكبرى الخارجية بعد أن كادت أن تحقق مطامعها فى مصر على صهوة جماعة الإرهاب والظلام فى العام 2012 فعادت مصر إلى ممارسة دورها الطبيعى والقيادى الريادى فى القارة السمراء واستعادتها لموقعها فى كافة فعاليات الاتحاد الأفريقى ومنظماته بل وتولت رئاسته.
ثانيا: نجحت الدبلوماسية الرئاسية الرصينة والهادئة فى تغيير مواقف الدول الكبرى من الثورة المصرية وأعادت علاقتها السياسية والاقتصادية إلى طبيعتها وطورتها من علاقة التعاون الثنائى إلى العلاقات الاستراتيجية على كافة الأصعدة (مثال ذلك ألمانيا التى زارها الرئيس 6 مرات وزارتها المستشارة السابقة ميركل مرتين والتقى الرئيس والمستشارة عدة مرات وأيضا بريطانيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية) وانعكس ذلك على شراكات اقتصادية ساهمت فى الخروج من أزمات اقتصادية فى مجال الطاقة والكهرباء
ثالثا: أعادت الدبلوماسية الرئاسية التوازن للعلاقات الخارجية المصرية ما بين الشرق والغرب وجاءت زيارات الرئيس السيسى إلى الصين وروسيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وفيتنام اتشهد بداية حقيقية ومهمة لعصر جديد لدبلوماسية مغايرة فى العلاقات المصرية مع العالم الخارجى وشهدت اتفاقيات استراتيجية لصالح الاقتصاد المصرى والأهداف والمصالح الوطنية المصرية سواء فى مجالات التكنولوجية والتعلم والتسليح.
فقد اهتمت الدبلوماسية الرئاسية ليس فقط بتطوير علاقات مصر مع الشركاء التقليدين مثل الصين وروسيا واليابان والهند وكوريا الجنوبية وغيرها من الدول، وانما انفتحت مصر عبر جولات واتصالات الرئيس الآسيوية على معظم دول هذا الجزء المهم من العالم وهو ما أكسبها توازنا حقيقيا فى العلاقات الخارجية.
وجاء ذلك مع الحفاظ على العلاقات والشراكات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الرئيسة فى الاتحاد الأوروبى وبشكل خاص ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. فالعلاقات مع روسيا والصين والشرق الأسيوى لم تأت على حساب المصالح المصرية مع باقى دول العالم وانما صبت فى صالح المصالح الوطنية المصرية فى المقام الأول وهو ما يبدو جليا الآن فى المواقف المصرية حيال الآرمات العالمية وتحديدا فى الأزمة الروسية الأوكرانية.
رابعا: نجحت الدبلوماسية الرئاسية فى استعادة قيادتها وريادتها لأفريقيا بعد سنوات ليست بالقليلة من التباعد والتجاهل مما شجع أطراف إقليمية فى التقارب العسكرى والاقتصادى مع دول افريقية للتأثير على المصالح الحيوية والحقوق التاريخية المصرية بالالتفاف عليها.
خامسا: الرئيس عبد الفتاح السيسى قام بحوالى 108 زيارات خارجية حتى الآن لحوالى 66 دولة منذ توليه الرئاسة وحتى الان تحقق من خلالها نتائج دبلوماسية وسياسية واقتصادية وثقافية فى غاية الأهمية وأسفرت عن ابرام اتفاقيات عسكرية واقتصادية وثقافية ، وقلده قادة الدول أو مؤسساتها بعض القلادات أو الجوائز الرفيعة
سادسا: الرئيس السيسى يعد أول رئيس مصرى يقوم بزيارات رسمية لدول أفريقيا بأكثر من 20 زيارة وهو ما يفوق الزيارات الرئاسية السابقة خلال 70 عاما كما قام بحوالى 12 زيارة لدول أسيا وحوالى 27 زيارة إلى دول عربية
سابعا: الرئيس السيسى أول رئيس مصرى يزور أوزبكستان منذ جمال عبد الناصر الذى زارها فى 1958 وصربيا منذ عام 1955 وأول رئيس مصرى يزور جنوب السودان وجيبوتى رواندا، الغابون وافريقيا الوسطى، كما أن الرئيس السيسى هو أول رئيس مصرى يزور دول مثل سنغافورة، بيلاروسيا، ، قبرص، فيتنام، وهو أول رئيس مصرى يسافر لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك 6 مرات متتالية.وأول رئيس مصرى يسافر لحضور اجتماعات قمة مجموعة الدول الصناعية السبع.
سابعا: شارك الرئيس السيسى فى 35 فعالية أبرزها المشاركة الرئاسية المتكررة باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمشاركة بالدورة العادية رقم 34 للاتحاد الإفريقى عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، كما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئاسة تجمع الكوميسا، بينما حضر لأول مرة كرئيس عربى وإفريقى اجتماعات تجمع الفيشجراد، ضمن الآلية التى تجمعها مع مصر، أما فى بريطانيا فكانت المشاركة المصرية بقمة جلاسجو بمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، والاعلان عن استعداد وترحيب مصر باستضافة القمة المقبلة فى شرم الشيخ، لتحقق القيادة السياسية بهذا أحد أهم الإنجازات الدبلوماسية على صعيد العام الماضى، أما عن أبرز وأهم المشاركات الرئاسية الأخرى بفعاليات إقليمية ودولية كانت كالآتى "القمة الثلاثية مصر العراق والأردن - والقمة ثلاثية مصر واليونان وقبرص - المنظمة العالمية للتعاون الاقتصادى والتنمية - المنتدى العربى الاستخباراتى - مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة - اجتماع رؤساء المحاكم الدستورية الإفريقية، ومنتدى أسوان للسلام والتنمية - اجتماع رفيع المستوى غرفة التجارة الأمريكية - مؤتمر باريس لدعم السودان - القمة الثلاثية بين مصر فرنسا الأردن بشأن فلسطين - المؤتمر الدولى الثالث لدعم لبنان - القمة الرابعة لمبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا - احتفالية اليونسكو بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس المنظمة - منتدى التعاون الصينى الإفريقى عبر الفيديو كونفرانس - افتتاح معرض مصر الدولى للصناعات العسكرية والدفاعية - المنتدى العالمى للتعليم العالى - لجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الإفريقية - مؤتمر باريس بشأن ليبيا".
ثامنا: فى كافة الزيارات الخارجية للدبلوماسية الرئاسية كان حرص الرئيس على الالتقاء الرئيس بعدد كبير من رؤساء ومديرى وأصحاب شركات عالمية عملاقة، مثل سيمنز ولورسن الألمانية وشركة الخطوط الملاحية الفرنسية والرؤساء التنفيذين لشركات بلجيكية - رئيس مجموعك شركات الستوم الفرنسية و الرئيس التنفيذى لشركة إينى و الرئيس التنفيذى لشركة هيونداى روتين الكورية و رئيس شركة داسو الفرنسية للصناعات الجوية - رئيس شركة مورى الألمانية - والرئيس التنفيذى لشركة بيكتيل الامريكية و رئيس شركة أباتشى الأمريكية ومالك ومدير شركة دونيل البلجيكية و رئيس شركة هانوا الكورية الجنوبية للصناعات العسكرية و رئيس شركة سكاتك النروجية للطاقة المتجددة. والهدف هو دعم الاقتصاد المصرى والاستفادة من الخبرات العالمية المتنوعة فى كافة المجالات. ففى الزيارة الأخيرة لألمانيا حرص الرئيس السيسى على عقد اجتماع مع بعض رجال الأعمال وأصحاب الشركات الألمان لدعوتهم للاستثمار فى مصر والتقى برؤساء كبرى الشركات الألمانية ووزيرة الدفاع الألمانية.
وأسفرت تلك اللقاءات عن استثمارات ومشروعات ضخمة فى مصر منها محطات الطاقة الكهربائية ومشروعات القطار المعلق والمنطقة الصناعية الروسية والمنطقة الصناعية الصينية والدعم لمشروعات البنية التحتية فى مصر واتفاقيات التسليح للقوات المسلحة
تاسعا: مجمل الأمر أن الدبلوماسية الرئاسية المصرية نجحت وبامتياز فى تعزيز مكانة مصر الإقليمية والدولية وأسهمت فى تحقيق المصالح الوطنية للدولة فى المجالات الإستراتيجية والسياسية والاقتصادية وفى تحقيق متطلبات الأمن القومى المصرى وتعزيز القدرات المصرية فى كل المجالات وتوفير الدعم الخارجى والتعاون الدولى مع جهود التنمية الشاملة التى تشهدها مصر حالياً.