إبداع على أوتار النول.. رسومات سجاد فوه تحاكي الطبيعة.. منتجات المدنية الشهيرة تصل للدول الأوربية.. الأيدي الناعمة تقتحم المجال.. والمحافظة ووزارة التضامن يسوقان المنتجات.. والصناع: لن نترك مهنة الأجد

"فوه" بلد العجايب مش آثار ووفود سياحية ومياه النيل الصافية وبس، ولكنها تتميز بمهنة السجاد والكليم، ومش مجرد مهنة، لكنها تنطق برسومات طبيعية وحكايات وأحداث تاريخية تعبر عن عبق الماضي، وما بين كبر سن "الصنايعية"، وإقبال قليل من الشباب، إلا أننا وجدنا إقبال كبير من الفتيات لإحياء المهنة، فهن اقتحمن مهن الرجال الصعبة، تعلمن الصعب وحبوا مهنة الفن والهندسة. مهنة يرسمن من وحي خيالهن رسومات طبيعية وأشخاص وأشكال متعددة مستخدمات خيوط متلونة، ترتسم على وجوههن فرحة، شقيانة وسعيدة، وتنسجن خيوط السعادة لصناعة جوبلانة وسجادة من فكرهن وفنهن، لتعيد للمدينة الأثرية ذات365مسجداً أثريا مكانتها، ولتعود المنتجات لسابق عهدها تغزو أسواق أوربا. وبدأ اللواء جمال نور الدين، بالتعاون مع الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في مساعدة الصنايعية في أعمال التسويق. قال محمد السيد صبح، من أقدم العاملين بالمهنة، مدينة فوه من أشهر المدن صناعةً للسجاد، والجوبلان، والكليم، فمنذ عام1812بدأ انتشار المهنة، وكذلكفي عهد محمد على، الذي أنشأ مصنع الطرابيش ومصنعين للغزل، ومن يومها أصبحت فوه محط أنظار العالم كله، وتوافد الأوربيون على شراء السجاد والجوبلان والكليم اليدوي من فوه ابتداء من القرن الـ19، وكانت مساجد مصر تُفرش بسجاد فوة أيام محمد على باشا، وأيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ورجل الحرب والسلام محمد أنور السادات، بعدها بدأ المنحنى يتجه للاندثار. وأضاف صبح، حكايتنا طويلة في هذه المهنة التراثية، البداية كان أعمال بداية باستخدام صوف جز الغنم، وبدأت عملية التطوير من جز الغنم للتريكو وكتان وصباغة نباتية وألواح فنية بطريقة فطرية، فالصنيعي لم يلتحق بكلية، ولكنه تعملها بالممارسة، مؤكداً أنه بدأ العمل، وكان عمره10سنوات، وعلى مدار55سنة علم أجيال، وبرغم تطوير الصنعة، إلا أنها شهدت فترة ركود. وأضاف صبح، عمل السجاد والجوبلان والكليم مهنة صعبة ولكن من يعشقها مهنة متميزة، مهنة الفن والجمال، وهناك من يستمر في صناعة قطعة من الجوبلان لمدة عام كامل، يخرج أروع الرسومات سواء رسومات طبيعية أو رسومات اثرية، فالصنيعي يحول الصورة لعمل فني على النول، لذلك كانت الدول الأوروبية تتهافت على تلك الصنعة من " طليان وألمان وأنجليز وروس"، إضافة للأمريكان، وكانت إحدى المصادر الهامة في مصر لإدخال العملة الصعبة، مؤكدا أننا نصمم لوحات بيكاسو، بصورة أفضل لأنه يصممها من وجه واحد، ولكننا نصممها من وجهين على الجوبلان والسجاد والجوبلان، مؤكداً أننا نطور من أنفسنا ونواكب تطورات العصر. وقال السيد حوطل، صنايعي، إن مدينة فوة تتميز بنشاطها الحرفي والصناعي، فلها شهرة كبيرة في صناعة السجاد والكليم والجوبلان والطوس الذي يلقى رواجا وإقبالا في أمريكا ودول أوروبا الغربية، وأدى موقع مدينة فوة المتميز على طريق رئيسي يربط دسوق بمطوبس في موقع متوسط منه وموقع مقابل لمدينة المحمودية "بحيرة" على الجانب الآخر من فرع رشيد إلى ازدهار التجارة بالمدينة وإلى علاقات متميزة بالمراكز والمدن المجاورة، مؤكداً أن ما يميز فوة الأثرية أن بها365مسجداً بالإضافة للتكية الخلواتية، وربع الخطايبة وغيرها من الآثار الإسلامية. وأضاف حوطل، كان لإنشاء مصنع غزل فوة، الفضل الكبير في انتشار صناعة الجوخ والكليم، بفوة فنجد أبناء فوه يتدربون على الأنوال ويصنعون الكليم والسجاد وغيرها، وكانت بفوه قاعات خصصت لصناعة الكليم، منها ما هو يرجع إلى القرن19الميلادى، وأغلب أهالي فوة يخصصون الطابق الأول من منازلهم لأنوال نسيج الكليم اليدوي. وأضاف طورنا نفسنا وأدخلنا أنواع كثيرة من المواد على الصنعة، ومنها الكتان والقطن، والتريكو، ووصلت شهرتها للأمريكان، وأوروبا، حتى الشعب المصري عرف قيمة تلك الصنعة، فكانت الأغلبية تستعمل سجاد المكن، وعندما عرفوا الفرق بين سجاد المكن والسجاد اليدوي ، بدأ الاتجاه للسجاد اليدوي، لأنه سجاد صحي، لا ينقل ولايتسبب في الأمراض، مثل سجاد المكن، فكل الأدوات التي نستخدمها طبيعية من المواد الخام" كتان وصوف غنم". وأكد للأسف الشديد كان من يعمل في تلك المهنة15ألف نسمه، أما الآن في فوه لا تتعدى الـ500صنيعي وعامل، ولكن ظهرت بادرة أمل من قبل المحافظة بتوجيهات اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، وبالتعاون مع وزارة التضامن، وتم شراء الدفعة الأولى من السجاد الراكد بـ323ألف جنيه، وسيتم تدريب عدد من الشباب والفتيات لإحياء المنة من جديد،ونتمنى دوام الصناعة. وأكد إبراهيم أبو دشيش، أن أجمل ما يميز جوبلان، وسجاد وكليم فوة، تلك الرسوم المنقوشة على المنتجات المستمدة من واقع الطبيعة والبيئة الريفية، منها العصافير والطيور والأراضي الزراعية والخيول، ورسوم تاريخية، والأهرامات وأبو الهول، وكذلك الرسوم الإسلامية مثل المساجد، أو الآيات القرآنية، والغزوات الإسلامية، وحياة العرب فتى الصحراء، وحياة الفلاح المصري، وابتكر أهالي فوة صناعة شنط المدارس من السجاد، بأرخص الأثمان وأسعارها تتراوح ما بين27جنيها لـ40جنيها تتميز بأنها صحية ليس لها أثار جانبية، بالإضافة لجمالها، كما صنعوا المقلمة وغيرها من الشنط الصغيرة. وأكد الدكتور أحمد المصري، من أهالي فوه ، أنه أصبحت صناعة السجاد والكليم على وشك الاندثار، بعد أن كانت المدينة واحدة من أكبر قلاع الصناعة في مصر، مشيراً إلى أن منتجات فوة كانت تصدر لكل الدول العربية والأوربية، وكان يعمل بها85% من أبنائها فى هذه الصناعة، وتنتج نحو77% من إنتاج مصر من الكليم والسجاد اليدوى والجوبلان المعروفة بأنها حرفة الفن والذوق الرفيع، والمستوحاة من وحى الطبيعة المصرية، ورغم إغلاق عشرات الورش بها وتسريح المئات من العاملين ما زالت فوة تحتفظ ببعض من هويتها، فبمجرد أن تطأ أقدام زائريها أرض المدينة، تستقبلهم عشرات اللوحات الفنية "الجوبلان"، بالإضافة إلى السجاد اليدوى و الكليم المرسوم بإتقان كبير، وبلمسات فنية إبداعية، بكافة أشكاله وألوانه. وقالت نوار صبح، أنها تعلمت مهنة السجاد والكليم في سنة، وتعمل بها منذ3سنوات، وبرغم أن والدها كان يعمل بالك المهنة فلم تفكر يوما في امتهانها، ولكنها عندما وجدت العديد من الفتيات والمتزوجات، بدأن يعلمن في تلك المهنة، فصممت على العمل بها، ورغم صعوبتها إلا أنها تجد نفسها بها، مشيرة إلى أنها تستطيع إنهاء العمل في قطعة السجاد في يومين أو ثلاثة فقط. وأضافت نوا صبح، هذه المهنة تحتاج لذهن صافي، لأن الانسان يعمل بكل أجهزته من يدين وقدمين وعيون وذهن متيقظ ، لإخراج لوحة فنية متميزة، ولعشقها للمهنة تريد العمل بها لمدة24ساعة، وعندما تنزل من على النول تريد العودة له مرة أخرى، لدرجة حبها للمهنة عندما ترى نول في أي مكان تريد العمل عليه، لتنتج أفضل ما لديها، وتشعر بالفخر والسعادة عندما تنتهي من صناعة السجادة أو الكليم. وقالت رانيا على الصعيدي، حاصلة على دبلوم التجارة: هناك من الأهالي لا يرحبون بعمل الفتيات بمهنة صناعة السجاد والكليم، لأنها مهنة صعبة، ومهنة الرجال، وأن تقتحم الفتاة تلك المهنة أمر لا يقبله الكثيرون، ولكنها أحبت تلك المهنة من صغرها، فوالدها يعمل بتلك المهنة، فقررت الحفاظ على مهنة أجدادها ووالدها، مؤكدة أن عملها ليس حفاظا فقط على مهنة التراث ولكنها عشقتها لأنها تساهم في عمل جمالي رائع، والعملية مش عملية صناعة سجاد وكليم ولكنه عمل فنى رائع، وهناك سجادة تستغرق صناعتها أسبوع أو15يوما حسب حجمها. وقالت مي رمضان، مهنة صناعة السجاد مهنة تحتاج تتطلب التركيز وكل حواس الفتاة تعمل معاً في وقت واحد، وما زاد حبها لها أن الخامات متوفرة، مشيرة إلى أفضل ما تفعله الفتيات تعوض هجرة الشباب لتلك المهنة، فالشاب كل همه وظيفة سهلة ومكتب يجلس عليه فقط، ولكنهن يفضلن مهنة الفن والهندسة، مهنة الإبداع، مهنة كل فنان مبدع فكل سجادة لها تقسيمة معينة ودوائر تحتاج للتركيز، مشيرة إلى أنها تعلمت رسم الأشكال، والرسومات ال متعددة من مربعات ومكعبات متساوية مستخدمة خيوط متعددة الألوان، مؤكدة أنها مهنة جميلة تعمل بها حفاظاً على التراث، وأن كل قطعة تصنعها تعشقها وتحبها، وكلما صنعت سجادة تصورها لتأخذ آراء الآخرين، سواء فى شكل الرسمة أو تناسق الألوان، والمسألة ليست مسألة ماديات، لكنها فن فهناك رسام بالفرشة ورسام بالرمال، وأنها رسامة بالنول، ترسم ما تريده، مؤكدة أن مهنة الكليم مهنة جذابة، وتحتاج لصبر وتحمل، وكلما صنعت سجادة قبلتها، و تضعها أمامها لتتأملها. وقال سعيد عثمان، شيخ الصنايعية، إنه سعيد بتعليمه للفتيات تلك المهنة، فالفتاة تأتي للمشغل يعرفها أسماء الأدوات التي تستخدمها ومنها "النول، النير، الكف، المكوك، السدة، الدواسة"، وغيرهم من الأدوات سواء ما تمسكها بيدها أو بقدميها، وهى واقفه على النول، كما يعرفها نوعية الصوف، وكيفية نسج الخيوط، وعرض النول ويكفية اختيار الأشكال وتطبيقها، واختيار الألوان. وقال إسلام طه، معاون محافظ كفر الشيخ، الاستثمار ليس بمعزل عن مهنة السجاد، فلدينا صناعة لها تاريخ، فبسبب الظروف الاقتصادية أيام كورونا وما بعدها حدث ركود على دول العالم، وكافة الصناعات، ومنها السجاد والكليم وتبين أن هناك مخزون كبير لدى الصنايعية في فوه، لذلك وجه اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، بالاهتمام بالصناعة، وتم التواصل مع وزارة التضامن لعمل مبادرة للنهوض بالصناعة، والمرحلة الاولى بدأت بشراء كل الراكد من السجاد لاستخدامه في منازل سكن لكل المصريين، وهذا في حد ذاته تسويق كبير، وتم تخصيص عدد من المعارض، ويتم التسويق عند كل جولة من الجولات الوزارية، وسيتم تدريب عدد من الشباب ليشربوا المهنة من كبار الصنايعية الذين عملوا لمدة تزيد عن 55 سنة فيها، وهناك بروتوكولات ليأخذ السجاد مكانته، إضافة لتوزيع نول على عدد من الشباب والفتيات لإعادة المهنة لسابق عهدها. وأكد اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، حرص المحافظة والقيادة السياسية علي دعم الصناعات الصغيرة ولاسيما الصناعات الحرفية لما تمثله من أهمية كبري و تنمية حقيقية في المجالات المختلفة، ولما كانت صناعة السجاد والكليم في مصر علي وجه العموم وفوه علي وجه الخصوص تشتهر بشهر عالمية نتيجة جودة الصناعة العالية ودقة المصنعين وحرفيتهم التي لا يوجد لها مثيل في أي مكان أخر، فالمحافظة تولي اهتماما شديدا لتلك الصناعة، وقد قامت المحافظة بالتنسيق مع الشباب والرياضة، مؤخرا بعمل أكثر من دورة تدريبية لتعليم حرفة السجاد والكليم كما تم عمل أكثر من دورة للتسويق الإلكتروني للمصنعين وذلك ضمانا لسهولة انتشار الصناعة ومواكبة التقدم التكنولوجي في مجال التسويق. وأشاد عمرو البشبيشى، نائب محافظ كفر الشيخ بجودة المنتجات والحرفية العالية التي يتسم بها مصنعي السجاد والكليم في فوه، و التي تعتبر أحد كنوز محافظة كفر الشيخ، مؤكداً حرص المحافظة علي دعم وتنمية الصناعة بكل السبل وذلك لأنها تعتبر أحد أهم ركائز التنمية داخل محافظة كفر الشيخ.










































الاكثر مشاهده

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

رابطة العالم الإسلامي تُدشِّن برنامج مكافحة العمى في باكستان

;