إن كنت من متابعى حفلات الصيف بالساحل الشمالى لكبار النجوم فقط عبر السوشيال ميديا، وتتمنى الحضور لكن يمنعك عن ذلك بعد المسافات أو أسعار التذاكر، أو أية ظروف أخرى، فأقول لك هذه فرصتك تقدمها لك وزارة الثقافة فى شكل مهرجان محكى القلعة الصيفى، وهو التقليد السنوى الذى تحرص الوزارة على إقامته فى منتصف أغسطس كل عام.
ولأننى بصفة شخصية من جمهور محكى القلعة، وحضرت حفلاته منذ كنت طالبة فى مرحلة الإعدادية وحتى يومنا هذا، فيمكننى التأكيد أن هذه الحفلات من أمتع وأرقى وأهم ما تقدمه الدولة للجمهور العام، فتجد فيها الأصوات الفنية التى لا يمكن الاختلاف عليها مثل على الحجار ومدحت صالح وهانى شاكر وهشام عباس ومحمد محسن وغيرهم من الأصوات المصرية الأصيلة، وتجد أيضا ليلة خاصة للموسيقار القدير عمر خيرت، وتجد ليلة لمولانا إمام المنشدين الشيخ ياسين التهامى، وغيرهم وغيرهم ممن يقدمون وجبة ممتعة تشبع الروح بالفن والجمال والقيمة.
لمن لا يعرف يقام المحكى فى مقر قلعة صلاح الدين الأيوبى كل عام وتبدأ ليالى المهرجان هذا العام فى الخامس عشر من أغسطس، ويستمر حتى 30 أغسطس، وتقام فى كل ليلة حفلتان يمكن حضورهما بنفس سعر التذكرة «20 جنيها فقط»، وهنا لا بد من شكر كل القائمين على إقامة هذا المهرجان لتقديم مثل هذه المتعة، وعلى رأسهم إدارة دار الأوبرا المصرية التى تعمل بجهد كبير على مدار شهور الصيف لتنظيم المهرجان وإخراجه بشكل يليق بعظمة مصر وشعبها الذى يستحق هذه الوجبة الدسمة ليحافظ على روحه بالثقافة والفن، وهنا سوف أستغل الفرصة لأطالب من إدارة المهرجان تقديم العروض المسرحية أيضًا ضمن ليالى المهرجان، وهو ما كان يتم بالفعل سابقًا وأنا أعلم صعوبة التحضير للعرض المسرحى، وما يتطلبه من جهد فى تجهيز اللوكيشن والملابس، ولكن التجربة تستحق والقيمة التى تقدمها العروض المسرحية الجادة تستحق أيضًا، وتأثير هذه القيمة الفنية الكبيرة على نفوس كل من يشاهدها أكبر بكثير من أى جهد مبذول، ولو أردنا الحق فيمكن القول بأن هذا النوع من الفن سواء الموسيقى والأصوات المنتقاة من دار الأوبرا المصرية والعروض المسرحية التابعة لوزارة الثقافة، هى الحصن الذى يحمى النفوس ويصنع دروعا ضد الجهل والتعصب والإرهاب، لذا شكرًا وزارة الثقافة ودار الأوبرا على هذا الجهد، وأتمنى أن يحضر كل من يقرأ هذه الكلمات مهرجان محكى القلعة.