هل حملت جولة الوسيط الأمريكى فى ملف الترسيم البحرية بين لبنان وإسرائيل عاموس هوكشتاين، المكوكية إلى بيروت تطورات فى مسار المفاوضات المجمدة بين البلدين؟.
ربما كان هذا السؤال الأبرز على الساحة اللبنانية الداخلية بالتزامن مع زيارة عاموس هوكشتاين إلى بيروت، للقاء المسئولين البارزين بالدولة لوضع الطوط العريضة لإعادة إحياء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل .
لقاء عون وهوكشتاين
وعقد الرئيس اللبنانى ميشال عون لقاء موسعا في قصر بعبدا مع المبعوث الأمريكى، واستطاع لبنان إجبار إسرائيل على التراجع عن المطالبة بتعويض مالي عن حقل قانا أو التنقيب في حقول مشتركة، وأكد هوكشتاين أنه لم يحصل على موافقة إسرائيلية أخيرة على الطرح اللبناني السابق بشأن حدود التقسيم، مؤكداً أن بلاده مصرة على استكمال الوساطة وإنجاز الاتفاق.
وغادر هوكشتاين إلى إسرائيل أمس عبر الناقورة، وأُعلن أن مجلس الوزراء السياسي والأمني ( الكابينت) الاسرائيلي سيناقش الاربعاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
ويترقب لبنان ما سيحمله الأسبوعان المقبلان، وهي المدة التي حددها للحصول على جواب: فإما حل أو شرارة تصعيد.
وفيما يتعلق بحقل قانا، قالت مصادر مطلعة وفق "لبنان 24" إن الوسيط الأمريكى صرح بأنه لم ينتزع موافقة إسرائيلية نهائية على الطرح اللبناني. واتفِق على أن يتم حسم الأمور خلال عشرة أيام أو أسبوعين على أبعد تقدير.
عرض إسرائيلى
وعلى صعيد متصل اجتمع هوكشتاين مع الرؤساء الثلاثة في بعبدا، ليحصل على موقف موحد للبنان الرسمي من هذا الملف الاساسي، بعدما اشتكى تكرارا من عدم وحدة موقف لبنان وتكشف المعلومات التي سربت عن عرض إسرائيلي نقله هوكشتاين وهو بمثابة مقايضة بين منح لبنان الخط 23 مع مساحة 160 كلم مربع جنوب الـ 23 مع حقل قانا كاملاً، مقابل خط متعرج يمنح "إسرائيل" مساحة 180 كلم مربع شمال الخط 23 مع اشتراط تضمين الاتفاق يتحدث عن أنه في حال تداخل الحقول عند الحفر يكون الحل اما بتقاسم الحقول أو تبادلها، ولكن قوبل العرض برفض الجانب اللبناني وأتى الرد اللبناني على لسان عون بالتمسك بالخط 23 وعدم المس بالبلوك 8 ولا بحقل قانا وهنا وعد هوكشتاين بمراجعة الإسرائيليين وحاول الخروج من الحديث وانتقل الى ملفات أخرى، لكن عون أشعره بأن مهمتك واحدة تقتصر على ترسيم الحدود.
حقل قانا
وكان موقف لبنان في الاجتماع موحداً، بحيث أبلغ الرؤساء الثلاثة الوسيط الأمريكي تمسك لبنان بالاقتراح الذي قدمه سابقاً لناحية الخط 23 وحقل قانا كاملاً، كما أبلغوه تمسك لبنان بكافة حقوله النفطية.، وأنه ليس هناك فترة زمنية محددة لعودة هوكشتاين إلى لبنان لكن يُرجح أن تكون ضمن أسبوعين، في ضوء توافق الجانبين اللبناني والأمريكي على أن الفجوة ضاقت.
وتم الاتفاق على المضي في المفاوضات من خلال عودة هوكشتاين الى بيروت بعد مراجعة إسرائيل، دلالات متناقضة مع الأجواء الإيجابية التي كانت عممت عقب الاجتماع. ويصف المسؤولين القريبين من رئيس الجمهورية المحادثات بالايجابية. ومن جانبه قال وزير الخارجية عبد الله بو حبيب لقد لمسنا "تقدم هائل". وفق صحيفة "النهار".
أجواء إيجابية
وفى الوقت الذى سارعت فيه الدوائر الرئاسية إلى تعميم أجواء مفعمة بـ"الإيجابية" من أروقة قصر بعبدا حيال مفاوضات الترسيم، رأت مصادر أخرى بأن هذا تفاؤلاً مصطنعاً لا يرتكز على أي أساس ملموس بعد. إن عودة الوسيط الأمريكى إلى بيروت من دون أن يحمل أي طرح جديد بالتوازي مع إعلان الخارجية الأمريكية استحالة توصل لبنان إلى اتفاق حدودي مع إسرائيل خارج إطار التفاوض الدبلوماسي، فذلك بحد ذاته مؤشر بالغ الدلالة على كون هوكشتاين يواصل جهوده بمعزل عن مهلة لبنان، مكتفياً بالإشارة إلى أنها ستكون خلال الأسابيع المقبلة .
وتكتم المسؤولون على تفاصيل المحادثات التي أجراها مع كبار المسؤولين، وقالت مصادر سياسية أن الفجوة ضاقت وإن الوسيط الاميركي سيستكمل جهوده، وأنه خلال أسابيع قد يصل الرد ، مشيرة إلى أن ما من تقاسم للثروات في البلوكات وإن ما من أحد طلب مد الأنابيب.