تختلف طقوس الاحتفالات بعيد الفطر من محافظة لأخرى، فما بين سيناء وسيوة حلايب وشلاتين وبلاد النوبة قليل من التشابه، انفراد رصدت مظاهر الاحتفالات المصريين على الحدود.
العيد فى سيناء يبدأ بزيارة أهالى المتوفين
تشهد مدن محافظة شمال سيناء مظاهر خاصة للاحتفال بعيد الفطر، فبحسب سعيد زايد أحد سكان مدينة رفح يبدأ شباب العائلة أو القبيلة بالتجمع فى ديوان أو "مقعد" القبيلة لاستقبال أفواج القبائل والعائلات الأخرى، إلا أنه حاليا لم يعد كما كان فى السابق، حيث بدأت هذه الأعداد تقل بنسبة تصل إلى 80% بسبب ترك العديد من الأسر أماكنهم ومنازلهم .
ويتابع: أساس العيد هو صلة الأرحام وتبادل الزياراتالعائلية ومعايدة الجيران، مضيفا من بين أهم العادات التىيحرص الجميع فى الشيخ زويد ورفح على ممارستها هو زيارة منزل المتوفى حديثا، فكل أهل المنطقة يحرص على ذلك كأول زيارة بعد الانتهاء من صلاة العيد.
أما هشام محمد من سكان مدينة العريش فيقول: إن أهم طقوس الاحتفال بالعيد هو تناول وجبة الفسيخ أو الرنجة أو السمك، حيث يعتبر طقسا أساسيا لدى أهالى العريش.
كرتونة الطفل والسلام على الخطيب للفوز فى سيوة
فى سيوة القريبة من الحدود المصرية الليبية، يبدأ الاحتفال بعيد الفطر مبكرا مع بداية شهر رمضان من خلال ما تجمعه الأسرة فى كرتونة طفلهم حديث الصيام "أول عام صيام" لتوزيعها فى العيد، بحسب ما يقوله يوسف جيرى أحد سكان واحة سيوة، حيث تضم هذه الكرتونه أكياس من الشيبسى والكيك بالإضافة إلى كعك العيد.
لا ينتهى استقبال العيد بكرتونة الطفل الصائم لكن من منتصف شهر رمضان بحسب "جيرى" تتجمع سيدات المنطقة فى منزل أحداهن لتجهيز مخبوزات العيد على الطريقة السيوية، مثل المنينة "كيك" بالإضافة إلى "كيك محشى عجوة أو ملبن" بالإضافة إلىالبسكويت الليبى، والكعك وبيتى فور، وهى ما يقدم للمعيدين خلال استقبالهم بالمنازل.
قبل الخروج إلى صلاة الفجر والعيد تحرص السيدات على تقديم التمور للرجال قبل الخروج، مع إشعال البخور المغربى فى المنزل من أجل إضفاء رائحة زكية بداخله، وهو نفس ما يحدث فى مصلى العيد.
ويضيف "جيرى" أن السيدات يخرجن إلى صلاة العيد فىأفواج من كل منطقة، ويصلين بجوار مصلى الرجال لكنخلف التحويطة، وفى أعقاب انتهاء الصلاة تبدأ عمليةتوزيع محتويات كرتونة الطفل الصائم بالإضافة إلى هداياللسيدات مثل التوكة والمشطة.
للرجال فى سيوة تقليد غريب، حيث يتسابق المصلون بعدانتهاء الصلاة للسلام على الخطيب لأن الأسبق فى السلام سيكتب له عمرة أو حج خلال العام، هكذا يعتقد الرجال فى سيوة بحسب ما يقول جيرى الذى يوضح أنها عادة تعودنا عليها لكنها لا تتحقق.
ويضيف ينتظم المصلون خلف الأمام لبدء السلام على جميع من حضر للصلاة حتى يتصافحوا جميعا، ثم يلتفون فى دائرة لقراءة الفاتحة بصوت عالى ثم الدعاء، ثم المغادرة إلى منازلهم.
بعد الانتهاء من الصلاة يتجه الجميع إلى منازلهم لتناول وجبة الإفطار "ناكناف مع الرقاق" المكونة من كبدة ناضجة فى زيت الزيتون، ليبدأ بعدها رحلة العيد على الجيران والأهل والأقارب، وفى عصر اليوم الأول تبدأ زيارات الأقارب فى القرى المجاورة.
يسمح أهالى سيوة بزيارة خطيب ابنتهم لهم فى اليوم الثانى بحيث يجب على الشاب ترك عيدية خطيبته ما بين مبالغ نقدية أو عبايات، كما أن له عيدية أو هدية من أهلها، فهم يحرصون على إهدائه ما ينفعه فى الزواج، بحسب ما يرويه جيرى.
ويكمل لا يوجد ما يسمى بعيديه الأطفال بمبالغ مالية لكن تنحصر هدية الأطفال فى ملابس العيد الجديدة مثل الجلابية والصدرية والسروال التى يتم تفصيلها خلال شهر رمضان.
حلايب وشلاتين: الأهالى يستقبلون المعيديين بالعطر والخبيز
تختلف طقوس العيد من سيناء إلى حلايب والشلاتين فبحسب آدم سعد الله أحد سكان قرية أبو رماد فإن جميع سكان المنطقة حريصون على أداء صلاة العيد بالخلوة أوالمسجد وبعد الإنتهاء من الصلاة يبدأ جميع المصلين فى معايدة جميع أهالى القرية، حيث يستقبل أصحاب المنزل المعيدين بالعطور والخبيز "الكعك".
يتجمع شباب العائلة فى منزل الجد فى اليوم الأول للعيد لاستقبال المهنيئن من العائلات الأخرى، ثم تناول وجبة الغداء من لحم السلات الذى ينضج على الزلط، بالإضافة إلى شرب قهوة بالقرفة وتعتبر المشروب الرسمى لأهالى المثلث الحدودى حلايب والشلاتين.
زى العيد فى النوبة جلابية بيضاء.. والخروج من الصلاة أفواج للتهنئة
فى النوبة يبدأ الاحتفال بعيد الفطر من بعد صلاة الفجرا لتى يحرص فيها الأطفال على التواجد مرتدين الجلابيب البيضاء، كما يترحك الناس فى أفواج لتقديم التهانى.