سر تجارة الحمير "الكسر".. أسعارها تبدأ من 300 إلى 500 جنيه.. طبيب بيطرى: الحمار المريض تحول من غذاء للحيوانات المفترسة إلى سوق لتجارة الجلود وتصديرها بـ1000 دولار.. وأجزاؤه تدخل فى صناعات متعددة

"أسواق الحمير" عالما غير تقليدى، فإذا اقتربت من أحد أسواق المواشى الموجودة على مستوى الجمهورية، ستجد ركنا معنيا ومخصصا لتجارة الحمير بشكل عام، ومن بينهم شخص لديه اهتمام بالغ بشراء الحمير المريضة أو غير المؤهلة للقيام بأي عمل من أعمال الحمير المُتعارف عليها، أو "الحمير الكسر". وتُقدر أعداد الحمير فى العالم كله قرابة الـ 44 مليون حمار، ويقترن ذلك التعداد إلى حد كبير بالدول ذات الاقتصاد النامى حيث تكون الحمير حيوانات عاملة فى الغالب، وخلال الفترة الماضية ظهر دورا جديدا للحمير حيث ظهرت التجارة العالمية لجلود الحمير التى انتشرت على نطاق واسع، حيث تشير التقديرات إلى أنه سنويا يتم المتاجرة بما لا يقل عن 8.1 مليون من جلود الحمير ، وتستهدف تجارة الجلود تعداد الحمير الهائل فى أفريقيا، حتى أنه فى عام 2016 بلغ حجم التجارة الواردة إلى الصين من أفريقيا 25 ٪، مقابل 3.2٪ فقط فى عام 1985، وتعد الصين هى أكبر دولة مستوردة لجلود الحمير، رغم أن بها ما يقارب من 80 % من حمير العالم. يقول الدكتور أحمد حمدى، مدير إدارة المجازر والتفتيش على اللحوم بسوهاج، إن أسعار الحمار السليم فى الأسواق يتراوح ما بين 800 وتصل إلى 1300 جنيه، ويتم تحديد القيمة وفق حالته الصحية والجسمانية، مشيرا إلى أن أكثر الأمور غرابة فى الأسواق هى شراء تجار للحمير المريضة أو المعيبة، لأنه أمر غير منطقى حيث أنه من المفترض أن يشترى التجار الحمار السليم ليكون قادرا على حمل البضائع أو جر العربات مثلا، لكن التاجر الذى يشترى الحمار "الكسر" لابد من البحث وآرائه. وأوضح حمدى لـ "انفراد"، أن التاجر يشترى الحمار المعيب بـ100 أو 150 جنيها ويخرج بالحمير اللي اشتراها من السوق بمنتهى الأمان ، وذلك لأن تجارة بيع وتداول الحمير لا يوجد بها مخالفة قانونية، لكن ذلك لا ينفى الشكوك حول أسباب شراء حمار معيب، مشيرا إلى أنه فى الأغلب يبدأ التاجر تجميع تلك الحمير المريضة فى مكان ما، ثم يبدأ فى بيعهم مجددا بمبالغ تتراوح مابين 300 إلى 500 جنيه، قائلا: هناك تجارة قانونية للحمير الكسر وهى أن يتم استخدامها لتغذية الحيوانات المفترسة فى حدائق الحيوانات أو السيرك وغيرهم، أما التجارة غير القانونية وهى تجارة جلود الحمير بأنه يأخد كمية الحمير على أي ظهير صحراوي بعيد عن الرقابة ويبدأ فى ذبحهم أو قتل الحمير بغرض سلخها واستخراج الجلود منها . وأوضح أن جلد الحمار الواحد يتم تصديره للصين بـ1000 دولار تقريبا، وذلك نتيجة لدخوله فى عددا من الصناعات الهامة، مثل: المنشطات الجنسية، مستحضرات التجميل، استخراج الكولاجين وأهميته فى إزالة تجاعيد البشرة، فضلا عن استخلاص بعض المواد منه التى تدخل فى صناعة أدوية النزيف وعلاج فقر الدم، بخلاف استخراج مادة الجيلاتين واستخداماتها المتعددة، لافتا إلى وجود تصدير شرعى لجلود الحمير وذلك تحت اشراف الهيئة العامة للخدمات البيطرية نتيجة تصدير جلود الحمير المستخدمة لغذاء الحيوانات المفترسة فى حدائق الحيوان العامة. فى سياق مُتصل، قالت دينا ذو الفقار الناشطة في مجال حقوق الحيوان، إن مصر تصدر رسميا 8 آلاف جلد حمار للصين، وأضعاف مضاعفة لذلك تهريب غير رسمى عن طريق حاويات الرخام، حتى أصبحت أكبر ثانى دولة تهرب جلود الحمير للصين، حتى بات معرضا للإنقراض محليا، موضحه أن الأمر له آثار سلبية على البعدين الاقتصادى والزراعى، لافته إلى أن اوغندا - تانزانيا - النيجر - بوركينا فاسو - مالي – السنغال، أوقفوا تصديره، فى الوقت الذى ثمنت البورصة العالمية فى الصين ثمن جلد الحمار الواحد بـ 473 دولار أمريكى، ويثمن فى مصر الحمار كاملا 2200 جنيه فقط. وأوضحت أن استخدام لحوم الحمير كغذاء للأسود، هو غطاء لتجارة غير شرعية، مضيفة: كل واحد بيشترى أسد و يعمل خيمة سيرك ويدبح الحمير فى الشوارع، بعدما اتخذت الصين مجموعة من الإجراءات منذ ديسمبر 2017 - الصين خفضت الضرائب على استيراد جلود الحمير من 5 سنتات إلى 2 سنتين، لأن تعداد الحمير بها تناقص بدرجة غير طبيعية و الطلب يتزايد على جلودها لصناعة أدوية، مطالبة الحكومة بحماية الحمار المصرى، وبنوك الجينات بتسجيل الحمار المصرى.