كان النصيب أقوى من إرادتها فكتب لها الطلاق من زوجها لتجد نفسها وحيدة تصارع الحياة برفقة الأبناء الصغار، تخرج صباحا ومساء لجمع الخردة والقمامة من الشوارع وبيعها لكسب رزقها من عرق الجبين لتعود فى نهاية اليوم لتسعد أبنائها، وتستمر فى العطاء لتربيتهم وتعليمهم، ورغم الصعوبات التى واجهتها إلا أن إكرام حولت الصعب ممكنا ولم تمد اليد لطلب العون من الآخرين، واعتمدت على نفسها وعملت فى مهن الرجال التى ينفر منها العديد ويراها آخرون لا تناسبهم.
يشرق نور الصباح لتشرق معها إكرام نور الدين الشهيرة بأم عبد الله مجددًا، لتبدأ يومها من حيث انتهت لا هى تمل ولا الأمل الذى تمتلكه إكرام يتراجع ليذكرها أن التعب والصعوبات التى تتعرض لها تتحول إلى بهجة وراحة بعد النظر لعيون أبنائها، ورغم مسكنها فى غرفة واحدة للمعيشة وصعوبة إنشاء حمام بهافإن عطائها مستمر لا ينقطع وبحور الرجاء لا تنضب ولا تتردد فى الطلب من الله دون غيره.
قالت إكرام نور الدين، إنها تعرضت للطلاق منذ عدة سنوات وعادت لتعيش مع والدتها داخل منزل صغير لا يسعها هى والأبناء ولحاجتها للمال ذهب للعمل فى جمع الخردة والقمامة من شوارع مدينة نجع حمادى التى تسكن فيها، وبعد الطلاق وجدت نفسها وحيدة من عائل لها ينفق عليها وعلى الأبناء لذلك كان لا سبيل إلا العمل والكسب فى مجال شريف بعيدا عن مد اليد.
وأوضحت إكرام نور الديب، أن طبيعة عملها يتمثل فى جمع الخردة والقمامة من صناديق القمامة ولاسيما الكانز والبلاستيك والورق ويبدأ اليوم من السابعة صباحًا حتى العودة مساء أو اليوم التالي، وتقوم ببيع تلك الخردة التى تجمعها إلى تجار مخصصين فى ذلك المجال، وتستعين السيدة بعربة صغيرة من الحديد شارك فى عملها عدد من جيرانها الذين ساعدوها على العمل بها بدلا من جمع الخردة على الكتف والتى تحتاج إلى مجهود مضاعف.
وتتابع: "لا يمهنى كلمات الأشخاص ورضا الله الأهم"، بهذه الكلمات تختم إكرام نور الدين حديثها عن عملها الذى ينفر منه العديد وكذلك حديث الأشخاص السلبى الذى لا يؤثر على عملها، وتمنت أن يكون الله راضى عنها وأن تساهم فى تربية الأبناء وتوفير حياة كريمة لهم، كما تتمنى أن تحصل على فرصة عمل أو يوفر أحد المتبرعين مشروع خاص لها.