خلف خبر رحيل الكاتب الكبير منير عامر صدمة كبيرة لكل من يدركوا قيمة الصحافة واعمدتها، نظرا لقيمته الكبيرة التي تجلت خلال حوارات عديدة حاور فيها الكبار وكشف بقلمه عنهم أمور عديدة من عوالمهم مثلما حصل في سلسلة الكتابات الذى كتبها عن العندليب عبد الحليم حافظ، والذي كان مقرباً له للغاية مما جعله يسمح له بكتابة مذكراته من خلال ورقة وقعها له بخط يده سمح له بها بأن يكتب عنه بعد وفاته العديد من الأسرار.
وخلال السطور التالية نسلط الضوء على أسرار عديدة، سبق وانفردنا بها على لسان الكاتب الكبير الذى أخرج لنا ما في جعبته خلال حوار صحفي نستعيد جوانب منه خلال السطور التالية سواء حينما التقى بالعندليب وهو لم يتخط الـ 24 من عمره بعد في باريس وطلب منه العندليب كتابة مذكراته، أو أمور أخري كان شاهداً عليها.
إعجاب إحسان عبد القدوس به على شاطئ ميامي
روى الكاتب الكبير منير عامر خلال الحوار أنه وفى صيف عام 1957 رأي إحسان عبدالقدوس مع عبدالحليم حافظ على بعد أمتار فى بلاج «ميامى» الذى كان يعتبر مثل مارينا حالياً، والكلام على لسان الكاتب الصحفى الراحل منير عامر: "بمجرد رؤيتهما نادى صديقى عليهما قبل أن أطالبه بالسكوت لأنهما جاءا للاستراحة من إرهاق الأغانى والكتابة، بعدها بثوانى فوجئت بإحسان عبدالقدوس ينادينى، وقال لى إنه مندهش من استيعابى لما جرى، وأنهما جاءا بحثا عن الراحة بالفعل، ثم طلب منى المرور عليه بعد أسبوع فى كابينته ومعى بعض كتاباتى حين علم بحبى للكتابة.
وأضاف: "حضّرت كتاباتى التى امتلأت بها غرفتى وأغلبها كان بعنوان «مشاعر»، وتدور حول حبيبتى، وحينما قرأها أعجب بأسلوبى وطلب منى كتابة أخبار الإسكندرية وإرسالها إلى «روزاليوسف»، شارحاً لى الخبر بأنه ما هو إلا قصة قصيرة مثلما أكتب وبالتالى وافقت".
حكاية عرض عبد الحليم حافظ على منير عامر كتابة مذكراته
وردا على سؤال كيف أقنعت عبد الحليم حافظ بكتابة مذكراته؟، فاجأنا الكاتب الراحل بقوله: "أولاً، لم أقنعه بكتابة مذكراته، لأنه هو من طلب منى ذلك حينما قابلته فى باريس منتصف عام 1963 فى عيد ميلاد صباح بناء على دعوة جمال منصور القائم بأعمال السفير هناك، واندهشت وقتها وسألته لماذا لا تعرض ذلك على أصدقائك من جهابذة الصحافة، خاصة أننى لم أتعد الرابعة والعشرين من عمرى، فرد بأن أسلوبى مختلف، بعد ذلك عدت إلى مصر واستمرت الاتصالات من جانب عبد الحليم لإقناعى حتى أتى عام 66 الذى بدأت فيه الكتابة، قبل أن نصطدم برفض مسئولى «صباح الخير» نشر المذكرات لأن عبدالحليم كان متهمًا بقضية تهريب عملة وقتها".
حكاية إنقاذ العندليب لابنه الإعلامى شريف عامر من الموت
حكاية إنقاذ شريف عامر جاءت بعد 12 يومًا من مولد شريف عامر –على حد قول منير عامر- الذى أكد أنهم تفاجأوا بإصابته بالتهاب رئوى حاد يحتاج إلى علاج غير موجود بمصر، ليكتب بالتالى القصة بمقال دفع عبد الحليم بمجرد قراءته إلى إحضار الدواء من بيروت بكميات كبيرة، تكفى لسنوات ومعها ورقة يدعو فيها بالشفاء لشريف.