يواجه العديد من الكائنات الحية في العالم تهديدات خطيرة بسبب مضاعفات تغير المناخ، وهناك العديد من النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض، كما يتعرض التنوع البيولوجى البحرى أيضاً لتهديدات خطيرة في العديد من المناطق وقد حظيت قضية التنوع البيولوجى أو ما يسمى بالمحافظة على الحياة بـ "الفطرة" وتنميتها باهتمام بالغ ومبكر من الحكومات وما حققته من إنجازات هامة في هذا المجال.
وباعتبار أن هذا التنوع البرى و البحرى يشكل جزء أساسى من خطة الدولة من خلال تنفيذ مجموعة واسعة من الخطط والمبادرات في سياق استراتيجى للتنوع البيولوجى لمكافحة التصحر واستدامة البيئة الساحلية وغيرها.
ووفقاً للأمم المتحدة أن تغير المناخ بقصد به التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس و قد تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث، على سبيل المثال، من خلال التغيرات في الدورة الشمسية ولكن، منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية المسبب الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفورى، مثل الفحم والنفط والغاز وينتج عن حرق الوقود الأحفوري انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل مثل غطاء يلتف حول الكرة الأرضية، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة.
وتشمل أمثلة انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تغير المناخ ثاني أكسيد الكربون والميثان و تنتج هذه الغازات، على سبيل المثال، عن استخدام البنزين لقيادة السيارات أو الفحم لتدفئة المباني، يمكن أيضا أن يؤدي تطهير الأراضي من الأعشاب والشجيرات وقطع الغابات إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، وتعتبر مدافن القمامة مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غاز الميثان، ويعد إنتاج واستهلاك الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين مصادر الانبعاث الرئيسية.
قال الدكتور محمد على فهيم مدير مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن تأثير التغيرات المناخية 100 ضعف أي أزمة سياسية حتى و إن كانت حرب مؤكدة أنها أزمة مستمرة فهى ظاهرة ذات أسباب بشرية
لافتاً إلى أن المناخ ظاهرة طبيعية يوجد فيها بعض التقلبات والتغيرات الموجودة على أجزاء معينة من سطح الأرض، لكن ما زال المناخ جزء من "الكون - الكرة الأرضية – جزء من الحياة"، فالإنسان لابد أن يتأقلم مع هذا التغير وليس العكس أن ينتظر تغير المناخ لأجله لأنه ليس بيد أحد فهذا السلوك الكونى موجود يتحكم فيه الخالق الذى أعطانا جزء من العلم نقدر من خلاله معرفة الأمور.
أضاف فهيم أن التقلبات المناخية التى تحدث هى جزء من التغيرات المناخية التي لا تقتصر على زيادة في الحرارة أو صقيع فأحياناً تحدث بعض التقلبات التى قد تكون عنيفة فى توقيتات غير طبيعية، مشيراً إلى أن تغير المناخ هو غول التنمية سواء كانت زراعية أو أي تنمية أخرى هو الهادم الذى يهدم كل الأنشطة أو الإنجازات في أي دولة.
أوضح فهيم أن تغير المناخ بدأ العالم ينتبه له منذ 30 عاماً عندم أصبح واضحاً أن الظروف المناخية بدأت تتغير والتى اعتمد عليها تغير الكثير من مظاهر الحياة الموجودة فعلى سبيل المثال زيادة الحشرات المنزلية سواء كان البعوض في المناطق الريفية والمناطق التي يوجد فيها مسطحات مائية نتيجة أن هناك عدد أكبر من الأجيال فى العام ، حيث تواجد أجيال متصلة في الوقت الحالي.
أشار فهيم إلى أن مصر تقع في مناخ حيز البحر الأبيض المتوسط وهو معروف منذ آلاف السنين من أكثر مناخات العالم استقراراً لذلك معظم الحضارات الإنسانية قامت على جوانب البحر المتوسط في مصر أو العراق أو اليونان أو إيطاليا، وحالياً هذا المناخ بدأ في التغير فعلياً وهذا التغير سلبى جداً، مؤكداً أنه لا يوجد مكان على سطح الأرض بعيد عن التغيرات المناخية، وأن التغير المناخى أصبح حادرث على أرض الواقع خصوصاً بعد تعرض أوروبا لعواصف وسيول وحرائق، متابعا: "الموضوع مش فانتازيا إعلامية فمنذ الثورة الصناعية بدأت عملية قياسات الأرصاد، وأن هناك ارتفاع في درجة حرارة الأرض وصلت إلى 1.1 درجة"، لافتاً إلى أن الاحتباس الحرارى وراء ارتفاع درجة الحرارة التي تقارب 50 مليار طن سنوياً خصوصاً وأنها لا تضمحل بمرور الزمن.
وقال فهيم إن مصر بلد صحراوى فكل الأنشطة على مساحة 3% من المساحة الكلية، اذاً مناخها صحراوى، لافتاً إلى أن دور مركز تغير المناخ هو تقديم الدعم الفني والتقنى من أجل خطط التكيف والتخفيف مع قضايا المناخ في قطاع الزراعة بما ينعكس على التخفيف من الاثار السلبية للتغيرات المناخية.