"تراث إسلامى فى قلب الكنيسة".. انفراد يستكشف المكتبة الإسلامية للبابا شنودة.. قداسة البابا أهداها بختم مكتبه للمركز الثقافى الأرثوذكسى وقت افتتاحه فى 2008.. ونجل شقيقه: كل يوم كان يعرف معلومة جديدة

القرآن الكريم والنسخ الإنجليزية وكتب الفقة والسنة وتفسير الطبرى والقرطبى والشعراوى أبرزها.. نجل شقيقه: كان لا ينام أي يوم بدون ما يعرف معلومة جديدة.. أستاذ تاريخ كنسى: تميز عن باباوات الكنيسة بأنه موسوعة.. "أنا عندى مكتبة إسلامية يندر أن تكون عند شيخ مسلم لدرجة أن كتب التفسير الحديثة أشتريها ومنها كتب تفسير الشعراوى" واحدة من إحدى المقولات الخالدة التي أشتهر بها قداسة البابا شنودة الثالث بابا البطريرك رقم 117 في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية، حيث جاء ذلك في معرض رد على سؤال شاب مسلم سأله عن دعاوى تحريف الإنجيل فرد عليه قداسة البابا بأيات من القرآن الكريم. رحلة البحث عن المكتبة وحاول انفراد الوصول إلى المكتبة الإسلامية لقداسة البابا شنودة الثالث بالبحث عن مكانها فتواصل مع العديد من الأباء الكهنة على مدار أيام وأسابيع وشهور منهم من قال إنها ليست مكتبة بالحجم الكبير ويمكن أن تكون بعض الكتب الخاصة بالتفسير للقرآن والسنة فقط، ومنهم من قال إنه لا توجد مكتبة ومن الممكن أن يكون قداسة البابا شنودة قد خانه التعبير، وتواصل انفراد مع بعض القمامصة ( إحدى رتب الكنيسة) توقعوا أن تكون هذه المكتبة فى دير الأنبا بيشوى في وادى النطرون وبعد تواصل مع الدير وجدنا أن المكتبة الإسلامية لقداسة البابا ليست موجودة بها. وبالبحث عن أكثر الشخصيات التي كانت مقربة من قداسة البابا شنودة الثالث كان الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسى وبعد التواصل معه أكد بأن المركز يوجد به مكتبة مارمرقس العامة بالدور الرابع والتى تحتوى على جميع أنواع الكتب الخاصة بقداسة البابا مؤكدا أنه لديه بالفعل مكتبة إسلامية عريقة جدا تضمن العديد من كتب الفقة والسنة وتفسير القرأن الكريم وعلماء المسلمين، وأهداها قداسة البابا إلى مكتبة مارمرقس العامة بالمركز الثقافي الأرثوذكسى وهى موجودة حاليا في الدور الرابع بالمركز. الوصول للمكتبة ووصل انفراد إلى موقع المكتبة الإسلامية لقداسة البابا شنودة الثالث بعد رحلة بحث ليجد تراث غزير وفيض كبير من الثقافة لدى قداسته في مختلف المجالات ليس فقط الثقافة الإسلامية بل وصل إلى كتب متعلقة بالجغرافيا والتاريخ واللاهوت والحضارات المختلفة. وخلال رحلتنا داخل مكتبة قداسة البابا شنودة في القسم الخاص باللاهوت والتى أصطحبنا فيها مينا سليمان الباحث بالمركز الثقافى الأرثوذكسى أن هذا القسم يحتوى على التفاسير المختلفة للكتاب المقدس باللغة الإنجليزية واللغة العربية والموسوعة الكاملة له وقسم خاص بأقوال الآباء والذى يضمن شروحات الآباء فى القرون الأولى من القرن الأول حتى القرن الخامس وجزء يتعلق بالمواد الكنسية والطقسية الذى يهتم بترتيب الصلوات داخل الكنيسة إذا كانت ترانيم أو ألحان أو مدائح أو طقس القداس بالإضافة إلى الكتب اللاهوتية والعقائدية وفكر الكنيسة الأرثوذكسية. وحينما وصلنا للمكتبة الإسلامية وجدنا كتب تفسير القرآن الكريم للإمام محمد متولى الشعراوى وتفسير الطبرى وتفسير القرطبى وكتب فخر الرازى وكتاب ترجمة القرآن الكريم للغة الإنجليزية وأثناء التجول في المكتبة فوجئنا بوجود مجلد كبير وعند الاقتراب منه وجدنا مصحف القرآن الكريم وكان إهداء من الجمهورية التونسية وكتب موسوعة العقاد الإسلامية والمعجم الفهرس والمجموعة الإسلامية الميسرة وكتب شرح رياض الصالحين. فقة السنة لم تحوى المكتبة الإسلامية لقداسة البابا شنودة الثالث على كتب تفسير القرآن الكريم فقط، ولكنها احتوت على كتب التفسير ومعالم الدين الإسلامي والإسلام وحقوق الإنسان والمعجم الصوفى وأصول الفقة في موسوعة جمال عبدالناصر وكتب أصول الفقة الإسلامي وكتب عن رسالة الملائكة لدار الأفاق الجديدة وكتاب تلبيس إبليس وكتاب فى أفاق الحوار الإسلامي المسيحى. علماء المسلمين وتحوى المكتبة على كتب للعديد من المفكرين الإسلامين أبرزهم الدكتور زغلول النجار والدكتور أحمد شوقى والهيئة العامة للكتاب والإمام الغزالى عن مائة سؤال عن الإسلام والإعجاز العلمى في السنة النبوية للدكتور زغلول النجار واطلس الحضارة الإسلامية للعالم إسماعيل راجى الفاروقى، بالإضافة للعديد من الكتب والمفكرين الإسلامين. جولة داخل كتب المكتبة الإسلامية وعند البحث داخل الكتب الموجودة في المكتبة الإسلامية وجدنا أن هذه الكتب هي إهداء من قداسة البابا شنودة الثالث إلى مكتبة مارمرقس العامة وكانت عليها ختم " إهداء من قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية 117 إلى مكتبة مارمرقس العامة بالكنيسة القبطية بمناسبة افتتاح المركز الثقافي القبطى الأرثوذكسى". وذلك على أغلب الكتب الموجودة في المكتبة ومنها كتاب مريم والمسيح وكتاب "الحكمة الإلهية للمرض والشفاء" للإمام محمد متولى الشعراوى وكتاب "رسالة التوحيد" تأليف الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، وكتاب "صور من تسبيح الكائنات لله" للدكتور زغلول راغب محمد النجار وكتاب السنة والعلم الحديث لـ عبدالرازق نوفل. ويعتبر المركز الثقافي الأرثوذكسى إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث تم تأسيسه فى عام 2008 للحفاظ على التراث القبطى الثمين مما له من دور حيوى فى تاريخ مصر ونشر التعاليم المسيحية على مستوى الأمم, وليحث الأجيال الجديدة على التمسك بهويتهم بوعى وإدراك. نجل شقيق البابا شنودة وتواصل انفراد مع القمص بطرس جيد نجل شقيق قداسة البابا البابا شنودة الثالث والذى أكد أن قداسته كان فى كل مكان يتواجد فيه مكتبة وتعتبر أكبر كنز لديه ولديه كتب فى أماكن كثيرة، موضحا أنه كان يتم دعوته لحضور المؤتمر الإسلامى كل عام ويقول فيه كلمة مع شيوخ الأزهر وعلماء العالم الإسلامي. وأشار إلى أن البابا شنودة كان محب للقراءة بطريقة غير عادية وكان لا ينام أى يوم بدون أن يعرف معلومة جديدة وذلك فى كافة المجالات والمكتبة الإسلامية تعتبر خير دليل على هذا الأمر. أستاذ تاريخ الكنيسة وتواصل انفراد مع القمص يوسف تادرس الحومى أستاذ تاريخ الكنيسة وعلم المخطوطات بالمعاهد اللاهوتية، الذى قال "كنت بسمع البابا شنودة فى معرض الكتاب يرد على كل الأسئلة وكان له زيارة سنوية، مؤكدا أن كان رجل مثقف جدا وكان الأقباط ينظرون إليه كرجل فكر وشعر ورجل مثقف وله أشعار كتيرة جدا وكان موسوعة كبيرة جدا وشخصية من الشخصيات التى لن يكررها كثيرا التاريخ والعالم أجمع يشهد بهذا الأمر، وكان لديه دكتوراه فخرية من كثير من الجامعات وحصل على قلادات وله تكريمات من جميع دول العالم، فهو شخصية متعددة المواهب وباباوات الكنيسة كان من بينهم شعراء لكنه تميز عنهم بأنه موسوعة. أمين عام مشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط وعلق القسيس رفعت فكرى أمين عام مشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط على المكتبة الإسلامية في تصريحات خاصة لـ "انفراد" قائلا " أى شخصية مثقفة لابد أن تقرأ فكر الأخر من خلال فكر الأخر وكما يعبر الأخر عن نفسه من الطبيعى أن يكون لدى قداسة البابا هذا الكم الهائل من الكتب ليقرأ الإسلام من أهل الإسلام وهذه دعوة لكل رجل دين أن يقرأ الدين من جوهرة وليس من مواقف البشر. الأب بطرس دانيال وقال الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكيى للسينما في تصريحات خاصة لـ "انفراد" أن الانسان عندما يحب الأخر يطلع عليه أكثر، مضيفا "نحن كرجال دين فى الدراسة ندرس مقارنة أديان ولابد أن نحصل على خلفية من الأديان ومعظم الأباء لابد أن يكون لديهم بعض الثقافات الأخرى من الديانات الأخرى فكان من هذا المنطلق ولذلك جاء اهتمام البابا شنودة الثالث بالقراءة والمعرفة الدائمة". كمال زاخر وذكر كمال زاخر الكاتب والمفكر في تصريحات خاصة لـ "انفراد" أن المكتبة الإسلامية كانت موجودة فى مكتبة فالإنسان المشغول دئما فى الشأن العام ويقرأ فى الأديان والثقافات المختلفة. وعن قداسة البابا شنودة الثالث قال إنه خريج كلية أداب فى مرحلة كانت الكلية فى أبهى صورها قبل تراجع الجامعات وبالتالى هذا الجيل بطبيعته هو جيل عبدالناصر وأنور السادات وجيل الكتاب والمفكرين الكبار وكان هناك سمة عامة لكل الشباب في هذا التوقيت وفى هذا التوقيت حتى السبعينات من القرن الماضى لم يوجد منافس للكتاب وكان الكتاب المصدر الرئيسى والوحيد للثقافة وهذا الجيل نشأ على حب القراءة ولذلك تجمعت عوامل كثيرة منها طبيعة دراسته وطبيعة جيله. البابا شنودة والإمام الشعراوى وعاش قداسة البابا شنودة الثالث قبل وفاته مع الشيخ محمد متولى الشعرواى رحمه الله رحلة حياة تمتعت بالمحبة والصداقة وكانت قائمة على التأخى بينهما وبين شعبى مصر وبدأت العلاقة بين الشيخ الشعراوى والبابا شنودة بعد إرسال البابا شنودة وفدا من رجال الكنيسة لزيارة الشيخ الشعراوى أثناء إجرائه عملية جراحية فى لندن، وقدم له هدية عبارة عن "علبة شيكولاتة" مع باقة من الورود، بعدها زاره بنفسه ووصى الدكاترة عليه. ووضع قداسة البابا شنودة الثالث صورة الشيخ الشعراوى فى مكتبه الخاص لكى يصلى من أجل أن يتم الله شفاؤه، وأن يعود إلى أرض الوطن بكامل صحته بعد إجرائه عملية جراحية فى لندن، إذ وضع الشموع تحت صورته فى لافتة إنسانية تلفها مشاعر الحب والتقدير. وعندما عاد الشيخ إلى مصر سالما، رأى أن من الواجب أن يزور البابا فى الكاتدرائية، فكان استقبال الشعراوى فى الكاتدرائية استقبالا حافلا، وكان عشرات الأساقفة والكهنة فى انتظاره، وتجمع عدد كبير من الأقباط أمام الباب الخارجى لتحيته أثناء دخوله، فكانت فرحة الجميع بالشيخ ظاهرة على الوجوه. والغريب أن هذا اللقاء التاريخى كان مقررا له أن يستمر نصف ساعة فقط، لكنه استمر أكثر من 3 ساعات دون ملل، إذ قال الشعراوى وقتها: "من منح الله لى فى محنتى أنه جعلنى أجلس مع قداسة البابا شنودة". فرد البابا شنودة لقد نبهنا إلى شىء هام، وهو أن الذين ارتبطوا بالسماء يجب أن يضعوا أيديهم فى أيدى بعض دائما من أجل ما اتفقوا عليه ويتركوا ما اختلفوا فيه، خاصة أن الملحدين يأخذون من الخلاف حجة لكى يبتعدوا عن الإيمان، ونشكر الله لأن المساحة المشتركة بيننا واسعة لكى نعمل فيها. وقبل نهاية اللقاء قال الشعراوى: "مساحة الاتفاق هذه تسعنا بإذن الله لخير الوطن"، فرد البابا بقوله: "نعمل معا ليس فقط فى مواجهة الملحدين، ولكن ضد المنحلين خلقيا واجتماعيا وفكريا، فالبعض يستغل حرية الفكر لينحرف بفكره ويقع فى الضلال"، فعلق الشيخ قائلًا: "الفكر الذى يجب أن يشغل الناس به أنفسهم هو حقيقة واحدة، هى حقيقة الله الذى خلق الكون، وما أمر به عباده، وغير ذلك لا يعتبر فكرا. وقال الشيخ الشعراوى: إنه يعرف أن البابا له مؤلفات كثيرة، ويجب أن يطلع عليها، فأهداه البابا مجموعة كتب من مؤلفاته، لكن الشيخ قال: "وأين الشعر؟ فقدم البابا كتابا يضم بعض الأشعار التى نظمها، وقال له: هل يمكن أن نسمع منك بعض أشعارك ؟، فألقى الشيخ إحدى قصائده، وسأل البابا أن يسمعه قصيدة من قصائده، واستمر الاثنان يتبادلان القصائد وسط تهليل الحاضرين، حيث تحولت الجلسة إلى مأدبة ثقافية دينية خالصة. وفى نهاية اللقاء سأل الشيخ البابا عن آخر قصائده، فقال البابا: إنها القصيدة التى لم أكتبها بعد، وقدم هدية إلى الشيخ عبارة عن موسوعة لسان العرب لابن منظور من عشرين جزءا، وقدم الشعراوى إلى البابا هدية عبارة عن عباءة سوداء، وعلق البابا وهو يتسلمها قائلًا: "نحن نريد للمجتمع كله أن يعيش تحت عباءة واحدة". وعن لقائه بالشيخ الشعرواى، قال البابا شنودة فى تصريحات له آنذاك: "أرى أن هذا اللقاء يفرح به كثيرون، لأنه لقاء به مودة ومحبة، وكل لقاء هو مقدمة للقاءات أخرى، اللقاء هو أول خطوة فى طريق يمكن أن يطول، وإذا التقى الناس بالأجساد فمن الممكن أن يلتقوا بالأفكار". وحين توفى الشيخ ذهب البابا للعزاء مع مجموعة من كبار الكهنة، وقال: "لقد خسرنا شخصية نادرة فى إخلاصها ونقائها وفهمها لجوهر الإيمان"، ولم يستطع أن يخفى ملامح الحزن على وجهه وقتها. حزن البابا شنودة الثالث على وفاة الشيخ الشعراوى وعند وفاة الشيخ الشعراوى قال قداسة البابا شنودة الثالث: "تأثرنا كثيرا لوفاة صاحب الفضيلة، فهو رجل عالم متبحر فى علمه، ومحبوبا من آلاف وعشرات الآلاف، وموضع ثقة لكل من لهم رأى، وقد عاش واعظا وكاتبا وشاعرا، وضعفت صحته فى الأيام الأخيرة، وأراد الله له أن يستريح من تعب الدنيا، وجمعتنى به أواصر من المودة والمحبة فى السنوات الأخيرة من عمره، وكنا نقضى وقتا طيبا معا وكنا أيضا تجمعنا روابط محبة الأدب والشعر، ونطلب العزاء لكل محبيه".


















































الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;