"يا ليلة العيد أنستينا وجددتي الأمل فينا يا ليلة العيد".. كلمات كلما سمعناها اقشعرت أبداننا بفرحة قدوم العيد، وتبدأ المنازل بإعلان حالة الطوارئ استعدادًا لاستقبال أول أيام العيد، ومن المتعارف عليه أن العيد مرتبط بمجموعة من العادات والتقاليد التى اعتادنا عليها منذ قديم الزمن، ولعل "لبس العيد" أحد أهم هذه العادات التى يتم التجهيز لها بطريقتين، الأولى وهى شراء الملابس الجاهزة من المحال وتعتبر هى الطريقة الأحدث التى يلجأ إليها معظم الأشخاص مستسلمين لغلاء الأسعار وارتفاعها خاصة فى موسم العيد، حيث تبدأ المحال فى عرض الموديلات المختلفة بداية من أول أيام شهر رمضان، وبمجرد أن يمر أول أسبوع من رمضان تتحول الشوارع والمحال إلى ساحة من ساحات الحرب، فالجميع يمشى من منطلق "نشترى قبل الزحمة" وكأن هذه الحملة هى التى تحكم أسلوب المصريين جميعًا، ومن ثم نجد المحال فى جميع الأيام تعانى من ازدحام شديد، وتصل ذروة الازدحام هذا فى العشر الأواخر من رمضان، إذ يفوز الشخص الذى يشترى ملابس العيد لأبنائه بسهولة بلقب "بطل"، وتتواجد مجموعة من المناطق فى مصر التى ارتبطت بشراء "لبس العيد" مثل منطقة وسط البلد التى كانت ومازالت قبلة كثير من المصريين ليجدوا ضالتهم، من أعرق المحال التى يعود عمر إنشائها إلى عشرات بل ومئات السنين.
أما الطريقة الثانية هى "تفصيل" ملابس العيد وبالرغم من الأغلبية العظمى لا تلجأ لهذه الطريقة، إلا أن بعض الناس متمسكين بها بشكل كبير، خاصة إنها الطريقة الأم بالنسبة لملابس العيد، فحكايات كثيرة يمكن أن نسمعها من أبنائنا وأجدادنا عن "توب القماش" الذى تشتريه الأم قبل العيد وتفصل منه ملابس العيد لها ولجميع أبنائها، وبعض السيدات اللاتى لديهن هواية الخياطة كن يقومن بذلك بأنفسهن، وسط أجواء من الفرحة وحضور الجيران، أما السيدات اللاتى لم يجدن الخياطة فيذهبن إلى الترزى حتى ينفذ لهم ملابس العيد الخاصة بالأطفال التى لم تختلف موديلاتها كثيرًا بعض، فمن كان يدخل إلى أحد بيوت المصريين قديمًا وقت العيد، يشعر كأنه دخل إلى "حوش" مدرسة وقت طابور الصباح فالأطفال جميعهم ملتزمون بزى متشابه الألوان والموديلات، تطورت الأيام وموديلات الملابس وتعددت خطوط الموضة حتى وصلنا حاليًا إلى أزياء بماركات عالمية وصيحات موضة غريبة، إلا أن ذلك لم يمنع بعض النساء من التمسك بعادتهن فى تفصيل الملابس.
الحاجة صباح وحكاية لبس العيد على ماكينة الخياطة"
وتحكى الحاجة صباح مصطفى 56 سنة لـ"انفراد" عن تمسكها بتفصيل ملابس العيد لأبنائها وأحفادها وتقول: "اعتادنا قديمًا على تفصيل لبس العيد، وأنا بشكل شخصى بحب الخياطة جدًا وهى هوايتى من زمان، وكنت بفصل لأولادى لبس العيد بتاعهم وهم صغيرين، ولما كبروا شوية بقوا عاوزين أجيب جاهز زى أصحابهم، وبقيت بجيلهم طقمين واحد جاهز، وحاجة بسيطة أنا بفصلها، ودلوقتى بقى بفصل لأولاد ابنى وبنتى هم لسه صغيرين أوى، وقولت إن السنة دى لازم أعملهم لبس العيد، جيبت قماش عشان أعمل فستان لحفيدتى، وسالوبيت صغير لحفيدى، وطبعًا بجيب القماش على الموضة، وكمان بفصل الستائر الخاصة بيا وملايات السرير بجيب القماش وأعمل اللى على كيفى، وكل عيد بغير ديكور الشقة وبعمل كسوة جديدة للأنتريه".
التفصيل أوفر لأصحاب العيال
ويحكى أيمن هاشم الترزى عن إقبال نساء على تفصيل الملابس ويقول: "فيه بنات كتير جدًا وستات بيحبوا يفصلوا لبس العيد، عشان ينقوا حاجة بمزاجهم وبمقاسات مظبوطة، وفيه ستات بتيجى تفصل لأولادها لبسهم، عشان اتعودوا على كدة وشايفين إن ده الأفضل، ولو فكرنا صح هنلاقى إن التفصيل أوفر كتير من الشراء الجاهز للناس اللى عندهم عيال كتير".