"لتسكنوا إليها".. مباركات وقبول واسع لمبادرة الأزهر الشريف فى أسوان.. الأهالى: نتمنى رفع المعاناة للمقبلين على الزواج.. وتفعيل وثائق ترشيد الإنفاق فى الزفاف.. و"الفرح يوم واحد وإلغاء النيش والسفرة ووق

"مبادرة قيمة وتأتى فى توقيت مثالى".. هكذا وصف عدد من أهالى محافظة أسوان، مبادرة الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والتى تأتى بعنوان "لتسكنوا إليها" لتخفيف الأعباء المعيشية والاقتصادية، وخاصة على الشباب المقبل على الزواج تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى. "انفراد" يرصد صدى هذه المبادرة التى لاقت قبولاً ومباركة وتأييدا واسعا داخل محافظة أسوان خاصة فى القرى والنجوع وبين أبناء المدن والمراكز، لتحظى باهتمام كبير فى الشارع الأسوانى ويسعى القائمون عليها جاهدين لتفعيل بنود المبادرة وتحويلها إلى واقع ملموس. عوض طاهر، من أهالى قرية أقليت التابعة لمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان، تحدث عن هذه المبادرة قائلاً: تحتاج الأسر لتفعيل مثل هذه المبادرات فى ظل الظروف المعيشية الصعبة داخل المجتمعات وعدم قدرة بعض الشباب فى الإقبال على الزواج وعزوف البعض الآخر منهم عن الزواج بسبب ارتفاع التكاليف المادية له، وكذلك الحال بالنسبة لأهل العروسة الذين يجدون صعوبة فى تجهيز بناتهم. إدريس محمد، من أهالى قرية بنبان التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان، أضاف أن قريتهم من أولى القرى التى نادت بمبادرات لتخفيف المعاناة للمقبلين على الزواج وتيسيراً على أهل العروسين، موضحاً بأن قرية بنبان أطلقت مبادرة بعنوان "وثيقة تخفيف تكاليف الزواج" وكانت قبل مبادرة الأزهر الشريف بفترة قليلة، وجاءت بعد تفكير وإجماع من شريحة كبيرة فى قرية بنبان والقرى المجاورة بضرورة التدخل للتخفيف على الشباب المقبلين على الزواج وكذلك مساعدة أسر الفتيات فى معاناة تجهيز العرائس منهن، فكان التفكير فى هذه الوثيقة التى تشير إلى إلغاء بعض المظاهر المتعلقة بالزواج وعدم المغالاة فى المهور وإلغاء قائمة المنقولات الزوجية وأيضاً إلغاء بعض العادات المتعلقة بالأفراح مثل "السيشن وإحضار المطربين والحفلات الصاخبة سواء فى ليلة الحناء أو الدخلة". وأشار الشيخ مصطفى البنبانى، إمام وخطيب بالأوقاف بمحافظة أسوان، إلى المغالاة والإسراف فى الاحتفال بالزفاف خلال الفترة الحالية والبعض يتباهى بكثرة الإنفاق على ما هو غير مفيد فى العرس، وهو أمر غير محمود ونهى عنه الشرع بعد أن أمرنا الإسلام بالترشيد فى الإنفاق خلال إقامة العرس، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّ أَعْظَمَ النِّكَاحِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُ مُؤْنَةً». وتابع الشيخ البنبانى، بأنه بفضل الله ثم بحكماء ورجال فى قرية بنبان تم الوصول إلى "وثيقة تخفيف تكاليف الزواج" للعمل بها، ومن بعض هذه البنود قراءة الفاتحة قاصرة على 10 أفراد من كل أسرة دون إعطاء أى هدايا أو مبالغ نقدية ولا حتى فى المناسبات مثل عيد الام وخلافه طول فترة الخطوبة، والشبكة لا تزيد عن 20 جراما من الذهب تلبس بعد كتب الكتاب، وحفل الزفاف ليلة واحدة فقط مفيش حاجة اسمها حنة يوم والدخلة يوم، وإلغاء النيش والسفرة تماما وكذلك زفة العفش وتوابعها، ولا يزيد فرش الشقة عن حجرتين وصالة ومطبخ وحمام ولو كانت الشقة أكبر من ذلك فبعد الزواج له ما يشاء، ويذهب العريس لإحضار زوجته من مكان زينتها بسيارة واحده وميكروباص فقط دون أن يتبعه سيارات كثيرة وعلى باقى المعازيم انتظار العرسان فى مكانهم، وإحياء ليلة الزفاف بالقرآن والإنشاد الدينى، وعدم التبذير فى إحياء ليلة الزفاف. وفى المقابل، أشاد أشرف عطية، محافظ أسوان، بروح التلاحم بين الجهود الحكومية والمجتمع المدنى والأزهر الشريف بقيادة فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لإطلاق مبادرة " لتسكنوا إليها " والتى أطلقها الأزهر الشريف على مستوى المحافظات وتستهدف تيسير الزواج وعدم المغالاة فى التكاليف للمقبلين على الزواج. وثمن المحافظ هذه المبادرة التى بدأت جولاتها داخل القرى والنجوع بمختلف المراكز والمدن بقيادة فضيلة الدكتور مرتجى عبد الرؤوف مدير عام الوعظ، وبإشراف الدكتور رمضان عبدالسميع وكيل وزارة الأوقاف بأسوان لتساهم بالتنسيق مع مبادرة " الناس لبعضهم " فى إعلاء القيم المعنوية للزواج، ونشر التوعية بأهمية التخفيف على كاهل الأسر المقبلة على الزواج بالمجتمع المصرى، وخاصة فى ظل الظروف الراهنة. وكلف بحشد جميع الجهات المعنية على مستوى المحافظة لتفعيل المبادرة وإبراز دورها وأهدافها والوصول إلى أكبر عدد ممكن من المستهدفين، وخاصة أن المحافظة بجميع أجهزتها حريصة على تقديم سبل الدعم لإنجاح المبادرة ، مع دعم تنفيذ اللقاءات والحلقات النقاشية وبرامج التوعية للمواطنين من الآباء والأمهات والشباب والفتيات بنطاق المحافظة بمشاركة أساتذة ومشايخ الأزهر الشريف ، والجهات المتخصصة بما يساهم بدوره فى الحد من ظاهرة انتشار الطلاق. ومن جانبها، أوضحت نجوى أحمد، مدير عام فرع ثقافة أسوان، بأنه تم إعداد برنامج تثقيفى وتوعوى متكامل بالتنسيق مع مجموعة متميزة من الدعاة والواعطين بالأزهر الشريف ، بجانب باقى الجهات المشاركة وجارى تنفيذه داخل مختلف القرى والنجوع. وأشارت إلى أن البرنامج التوعوى خلال شهر يوليو الماضى شمل تنظيم 88 محاضرة وندوة متخصصة داخل 14 قصر وبيت ثقافة ومكتبة بجميع المراكز والمدن، وتهدف هذه المحاضرات والندوات إلى تكثيف التوعية المجتمعية وتغيير الثقافات للتخلى عن كافة الشروط التعجيزية والعمل على تيسير المتطلبات اللازمة لإتمام الزواج ، وخاصة المتعلقة بالمهور والخطوبة وعقد القران ومسكن الزوجية وغيرها من التكاليف والتجهيزات المادية المطلوبة من العروسين. وفى السياق نفسه، نظمت وحدة تكافؤ الفرص بالمحافظة، ندوات توعوية بقرى سلوا بحرى التابعة لمركز كوم أمبو ، والشطب التابعة لمركز دراو وذلك تحت رعاية محافظ أسوان وبالتنسيق مع الجهات المعنية بهدف التأكيد على ضرورة تعديل بعض المعتقدات الاجتماعية القديمة الخاصة بتكاليف الزواج وتجهيزاته، مع تحفيز وتشجيعهم الأهالى بعدم المغالاة فى المهور مراعاة للظروف المعيشية وللقضاء على ظاهرة العنوسة وتأخر سن الزواج ، بجانب الحد من انتشار ظاهرة الغارمات وما يترتب عليها من مشكلات اجتماعية ونفسية خطيرة. كما عقدت الوحدة المحلية لمركز ومدينة نصر النوبة بالتنسيق مع وحدة السكان ووحدة تكافؤ الفرص، ندوة توعية داخل مقر الوحدة المحلية لقروى الدكة ضمن سلسلة الندوات التى يتم تنظيمها ضمن مبادرة " لتسكنوا إليها "، وخلال الندوة التوعوية تم طرح العديد من المقترحات والتى كان من أبرزها عرض تجربة مدينة كلابشة وقرية الدكة والتى تم تنفيذها تحت مسمى " وثيقة تيسير الزواج " بشأن تخفيض تكاليف الملابس والطلبات وتحديدها بمبالغ محددة وجارى العمل بهذه التجربة حالياً ، مع العمل على تحديد المهور بمبالغ ثابتة ومحددة يتم الاتفاق عليها، وإلغاء الاحتياجات الغير ضرورية والاقتصار على المستلزمات المهمة ، وكذا اقتصار الخطوبة على الأهل والأقارب فقط للعروسين بهدف توفير النفقات على الوجه الأكمل.