تعمل أوروبا على تسريع تعتيمها الكبير لتوفير الطاقة فى الشتاء القادم، ولذلك فإنها تقوم بعدة إجراءات منها الاعتماد على مصابيح الشوارع نصف الغازية والاستحمام البارد فى الصالات الرياضية بعد حظر استخدام سخانات المياه، بالإضافة إلى تدابير أخرى.
وبدأت العواصم الأوروبية الرئيسية فى تطبيق تدابير لتوفير الطاقة بهدف تقليل اعتمادها على امدادات الغاز الروسى، وذلك حتى توفر احتياطات الغاز حتى الشتاء القادم، ويهدف الاتحاد الأوروبى إلى تجاوز 90٪ من طاقة احتياطيات الغاز قبل بداية أكتوبر.
فى إسبانيا، أطلقت الحكومة خطة تركز على حدود درجات الحرارة - 27 درجة للتكييف و19 للتدفئة - والإغلاق الإلزامى للأبواب فى المبانى المكيفة وإلغاء الإضاءة فى نوافذ المتاجر والمبانى العامة غير المأهولة بعد الساعة العاشرة ليلا، مع إجراءات مماثلة لتلك التى تم تبنيها فى دول أخرى والتى أحدثت ضجة بين التجار وقطاع الخدمات والمعارضة السياسية.
وفى ألمانيا، ستضطر إلى خفض طلبها على الغاز بنسبة 29% مقارنة بعام 2021، لمواجهة احتمال خفض الإمدادات الروسية، وكانت برلين واحدة من أوائل العواصم الأوروبية التى أعلنت عن تدابير جذرية مثل التعتيم الليلى لحوالى 200 نصب تذكارى مثل بوابة براندنبورج.
كما خطت ميونيخ إلى إغلاق حمامات الساونا الخاصة بها، وذلك بعد منع الماء الساخن، كما هو الحال فى هانوفر حيث ستكون هناك تدفئة فقط بحد أقصى 20 درجة مئوية بداية من 1 أكتوبر وحتى 31 مارس.
كما تم تحويل الحمامات الساخنة والحمامات فى الصالات الرياضية أو حمامات السباحة العامة إلى شيء من الماضي، وسيتم إنشاء آليات فى إشارات المرور فى المناطق الأقل حركة مرورًا بحيث تنطفئ عند عدم وجود حركة مرور.
كما فى الحال فى إسبانيا، اقترحت حكومة إيمانويل ماكرون تعتيم نوافذ المتاجر فى المتاجر والمبانى التجارية، وقاعدتها أكثر تحديدًا من الإسبانية، حيث تثبت أن الإجراء سارى المفعول من الساعة الواحدة صباحًا (أو بعد ساعة واحدة من توقف النشاط) حتى السادسة. سيكون الحد الأقصى لتكييف الهواء 26 درجة.
فى باريس، يفرض مجلس المدينة بالفعل على المبانى المكيفة إبقاء أبوابها مغلقة، مع فرض عقوبات قدرها 150 يورو لمن لا يمتثلون لهذا القرار، ولكن ماكرون اقترح غرامات تصل إلى 750 يورو للبلد بأكمله، كما تم تمديد الحظر المفروض على الإعلانات المضيئة، والذى كان حتى الآن ساريًا فقط فى المدن التى يقل عدد سكانها عن 800000 نسمة، باستثناء المطارات والمحطات.
واختارت إيطاليا الحد من درجة الحرارة إلى 25 درجة فى المبانى العامة، ولكن إذا ساء الوضع، يتم التخطيط لإغلاق إنارة الشوارع فى بعض الشوارع والطرق السريعة، أو تقليل شدتها، وبنفس الطريقة، سيتم إغلاق النصب التذكارية، ومن لا يلتزم باللوائح الجديدة، فسيواجه عقوبات تتراوح بين 500 و300 ألف يورو.
أما بالنسبة للمجر فإنها الدولة الأكثر اعتمادا على شحن الغاز الروسى، حيث أنها تشترى 65٪ من النفط و 85٪ من الغاز الذى تستخدمه أو على الروابط الأوروبية، منذ بداية أغسطس الجارى، تم تطبيق تدابير الطاقة الطارئة، وتدفع الأسر التى تستهلك أكثر من غيرها سعرًا أعلى من الباقى لكل كيلو واط فى الساعة.
وافقت الحكومة البلجيكية على حوافز لتحسين كفاءة الطاقة فى المنازل، مع تخفيضات ضريبة القيمة المضافة بنسبة 6% لأعمال إعادة التأهيل أو تركيب الألواح الشمسية، وبالمثل، يعتمد مقياس النجوم فى اليونان على برنامج استثمار تم منحه 640 مليون يورو لتحسين عزل النوافذ المنزلية.